وكالات:
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الأحد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها صعدّت خلال الأسابيع الماضية من تنكيلها بالأسيرات الفلسطينيات وزيادة وتيرة الإجراءات القمعية بحقهن في محاولة لاستنزاف صمودهن وكسر إرادتهن.
وقال المركز إن الأسيرات يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من كافة حقوقهن، بالتزامن مع ظروف قاسية ومأساوية في سجون الاحتلال، مع استمرار سياسة اقتحام الأقسام والغرف بهدف التفتيش والتنغيص، وانتهاك خصوصيتهن من خلال تثبيت كاميرات المراقبة في ساحة الفورة والممرات، والتنقّل بسيارة البوسطة على فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل بحقهن.
رياض الأشقر مدير المركز اعتبر أن الاعتداء على ممثلة الأسيرات مرح بكير وشروق دويات بالعزل الانفرادي هو سابقة خطيرة وقد تكون مقدمة لمزيد من إجراءات القمع والتنكيل بحق الأسيرات، حيث لم يحدث سابقاً أن تعزل الإدارة من تمثل الأسيرات وتشكل حلقة الوصل بينهن وبين الإدارة، ما ينذر بإجراءات قمعية أشد قسوة خلال الأيام القادمة.
وبين الأشقر أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16.000 إمرأة فلسطينية منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، ومنذ بداية انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر من العام 2000، اعتقل الاحتلال حوالى 2500 إمرأة وفتاة، لا يزال منهن 34 أسيرة في سجون الاحتلال في ظل ظروف قاسية ولا إنسانية.
وأشار إلى أن سياسة اعتقال الفلسطينيات هي سياسة قديمة بدأت مع بدايات الاحتلال لفلسطين، ولم تقتصر على حقبة معينة، لكنها تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى تحت حجج وذرائع مختلفة، وشكل من أشكال العقاب الجماعي، وفي أحيانٍ كثيرة تم اعتقالهن بهدف الابتزاز والمساومة لإجبار أقربائهم المطلوبين على تسليم أنفسهم، أو للضغط على المعتقلين لتقديم الاعترافات والمعلومات.
من بين الأسيرات 19 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة
كما كشف أن الاحتلال يعتقل شهرياً ما بين 10 إلى 15 إمرأة وفتاة لساعات أو لأيام، وبعضهن ينقلن للتحقيق في ظروف قاسية بسجن هشارون، وأخريات صدرت بحقهن أحكام قاسية لسنوات طويلة، وكان آخر المعتقلات الفلسطينية المسنة “سعدية سالم فرج الله” 65 عاماً من بلدة إذناً بالخليل السيدة التى تم اعتقالها ظهر أمس السبت بعد الاعتداء عليها بالضرب قرب الحرم الإبراهيمي بحجة محاولة تنفيذ عملية طعن.
وقال الأشقر إن من بين الأسيرات 19 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة، بينهن 8 أسيرات محكومات بالسجن ما يزيد عن 10 سنوات، أعلاهن حكماً الأسيرتين شروق دويات من القدس وشاتيلا أبوعياد من أراضي 48 ومحكومات بالسجن لمدة 16 عاماً.
وهناك أسيرتين تحت الاعتقال الإداري دون تهمه وهن “ختام السعافين” من رام الله، و”شروق البدن” من بيت لحم، وتعتبر الاسيرة ميسون موسى الجبالي من بيت لحم هي عميدة الاسيرات وإقدمهن ومعتقلة منذ حزيران/يونيو 2015 ومحكومة بالسجن لمدة 15 عاماً.
وعن توزيع الأسيرات جغرافياً، تحتل أسيرات القدس العدد الأكبر بين الأسيرات ويبلغ عددهن 15 أسيرة، وهناك 5 من رام الله، و4 من مناطق الداخل الفلسطيني، و 4 من الخليل، و3 من بيت لحم، وأسيرتين من جنين، وأخرى من طولكرم.
وتعاني 5 أسيرات من أمراض مختلفة، ولا يتلقين علاج مناسب اصعبهم حالة الأسيرة أسراء الجعابيص.
إدارة السجون تماطل
ولا تزال إدارة السجون تماطل في تركيب هاتف عمومي في اقسام الاسيرات، وتحرمهم من التواصل مع العالم الخارجي ومعرفة أخبار عائلاتهم وخاصه أنهن محرومات من الزيارة منذ أكثر من عام ونصف، كذلك تمارس الإهمال الطبي بحقّ الاسيرات وترفض توفير طبيبة نسائية مختصة في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وتمنع إدخال الكتب الثقافية أو العلمية، وكذلك المشغولات اليدوية كالمطرزات وغيرها.
كما تعاني الأسيرات من نقص حاد في الأغطية والملابس الشتوية وأجهزة التدفئة، حيث تحرمهن إدارة السجن من شراء أجهزة التدفئة والأغطية، وتتعمد إدارة السجون إذلال الأسيرات بعرضهن على المحاكم في فترات متقاربة وتأجيل محاكمتهن بشكلٍ غير مبرر لعشرات المرات لفرض مزيد من التنكيل والنقل التعسفي لهن، كما تعانين من عمليات الاقتحام المستمرة التي ينفذها عناصر شرطة رجال، حيث طالبت الأسيرات بضرورة استبدالهم بعناصر نسائية حفاظاً على الخصوصية.
وطالب مركز فلسطين كافة المؤسسات التي تتغنى بحقوق المرأة، والمنظمات التي تعنى بقضاياهن، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة والتدخل الحقيقي من أجل أنصافهن، ووقف الجرائم التي يتعرضن لها من قبل الاحتلال.
وفي وقت سابق، قال مكتب إعلام الأسرى، إنّ “التوتر مازال قائماً في سجون الاحتلال، على خلفية الهجمة الممنهجة التي تشنّها إدارة السجون على الأسيرات”، مشيراً إلى أنّ “الأسرى يرتدون زي السجن تعبيراً على استعدادهم لأي طارئ”.