الوحدة نيوز/ أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن تعرض ثورة ٢١ سبتمبر لعدوان ١٧ دولة دليلٌ على اقترابها الكبير من مصالح عامة الناس، والتحرر من الإرادة والهيمنة الدولية.
جاء ذلك لدى مشاركته اليوم في الفعالية الاحتفالية التي نظمتها الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء بمناسبة العيد السابع لثورة ٢١ سبتمبر المجيدة.
حيث توجّه رئيس الوزراء بالتهنئة -بهذه المناسبة الوطنية المهمة- إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمجلس السياسي الأعلى ممثل بفخامة المشير الركن مهدي المشاط، ورئاسة وأعضاء مجلسي النواب والشورى، وأبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية، وجماهير الشعب اليمني.
وقال: “هناك ثورات رسمت معالم الطريق لشعبنا هي ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م، وثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م، وثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، وهي ثورات تكاملت فيها التضحيات والإنجازات والغايات”.
وأضاف: “غضِب المتنفذون في العالم على ثورة ٢١ سبتمبر منذ مجيئها، وأولهم السعودية التي تمثل الرجعية على مستوى الإقليم، والصهيونية الأمريكية، وكذلك دول الغرب عامة، لاقترابها من مصالح الناس”.
وتابع: “السعودية هي جار لا يحترمك، ولا يقدرك، ويكره تاريخك كما يكره حاضرك، وفي الوقت ذاته يتآمر على مستقبلك، فهي فعلاً مصيبة وكارثة على الشعب والوطن اليمني، فهي لم تعادِ ثورة ٢١ سبتمبر لأن من يقودها السيد عبدالملك الحوثي، وإنما الشعب اليمني الذي نفّذت ضده الكثير من الدسائس والمؤامرات على امتداد العقود الماضية”.
وحيّا رئيس الوزراء المواقف الداعمة للأشقاء في إيران للشعب اليمني وثورة ٢١ سبتمبر .. مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثل موقفا معارضا للمشاريع الصهيونية في المنطقة، ولذلك هي تعِين اليمن إعلامياً وسياسياً.
ونوّه -في الوقت نفسه- بدعم الجمهورية العربية السورية البطلة للشعب اليمني .. لافتاً إلى أن سوريا قاومت، وما زالت تقاوم، كل دول العدوان والمرتزقة الذين قدموا إليها من 99 جنسية لقتل الشعب السوري الشقيق .. مثمنا عالياً كذلك وقوف كل المقاومين مع اليمن من حزب الله في لبنان، والمقاومة في فلسطين، والعراق، وكوبا وفنزويلا الصديقتين.
وذكر أن أي رأي يرفض سياسات الإدارة الأمريكية فهي بنظرها دولة مارقة، وخارجة عن القانون الغربي الرأسمالي .. مؤكداً أن هذا الأمر هو باعث على اعتزاز وفخر اليمنيين بالقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والقيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير الركن مهدي المشاط، الرافضين للسياسات الأمريكية.
ومضى بالقول: “النظام القائم اليوم في صنعاء له مميزات عديدة، نستطيع نتحدث عنها ساعات طوال، مقارنة بالمحافظات الواقعة تحت الاحتلال من عدن إلى المهرة إلى سقطرى إلى مأرب وأجزاء من تعز، التي لا يستطيع المحافظ ولا رئيسهم ولا رئيس مجلس نوابهم المهاجر أن يقرر شيئاً مع غياب تام للأمن فيها، والخدمات الضرورية، وانتشار جرائم قتل المدنيين، والاغتيالات التي تقيّد ضد مجهول”.
وشدد رئيس الوزراء على أن من يواجه الشعب اليمني بالرصاص سيواجه بالرصاص، ومن يواجهه بالصواريخ سيواجه بالصواريخ، وبالطائرات المسيّرة.
وتطرّق إلى جلسة مجلس الأمن ليوم أمس، التي تحدث فيها الجميع بكل صفاقة، مطالبين بتوقّف الحوثيين عن ضرب المطارات المدنية السعودية، في الوقت الذي طائراتها تقصف المطارات والموانئ والمدارس والجامعات، وكل شيء في اليمن لسبع سنوات، “ولم نجد من يقول للسعودية توقفي عن ضرب اليمن”.
وبيّن الدكتور بن حبتور أن فكرة السلام لا يمكن أن تأتي إلا من لغة يفهمها الأعداء، وهي لغة القوة، ولذلك سيواصل الشعب اليمني الرد عليهم بتلك اللغة، حتى يستجيبوا للغة العقل والمنطق.
وأوضح أن ترويج دول العدوان أن الحرب في اليمن حرب أهلية، هي أكذوبة كبيرة، باعتبار أن الحرب بين اليمن والمملكة السعودية ومشيخة الإمارات وخلفهما الصهاينة والأمريكان.
وعبّر رئيس الوزراء عن الشكر للأمانة العامة لمجلس الوزراء على تنظيم الفعالية، ولكل من شارك بالحضور فيها .. لافتاً إلى أن الفعالية تأتي ضمن فعاليات على مستوى الوزارات والمؤسسات التي ستحتفي بثورة ٢١ سبتمبر كشعب منتصر، كما ستحتفي بثورة ٢٦ سبتمبر كتراث من الشعب اليمني الأصيل.
وفي الفعالية، التي حضرها نائبا رئيسي مجلسي النواب عبدالسلام هشول والشورى عبده محمد الجندي، أشار نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع، الفريق الركن جلال الرويشان، إلى أهمية الاحتفال بهذه الثورة التي انطلقت للقضاء على الوصاية والهيمنة الخارجية، وصمدت في مواجهة العدوان والحصار على مدى سبع سنوات، صانعة ملحمة شعبية، ووطنية وتاريخية غير مسبوقة في تاريخ اليمن المعاصر.
وأكد أن ثورة ٢١ سبتمبر هي استكمال للطريق الذي رسمته أهداف الثورتين ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر .. لافتاً إلى أن الموقع الجيوسياسي المتميّز لليمن من الأسباب الرئيسية، لأن يبقى مطمعاً لدول الاستعمار العالمي، ومرتعاً خصباً لسياساتها وصراعاتها، وهو ما انعكس على الأوضاع الداخلية لليمن قبل وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.
وتناول الفريق الرويشان التدخلات السعودية وسياستها تجاه اليمن .. وقال: “لقد ظلت السعودية تعامل اليمن واليمنيين بنفس الأساليب والسياسات التي استخدمتها في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وأن تدير اليمن بالأزمات والصراعات الداخلية”.
وأضاف: “لذلك جاءت ثورة ٢١ سبتمبر لتواجه وتقاوم هذا العداء والتكالب الإقليمي والدولي الذي ظل وما يزال يحارب الثورات اليمنية بعد عقود من التبعية والارتهان والفساد”.
واعتبر الاحتفاء بهذه المناسبة، إحياءً بانتصار قيمي وأخلاقي وسياسي وعسكري وأمني، ودافعاً لمواجهة العدوان، والتحرّك الفاعل لإفشال مخططاته التي تحاول إعادة اليمن إلى التبعية والوصاية والتحكّم في قراره واستعباده.
وأكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع أن هذه الثورة ستظل نقطة مضيئة لانطلاقتها من صوابية الرؤية، ووحدة الهدف، وحكمة القيادة، والتفاف الشعب لتحقيق أهدافها .. متوجّها بالشكر والثناء لرجال الجيش والأمن واللجان الشعبية، الذين سطروا بدمائهم أبرز التضحيات والملاحم البطولية، والقوة الصاروخية، وسلاح الجو المسيّر على الانتصارات التي يتم تحقيقها.
وأُلقيت، خلال الفعالية التي حضرها أعضاء من مجالس الوزراء والنواب والشورى وقيادات عسكرية وأمنية، كلمة عن الضيوف ألقاها الدكتور أحمد مطهر الشامي، استعرض خلالها الإرهاصات التي سبقت العدوان الحالي على اليمن.
وقال: “كثير من الخبراء الأمريكيين والسياسيين كانوا يطرحون اليمن ضمن الأولويات بعد العراق وأفغانستان، وبرؤية استراتيجية، هدفها ضرب المقوّمات العسكرية لبدء الاحتلال المباشر، وعمدوا على إقحام الجيش اليمني في عمليات عسكرية في شمال الشمال، وفي الجنوب أدت إلى حدوث تمزق اجتماعي “.
وأضاف: “زادت التدخلات الأمريكية السافرة بعد عام 2002 م، عبر التدمير الممنهج للقوات المسلحة اليمنية باستهداف سلاح الدفاع الجوي، ودخول المعسكرات، والمواقع السرية، واستمرار تدمير الجيش، وتوّج ذلك بالهيكلة التي تم خلالها تدمير صواريخ وقتل المئات من القادة والضباط العسكريين، وإسقاط أربع طائرات عسكرية في مرحلة وجيزة، وتعطيل الرادار”.
ولفت الدكتور الشامي، في الوقت ذاته، إلى الاستهداف الذي تعرض له القطاع الأمني عبر بروز ظاهرة اختطاف السياح، ثم الانتقال إلى مرحلة عدم القدرة على تأمين العديد من الطرق الرئيسة، أو بعض المحافظات إلا بعد ثورة ٢١ سبتمبر.
وأوضح أن الشعب اليمني أصبح قادراً اليوم على التصنيع من الرصاصة إلى الصاروخ، كما لم تعد عمليات الاغتيالات تقيّد ضد مجهول .. مؤكداً أن امتلاك القرار السياسي أصبح واضحاً بعد الثورة، بعد أن كانت السعودية تتحكم عبر سفارتها بالقرار السياسي، وبمختلف التفاصيل صغيرها وكبيرها.
وطالب باستمرار التصعيد ضد المعتدي السعودي، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء العدوان واستعادة الأراضي اليمنية.
كما ألقيت كلمةٌ ترحيبية من رئيس دائرة الدفاع والأمن برئاسة الوزراء، طه السفياني، أشار إلى حالة الاستقرار الأمني في المناطق الحرة بعد ثورة 21 سبتمبر، مقارنة بالوضع الذي كان سائداً قبلها، حيث وصلت التفجيرات إلى المستشفيات والمساجد.
وبيّن إنجازات هذه الثورة وصنعها الاستقلال في القرار الوطني، وإنهاء الوصاية على اليمن، وتطوير القدرات العسكرية والدفاعية، بصورة غير مسبوقة، وصلت فيها الصواريخ والطائرات إلى ما بعد الرياض .. معبراً عن الشكر والتقدير لكل من ساهم في الحفاظ على المؤسسات الأمنية والعسكرية وكافة مؤسسات الوطن.
تخلل الفعالية قصيدة شعرية معبرة عن المناسبة، وأهميتها، ومكانتها لدى الشعب اليمني، وغاياتها الوطنية السامية، إضافة إلى فقرة فنية لفرقة الرسول الأعظم.