وكالات:
قال وزير قدماء المحاربين الجزائريين العيد ربيقة، اليوم الأربعاء ، إن تكريم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لـ”الحركيين” الجزائريين الذين حاربوا إلى جانب الاستعمار هو “شأن داخلي فرنسي”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائر رد فيه ربيقة على سؤال بشأن موقف بلاده من تكريم الرئاسة الفرنسية لـ”الحركي”.
ربيقة علّق على التكريم قائلاً “هذا شأنهم، نحن في الجزائر، في بلد المليون ونصف مليون شهيد، ونحن الجزائريون لسنا بحاجة لمن يعطينا دروساً تاريخية وثورتنا فَصلت في من هو شهيد ومن هو حركي وخائن”.
جاءت تصريحات ربيقة بعدما اعتذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين الماضي، “للحركيين” الجزائريين الذين حاربوا إلى جانب الاستعمار الفرنسي، خلال حرب التحرير الجزائرية بسبب تهميشهم سابقاً، كما أعلن عن قانون لتعويضهم.
في تعليق لها على خطوة ماكرون، اعتبرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، في تغريدة الإثنين، تلك “حملة انتخابية مسبقة لانتخابات الرئاسة المقررة في أبريل/نيسان 2022”.
تأتي خطوة التكريم ضمن خطوات أخرى اتخذها الرئيس الفرنسي مؤخراً، وسببت حالة من الجدل في فرنسا، ومنها اعترافه بممارسات التعذيب التي ارتكبها الجيش الفرنسي في الجزائر، إذ أقرّ أن بلاده أنشأت خلال حرب الجزائر ما قال إنه نظام استُخدم فيه التعذيب.
كما تقدم الرئيس الفرنسي في أواسط سبتمبر/أيلول بالاعتذار لأرملة موريس أودان، الناشط الشيوعي الذي مات تحت التعذيب وكان ضحية “النظام الذي أقامته فرنسا آنذاك في الجزائر” على حد تعبيره.
من هم الحركيون؟
الحركي مصطلح يعني العميل أو الخائن، ويطلق على الجزائريين الذين حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد ثورة التحرير في بلادهم من 1954 إلى 1962.
لكن لم تكن هذه هي بداية الحركي، ففي عام 1954 انطلقت حركة انتصار الحريات التي أسسها مصالي الحاج بعد الحرب العالمية الثانية، والتي انبثقت عنها جبهة التحرير الوطني، فكلمة الحركي كانت مشتقة من الحركة.
نظراً لمعارضة الحركة فيما بعد لجبهة التحرير الوطني بات اسم الحركي يطلق على كل الذين عارضوا جبهة التحرير الوطني، وشن الحركيون الحرب على “جبهة التحرير الوطني” التي كانت في نظرهم “جماعة إرهابية”.
يقول الرافضون لاتهام الحركيين بالخيانة، إن انضمامهم للجيش الفرنسي لم يكن خيانة، وإنما رد فعل ناجم عن خلافات مع جبهة التحرير حول سبل المقاومة، لاسيما أن الزعيم الوطني الجزائري، مصالي الحاج، نفسه، كان رافضاً للعمل المسلح ومتشبثاً بالعمل السياسي السلمي.
عقب انتهاء حرب الجزائر، استقبلت فرنسا نحو 60 ألفاً من “الحركيين” الذين وصلوا إليها في ظل ظروف سيئة جداً، ولكنها تخلّت عن 55 إلى 75 ألفاً منهم، فتعرّضوا مع عائلاتهم لأعمال انتقامية أودت بحياة الآلاف منهم.
وأغلب عمليات الانتقام الدامية التي تعرض لها “الحركيون” كانت من قبل قوميين، يرون في دورهم خيانة كبيرة للجزائر.
وُضع اللاجئون إلى فرنسا في معسكرات في جنوبي البلاد، وعانوا من صعوبات في الاندماج، في حين راحت فرنسا تستقبل أعداداً كبيرة من المهاجرين الجزائريين لأسباب اقتصادية.
بحسب وسائل إعلام فرنسية فإن “الحركيين” وعائلاتهم يشكلون حالياً جالية من نصف مليون شخص.