نتهت المواجهة والداربي المغاربي في نهائي كأس العرب، بفوز ثمين حققته الجزائر على تونس في الشوطين الإضافيين من المباراة القوية التي جمعتهما في استاد البيت في قطر.
وافتتحت الجزائر أهدافها في الشوط الإضافي الأول من المباراة، بتوقيع أمير سعيود، ثم قضى ياسين إبراهيمي على آمال تونس بهدف قاتل في آخر لحظة من المواجهة الصعبة.
وتميزت المباراة التي جرت في استاد البيت الذي تجاوز عدد جمهوره الـ60 ألفا بمنافستها القوية ورغبة كل فريق في الظفر باللقب والتتويج بكأس العرب.
واحتكمت الجزائر وتونس للشوطين الإضافيين بعد انتهاء المباراة في الـ90 دقيقة بتعادل سلبي بسبب المنافسة القوية بينهما.
طغى الحذر من البداية على اللعب بين المنتخبين التونسي والجزائري، وهما يعرفان بعضهما جيدا، مع محاولة إدارة المباراة الصعبة والقوية التي ميزها اندفاع بدني قوي لرغبة اللاعبين تتويج جهودهم في المراحل السابقة برفع الكأس في العاصمة القطرية الدوحة.
وتبادل المنتخبان الجزائري والتونسي الأدوار في الهجمات المعاكسة والسعي لهز شباك المنافس، في توازن بين المحاولات.
وتحتفظ ذاكرة الجماهير التونسية والجزائرية والعربية الحاضرة في استاد البيت المونديالي في قطر، بذكريات جميلة من المنافسات والمواجهات التي جمعت الخضر مع نسور قرطاج.
وتعود أول مواجهة بين الجزائر وتونس إلى أزيد من نصف قرن وتحديدا منذ 58 عاما.
وفي بداية المباراة، حرمت العارضة منتخب تونس من تسجيل هدف التقدم أمام الجزائر.
وانتهى الشوط الأول من دون أهداف لكنه حمل إثارة قوية ومنافسة شرسة بين المنتخبين، مع مناسبات كادت تُفقد اللاعبين أعصابهم، وهو ما دفع الحكم لإخراج البطاقة الصفراء عدة مرات، مع إمكانية إخراج بطاقة حمراء أعلن عنها من خلال تقنية الفار، لكن لم يؤكدها الحكم الرئيسي.
واستمر الإيقاع بنفس القوة في الشوط الثاني، مع محاولات كل من الجزائر وتونس كسب أفضلية التسجيل وهز شباك المنافس، لكن أهدرت العديد من الفرص.
وفي الشوط الإضافي الأول باغتت الجزائر منافستها تونس، بهدف صاروخي وقعه أمير سعيود في مرمى تونس.
وخلال الشوط الثاني الإضافي حاولت تونس الضغط على الجزائر، لتعديل النتيجة والاحتكام لضربات الترجيح، وكانت كرة الأمل للنسور في ركنية.
منافسات سابقة بين الجزائر وتونس
ويعود تاريخ المواجهات الكروية بين تونس والجزائر إلى الخمسينيات من القرن الماضي حينما كانت الجزائر تلعب بفريق جبهة التحرير الوطني خلال سنوات الاستعمار الفرنسي، حيث التقى المنتخبان مرات عدة كانت الغلبة فيها لفريق جبهة التحرير الوطني.
وبعد الاستقلال وتحديداً منذ سنة 1963، أصبحت المباريات أكثر انتظاماً وذات طابع رسمي، إذ دار أول لقاء بين تونس والجزائر يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول 1963 في مباراة ودية احتضنها ملعب الشاذلي زويتن بالعاصمة تونس وانتهت بالتعادل دون أهداف.
والتقى المنتخبان في 47 مباراة كانت نتيجتها النهائية أقرب للتوازن، حيث فازت الجزائر في 17 مناسبة وانتصرت تونس في 15 مباراة، وانتهت 15 مباراة بالتعادل بين الطرفين.
وتخطى نسور قرطاج عقبة الخضر في عدة مناسبات حاسمة، خاصة في السبعينيات، وكذا في دورة “كان 2013”، فقد فرض المنتخب الجزائري منطقه على نظيره التونسي أيضا في مناسبات هامة، خاصة في الدور الفاصل المؤدي إلى نهائيات مونديال 1986، حين عاد أبناء سعدان (مدرب منتخب الجزائر الراحل)، برباعية من تونس ودعموها بثلاثية في ملعب 5 جويلية.
مشوار مميز للجزائر في الأدوار الأولى
وصل المنتخب الجزائري الدور النهائي بعد تغلبه على قطر بهدف نظيف في مباراة قوية كانت عالمية، وتأهل للدور نصف النهائي بفوز صعب على شقيقه المغرب بركلات الترجيح في مباراة نارية قوية صنفت عالمية، انتهت بالتعادل (2-2).
وقبل هذا الدور، فاز منتخب الجزائر على السودان برباعية نظيفة في مستهل مشواره في البطولة، قبل أن ينتصر على لبنان بصعوبة في الجولة الثانية (2-0)، وتعادل مع مصر (1-1)، ليتساوى معه في النقاط، ويتأهل إلى المركز الثاني بسبب اللعب النظيف، ويخسر ريادة المجموعة.
عرس كروي عربي في قطر
وتميزت بطولة كأس العرب، التي احتضنتها قطر تحت مظلة الفيفا بعد غياب لنحو عقد، بمستواها العالمي، وسلطت الأنظار على المنافسة التي تابعتها جماهير شغوفة بكرة القدم.
وقدم تنظيم قطر لهذه البطولة الناجحة لمحة عن أجواء كأس العالم التي تحتضنها الدولة الخليجية بعد أقل من عام.