وكالات:
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” د. محمود الزهار، أن “حماس تمثل كل فلسطين من خلال تمسكها بحق شعبها وثوابته”.
جاء ذلك في كلمة له خلال مهرجان إحياء الذكرى الـ34 لانطلاقة حركة “حماس” في غرب مدينة غزة، بعد ظهر الجمعة، بمشاركة جماهيرية كبيرة.
وذكر الزهار أن “مشاركة الآلاف في هذه المسيرات بذكرى الانطلاقة تؤكد أن الإنسان الفلسطيني لا يمكن أن يتنازل عن حقه ويرفض أي تفريط بشبر من أرضه”.
وقال : “أيها الشعب الكريم: لقد كانت الانطلاقة كثيرة البركات، يوم قال الشعب نعم للمقاومة في صناديق الاقتراع في الضفة والقدس والقطاع؛ التي انطلقت منها أول حكومة فلسطينية شرعية من رحم الانطلاقة لتوضح الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني، ويرى العالم أجمع أن الانطلاقة لم تكن حدثاً عفوياً بل إرادةٌ ربانيةٌ تقول أن الله مع الذين اتقوا في جانب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين في جانب اخر”.
وفي مستهل كلمته، قال الزهار : “في ذكرى الانطلاقة المجيدة الرابعة والثلاثين (درعِ القدسِ وطريقِ التحرير) لا يسعنا في هذا العرس الفلسطيني إلا أن نترحم على من وضع لبنة الحركة الأولى، الشيخ الشهيد أحمد ياسين، والطبيب الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والصيدلي الشهيد إبراهيم اليازوري، والأستاذ عبد الفتاح دُخان، والشهيد صلاح شحادة، والمهندس عيسى النشار، والاستاذ محمد شمعة. وللمجاهدين العظام إبراهيم المقادمة، وجمال سليم، وجمال منصور، وإسماعيل أبو شنب ونزار ريان، وسعيد صيام، وجمال الزبدة وباسم عيسى، وجمعة الطحلة، وسائر شهداء شعبنا وحركتنا”.
وأضاف : “يأتي اليوم ذكرى الانطلاقة 14/12/1987، يومٌ وصلت فيه الجرائم الصهيونية أقصى درجات الظلم، يومٌ كان المُصاب والألم في قلب كل مؤمن من هذا الشعب يتمنى العيش بحرية في بلدٍ محررٍ خالٍ من اليهود والعملاء، ببلدٍ تنطق بـــ لا إله إلا الله لتطوق وتخنق بني صهيون، وتنطلق اليوم راية الحرية المغروسة في قلوب أحرار هذا الوطن، تنطلق أقلام الأحرار لتسجل بمداد من الدم الطاهر مسيرة “طرد اليهود” وارغامهم على الهروب وهم فوق الدبابات وبأيديهم أحدثُ البنادق الأمريكية وفي جيوبهم أموال الخونة من صهاينة العرب المتهافتين على التطبيع مع الكيان الصهيوني في مخالفةٍ لشرع الله تعالى ولسنة رسولهِ صلى الله عليه وسلم وللمبادئ الإنسانية السامية وللتاريخ النضالي للشعوب، وفي انكارٍ مجحفٍ لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى”.
وتابع : “نُحي اليوم ذكرى انطلاق المنابر في كل مسجد، وارتفاع الجباه عاليةً من بعد الانتهاء من الصلاة، وتتحول هذه المساجد إلى محطات انطلاق الشباب المؤمن بالحرية المستعد للتضحية والرافض لتدنيس المقدسات ومصادرة مستقبل الأجيال المسلمة”. ولفت الزهار إلى أن شعار حماس في هذه الانطلاقة هو “درع القدس وطريق التحرير” والدرع نحمله والطريق أقدامنا تعرفه. وفي سياق منفصل، أشار الزهار إلى أن التطبيع خيانة للإنسانية والشعوب التي حملت القضية الفلسطينية في قلبها وهو إنكار لتضحيات الشهداء على أرض فلسطين.
ووجه الزهار، التحية إلى القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام أبو خالد الضيف، مؤكدا أن “معركة سيف القدس أذلت الاحتلال ومرغت كرامته وأعوانه والمتعاونين والمطبعين معه”.
وقال : “تستمر المقاومة بكل أشكالها في الضفة المباركة والقدس الشريف، ويستمر العدو المجرم في اعتدائه على ثوابتنا وفي مقدمتها جاءت استجابة المقاومة لمطلب الشعب الفلسطيني في القدس والأقصى والضفة وحي الشيخ جراح والتي تجسدت في معركة سيف القدس، ومن هذا المقام ومن بين حشود أبناء حماس نتوجه بالتحية للقائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام/ أبو خالد الضيف الذي لبى النداء فكانت معركة سيف القدس التي أذلت الاحتلال ومرغت كرامته وأعوانه والمتعاونين والمطبعين معه”.
وأضاف: “اليوم وبعد سيف القدس.. سيف الأقصى.. سيف غزة.. سيف الضفة.. سيف الله المسلول ليرسم ملامح المرحلة القادمة.. سيف وعد الأخرة الذي يتم صنعه واعداده ليكون الفاصل في تاريخ هذه الأمه حتى يزوي الله تعالى الدنيا لاتباع محمد صلى الله عليه وسلم ليروا مشارق الدنيا ومغاربها وأنّه لا إله إلا الله ستطرق آذان البشر في كل مكان”.
ووجه الزهار، رسالة للأسرى الأبطال في سجون الاحتلال قائلا : “إنا وعدنا ألا نترككم في السجون مهما كلف ذلك ونشهد أنه قد هانت علينا دماء قادتنا ودماء زملائنا ودماء أولادنا .. وحجارة بيوتنا.. وهانت علينا من أجل التحرير أشجار كرومنا وهانت علينا سنوات الإبعاد في المخيمات عن بيوتنا وهانت علينا سنوات طردنا من أرضنا”.
وفي سياق كلمته، وجه الزهار رسالة للمجتمع الدولي بالقول إنّ “حقوق الإنسان لا تتجزأ ولا تُحابي أحدًا بسبب عقيدته أو انتمائه أو مسكنه أو ماله أو سلاحه. وفي هذا نقول لبريطانيا وأمريكا والذين قالوا عندما اعتبروا الحركة الإسلامية ارهابية وهم يدّعون الديمقراطية ويمارسون الإرهاب قولًا وعملًا ويكيلوا بأكثر من مكيال دعمًا للاحتلال ونقول نحن حركة تحرر وطني إسلامي واجبها تحرير أرضها وحماية شعبها ومقدساتها”.
وتقدم الزهار، بالشكر والتقدير لكل الدول الداعمة للمقاومة، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية لدعم المقاومة. وكما وجه رسالته إلى علماء المسلمين بالتقرب إلى الله تعالى بدعم ونصرة الشعوب المظلومة.
وخاطب الزهار، أبناء حركة “حماس” قائلا : “يا من تربيتم على موائد القرآن الكريم، يا من تدافعون عن شرف الأمة وكرامتها، أيها الأبطال: اعلموا أنكم على موعد مع النصر، وأن تضحياتكم ستثمر قريبًا إن شاء الله، ولتكن ذكرى انطلاقتكم وقودًا جديدًا لاستمرار جذوة الجهاد والمقاومة، حتى يتحقق التحرير الكامل لترابنا الفلسطيني من الاحتلال الغاشم، فالنصر آت لا محالة”.