الإضراب عن الطعام في السجون جريمة وقد يصل إلى قتل الإنسان نفسه وأذيتها، وهذا أعتقد بأنه لا يجوز شرعا ويأتي في سياق الثقافات المغلوطة الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية من خارج الثقلين الكتاب والعترة
ولقد وضح لنا القرآن الكريم الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم وضح لنا القرآن في سورة وقصة نبي الله يوسف عليه السلام كيف كان تعامله مع سجنه ظلما وهو الذي سجن ظلما وعدوانا وفي تهمة خطيرة تهمة أخلاقية والتهم الأخلاقية هي ربما أشد ألما وظلما من غيرها من التهم ولكن كيف تعامل نبي الله يوسف عليه السلام هل فرط في قيمه ومبادئه ما هو رده عندما تم تخييره بين عمل الجريمة والتخلي عن قيمه وأخلاقه ومبادئه التي هي قيم مبادئ ربانية وبين السجن ماذا كان رده عليه السلام?
قال :(السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) وماذا كان عمله عندما تم سجنه وتعذيبه هل تراجع عن موقفه هل أضرب عن الطعام هل عذب نفسه ليحن قلب سجانه عليه وليمنح سجانه فرصة ليظهر بأنه أرحم به من نفسه?
لا وإنما تقبل السجن بكل ثقة بالله سبحانه وتعالى بأنه سيأتي الفرج من الله لا من غيره بقي في السجن عليه السلام وأصلح السجن وأصلح أحوال السجناء ليخرج بعد ذلك من السجن ليشكل حكومة يديرها هو ومن كان معه في السجن من السجناء وأنقذوا شعب مصر من الهلاك هذه هي ثقافة القرآن الكريم التي ابتعدنا عنها يقول الله سبحانه(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا)9الإسراء
بل إن نبي الله يوسف عندما أنساه الشيطان وطلب من السجين الذي سيخرج من السجن أن يذكره عند الملك ويتوسط له عند الملك لكي يفرج عنه بسبب هذا النسيان لبث في السجن بضع سنين قال تعالى :(وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين)42يوسف
فكيف بمن يعلق أمله ورجاءه وأمره متعمدا وليس نسيانا إلى غيرالله إلى سجان محتل ومجتمع دولي وغير ذلك?
ومع ذلك نسمع بين فترة وأخرى عن عدد من السجناء يضربون عن الطعام وخصوصا السجناء المسلمين الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني وفي هذه الأيام تتداول وسائل الإعلام ومنها وسائل إعلام محور المقاومة عن إضراب ستة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني بعضهم تجاوز إضرابه عن الطعام مئة يوم وأصبح هيكل عظمي ما بالهم هؤلاء ماذا أصابهم من أين أتت لهم هذه الثقافة الطارئة?!!!
والأدهى من ذلك بأننا نسمع الفلسطينيين يحذرون الاحتلال من استشهاد أحد الأسرى على أي أساس سيكون شهيد ومن الذي ثقف الشعب الفلسطيني بهذه الثقافة وجعل الأسرى يمارسون هذه الظاهرة الخطيرة(الإضراب )وجعلهم يؤذون أنفسهم وقد يقتلون أنفسهم?!!!
يفترض بهم أن يشمخوا وخصوصا إذا كانوا قد اتخذوا موقف ضد الاحتلال ولجأوا إلى الله ويتضرعوا إليه بأن يفك أسرهم ويصوموا و يصلوا ويقوموا الليل ويتضرعوا إلى الله وهو من بيده الخير كله
أما أن يضرب عن الطعام ويؤذي نفسه ليرحمه الاحتلال أو ما يسمى بالمجتمع الدولي و يفرج عنه من احتل الأرض وقتل ودمر وهجر وأسر بدعم ممن أسموه بالمجتمع الدولي إن هذا لشيئ عجاب !
ولن يحرر الأرض والأسرى إلا الثقة بالله والتوكل عليه والجهاد في سبيله
أما الإضراب عن الطعام فهو أذية لأنفسكم وخدمة للمحتل وما يسمى بالمجتمع الدولي عندما تصبح قضيتكم رأي عام وتضج بها وسائل الإعلام ويسمع بها القريب و البعيد ويتعاطف معكم الجميع بعد ذلك يأتي تدخل الإحتلال ويظهر للعالم بأنه أرحم بكم من أنفسكم ويحل الإشكالية التي أضربتم من أجلها وتظهركم بعد ذلك وسائل الإعلام بأنكم انتصرتم على السجان بينما المحتل السجان يستغل ذلك ليلمع صورته ويقول نحن أرحم بهؤلاء المسلمين الذين يفجرون أنفسهم ويحاولون قتل أنفسهم بإضرابهم عن الطعام ونحن أي المحتل نمنعه عن ذلك ونأتي لنجعله يأكل بالقوة وقد نرضخ في بعض الأحيان لطلباته لكي يفك إضرابه عن الطعام.
من هو الأكثر إنسانية من يحاول قتل نفسه وأذيتها أم من يحاول إنقاذه وإبقائه على قيد الحياة ?.