أعرف شبانا حسموا مواقفهم وأتجهوا إلى الجبهات بعد قنبلة عطان، وآخرين فعلوا الشيء نفسه بعد قصف جبل نقم ، وبإتجاههم إلى الجبهات قامت لمناصرة الجيش واللجان أسرهم وأقرباؤهم وأصدقاؤهم. أحد هؤلاء الشبان لم يكن لاهو ولا أحد من أفراد أسرته يشعر بأي تعاطف نحو الأنصار في بداية العدوان ، وكانوا يصدقون الدعاية القائلة أن العدوان لايستهدف غير الأنصار ، ولما رأى النساء والأطفال في حالة هلع شديد وصراخهم يتعالى يوم قصف نقم عاد إلى أسرته عازما على التوجه إلى الجبهات ، وعندما حاولت والدته ثنيه خوفا عليه ، قال لها أن الجهاد ضد العدوان أصبح فرض عين.
كل جريمة يرتكبها العدوان المتوحش كجريمة قصف منطقة السبعين مساء أمس تسقط ضحايا وتروع الآمنين وتتلف ممتلكات وتدمر مصالح المواطنين قد تعيد شيئا من الثقة لليائسين الذين ربطوا مصائرهم بمصير العدوان وتشفي غليل حاقد منتقم ، ولكن أكثر من ذلك لن تفعل شيئا لمصلحة المعتدي. وعلى العكس مما يبتغيه العدوان سيكون تأثيرها في الجانب الآخر ، تزيد من يواجهون العدوان عزما وإصرارا ، وتقنع القاصي والداني أن الحرب عبثية همجية ، وأنها تستهدف الجميع بغض النظر عن مواقفهم ، وأن بقاء الرجال في بيوتهم بعيدا عن الجبهات لايعني أنهم في مأمن من نيران المعتدي وغدره .
مستوى الغضب السائد اليوم من العدوان وأذياله ماكان يمكن لأية خطابات حماسية وقصائد وزوامل أن تحدثه ، وحدها جريمة قصف منطقة السبعين مساء أمس. – ومثيلاتها -قادرة على إحداثه ، ولابد أن شبانا آخرين سيحسمون مواقفهم ويتجهون إلى الجبهات ، كيف لا وقد أتى طيران العدوان ليلا كما يأتي المجرمون ليقصفهم وهم مع أسرهم نيام في بيوتهم .
يريد العدوان أن يرهب اليمنيين ليخنعوا ويستسلموا فينهضوا من بين خراب القصف أكثر حزما وعزما على مقاومته ، وبذلك يجني ثمار مايزرع إرهابه . سيخضع اليمنيون للسلام فقط ، وغير ذلك لا حصار يخضعهم ولا قصف ولا منشار .
*من صفحته على الفيسبوك