قراءنا في كتب التاريخ أن مجموعة من الثوار اليمنيين بقيادة المناضل غالب لبوزة أشعلوا ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م من جبال ردفان، وتمكنوا بسلاحهم الشخصي أن يطردوا من جنوب اليمن، جيش أعظم امبراطورية في العالم، والتي كانت لا تغيب عنها الشمس.
ولكن ماذا سنقول للتاريخ الذي لا يرحم عندما يقرأ أبنائنا وأحفادنا والاجيال القادمة أنه بعد أكثر من خمسين عاماً من التحرر والاستقلال وتوحيد شطري اليمن وامتلاك الطائرات والدبابات والصواريخ والمدفعية، تأتي دول لا تاريخ لها، وجيشها لا يستطيع أن يواجه في ميدان المعركة ويحتل عدن والمحافظات الجنوبية؟
أليس من العار علينا نحن كيمنيين شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً أن تحلّ علينا الذكرى الـ٥٨ لثورة ال ١٤ من أكتوبر، وعدن تحت الاحتلال ويتحكم بها وقرارها ضابط سعودي واماراتي!؟
أليس من العيب علينا أن تنشا قواعد اماراتية وسعودية واخرى بريطانية وامريكية وإسرائيلية على الأراضي اليمنية سواء في سقطرى، وميون، والعند، والمهرة، وسيئون، والمكلا، وبلحاف، وعدن وغيرها.
ماذا سيكتب عنا المؤرخون وكُتّاب التاريخ، في زمن التحرر والاستقلال في القرن الواحد والعشرون و جزاء من التراب اليمني، محتل وثرواته تنهب، وأبنائه وقود لحرب تتحكم بها دول الاستكبار العالمي، وتستفيد منها وتجني المليارات من وراءها!
ما تشهده المحافظات الجنوبية المحتلة اليوم من سخط شعبي، وثورة شعبية، وما يعانيه أبناء هذه المحافظات من قتل، وجوع وانعدام للخدمات العامة، وما يتعرضون له من إرهاب وتفجيرات، وانعدام للآمن وغلاء معيشة، يتوجب علينا جميعاً التحرك لنصرتهم، ومساندتهم، ورفع المعاناة عن كاهلهم، وتحرير الأرض اليمنية من تحت وطأة الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني، واستعادة الدولة اليمنية، ورد الاعتبار لثورة الـ ١٤ من أكتوبر الخالدة، وهذا أقل ما يمكن فعله.
عذرا أكتوبر.. في عيدك الـ ٥٨ ارضك محتلة..
عذراً ثورة أكتوبر.. أهدافك.. خانها أبناء وأحفاد ثوارك الابطال..
عذراً غالب لبوزة دمك الطاهر الذي رويت به تراب وطنك.. تنجسه اليوم جيوش الأمارات والسعودية
عذراً عبود. .عذراً مدرم.. عذراً قحطان.. عذراً لكل الأبطال الثوار في ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة.. عذراً.. عذراً.. لكن التاريخ لا يرحم.