أعتقد أن الاساتذة والزملاء أنصفوا الاستاذ حسن عبدالوارث من الجانب الأدبي كونه شاعرا متميزا، ومن الجانب الصحفي كونه صاحب قلم حر متفرد ومن الرعيل الأول للكتاب الصحفيي في اليمن .
لذا دعوني أقرأ لكم سطورا من ذكرياتي البيضاء مع أستاذي الغالي.
عندما دخل والدي الصحفي عبدالله سعد_ رحمه الله_ في غيبوبة إثر الحادث الحقير الذي تعرض له، حرصت على تسجيل أسماء جميع من اتصل للاطمئنان عليه.
وحين سافرت معه إلى الأردن لاستكمال العلاج بعد ثمانية ايام من الحادث، حرصت على اخذ الأوراق الصفراء الأربع التي دونت فيها الأسماء، لكي أعطيها لوالدي عند خروجه من الغيبوبة… لكنه لم يخرج منها
والحمد لله على كل حال.
عدت من السفر وكانت الأوراق ماتزال بجيبي، وبعد مرور فترة بسيطة تساقطت واحده تلو الأخرى، وسقط جميع من فيها ماعدا اثنين فقط أحدهما كان الأستاذ حسن عبدالوارث.
أصبت بعدها بحالة من الحزن واليأس والقهر.. كرهت مهنة الصحافة والصحفيين، و لسخرية القدر توظفت في الصحيفة الرسمية الأولى في البلد!!
وحين تعين الأستاذ حسن رئيسا لتحرير صحيفة الوحدة الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة، انتشلني من الحالة التي كنت أمر بها ونقلني إلى الوحدة.
لم يجاملني أبدا وتعامل معي على طريقة شكسبير (ينبغي أن أكون قاسيا كي أكون رحيما) ففي مهنة الصحافة إما ان تكون أو لا تكون… وهذا ما كان..
ففي الوحدة وطوال 12 عاما نقلني من قسم لآخر (الاخبار، التحقيقات، إشراف على صفحات..) وكان لي خير معين، وأشعر بالفخر والاعتزاز لأنني تتلمذت على يديه.
حسن عبد الوارث هذا الإنسان النبيل أدين له بالكثير
ولن أنسى أبدا أفضاله علي
هذا الشهم الأصيل لن أنكر أبدا وقفاته معي في لحظات اليأس
هذا الوفي النقي كان ومازال لي عونا وسندا..
أبي الثاني الذي احتل مقام أبي المرحوم..
دعمني وشجعني وأزال عني غمامة الاكتئاب والإحباط
هو الأب والأستاذ والصديق
وأشعر أنني مهما قلت فلن أوفيه حقه، فليس كل مابداخلنا نستطيع ترجمته بالكلمات.
شكرا لبسمنت، فهذا أقل ما نستطيع تقديمه للأستاذ حسن جميل أن يرى الكاتب والمبدع تكريما له في حياته.. هذا أكبر تقدير له.
نتمنى لأستاذنا الصحة والعافية والعمر المديد وشكرا لكم جميعا.