الوحدة نيوز/
اشتعلت حرب تصريحات متبادلة بين والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ، وذلك بسبب مناورات حلف شمال الأطلسي “الناتو” وأوكرانيا “نسيم البحر 2012” العسكرية الضخمة التي تجرى في البحر الأسود بالقرب من الحدود الروسية.
وبدأت مناورات “نسيم البحر” الاثنين في 28 من الشهر الماضي، وستستمر أسبوعين بمشاركة قوات قوامها نحو 5 آلاف جندي من دول حلف شمال الأطلسي ودول أخرى حليفة ونحو 30 سفينة حربية و40 طائرة والمدمرة الأمريكية روس، كما سيشارك فيها مشاة البحرية الأمريكية.
وتقول روسيا أن المناورات بين الناتو- أوكرانيا تهدف إلى خلق عدم استقرار “لا ينتهي” بالقرب من الحدود الروسية ونقل أسلحة ومعدات إلى أوكرانيا.
وأجرت روسيا مناورات في البحر المتوسط بالتزامن مع انطلاق مناورات الناتو وأوكرانيا، في البحر الأسود التي اعتبرتها موسكو استفزازا وحذرت من رد باستخدام القوة.
ودعت السفارة الروسية لدى واشنطن الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها إلى الامتناع عن التدريب على أعمال قتالية في البحر الأسود، مشيرة إلى أن المناورات تزيد من مخاطر حوادث غير متعمدة وتشجع الميول العسكرية لكييف.. بينما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية في تصريح سابق، إن المناورات سيتم استغلالها لتزويد أوكرانيا بأسلحة ومعدات عسكرية حديثة.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية ،في بيان بهذا الصدد في حينه، أن سفن البحرية الروسية أجرت مناورات في البحر الأبيض المتوسط ، شاركت فيها 5 سفن حربية، وصدت خلال هجوما لعدو افتراضي.
ونفذت مقاتلات “ميغ – 31 كي” وقاذفات بعيدة المدى من طراز “تو – 22 إم 3” خلال هذه التدريبات عمليات إطلاق إلكترونية بمرافقة مقاتلات “سو – 35″ و”سو – 34”.
وذُكر أنه خلال الطلعات الجوية التدريبية تم إجراء فحص للمعدات في ظروف مناخية صعبة، بما في ذلك درجات الحرارة المرتفعة، والرحلات الطويلة فوق الماء.
وصدت أطقم السفن الخمس التابعة للبحرية الروسية، بما في ذلك طراد الصواريخ موسكو، والفرقاطتان، الأدميرال إيسن والأدميرال ماكاروف، هجوم عدو افتراضي، وأجريت أيضا تدريبات لقوات الدفاع الجوي، وأولي اهتمام خاص بـ “التصدي للطائرات والمروحيات والطائرات المسيرة للعدو الافتراضي”.
وفي السياق ذاته ،وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، تصرفات المدمرة البريطانية “ديفيندر” التي انتهكت مؤخرا المياه الإقليمية لروسيا الاتحادية في البحر الأسود بالإخفاق الملحمي ووصمة عار لسمعة البحرية البريطانية.
وقال كوناشينكوف، خلال إحاطة إعلامية: “إن لم يكن الأميرال كيربي سابقا [والمتحدث باسم البنتاغون حاليا]، يدرك جيدا أنه بالنسبة للقوات المسلحة الروسية التي تحمي أمن شبه جزيرة القرم بشكل موثوق، فإن المدمرة (ديفيندر) تعتبر مجرد هدف بدين للمجمعات المضادة للسفن لأسطول البحر الأسود”.
وتصدت سفن أسطول البحر الأسود الروسي، بالتعاون مع هيئة حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي للمدمرة البريطانية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلة روسية من طراز “سوخوي- 24 ” أطلقت صواريخ تحذيرية سقطت على مسار مدمرة “ديفيندر” البريطانية بعد خرقها المياه الإقليمية الروسية في شبه جزيرة القرم.
فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية والمكتب الحكومي، إن المدمرة لم تتعرض لإطلاق نار ولم تكن في المياه الإقليمية الروسية. وتصر وزارة الدفاع البريطانية على أن السفينة قامت بمرور سلمي عبر المياه الإقليمية لأوكرانيا وفقًا للقانون الدولي.
وذكرت صحيفة التلغراف، نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية، أن القرار النهائي بشأن مرور المدمرة “ديفندر” عبر البحر الأسود اتخذ من قبل رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون.
وصف جونسون مرور السفينة في هذه المياه بأنه “صحيح تماما”، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة لا تعترف بانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
ويرغب الرئيس الأوكراني في ضمّ بلاده إلى حلف الناتو على أمل أن يردع اتفاق الدفاع المشترك بين دول الحلف بما فيها الولايات المتحدة /ما اسماه/ “العدوان الروسي”، ويفرض إنهاء الصراع في شرق أوكرانيا.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن في الفترة الأخيرة مع نظيرة الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وأكد له دعم بلاده الذي لا يتزعزع لأوكرانيا.
وملف أوكرانيا هو أحد الملفات الخلافية بين الروس والأمريكان وهو ما دفع واشنطن الى فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا، الأمر الذي أثار غضب موسكو ودفعها إلى الرد بعقوبات مشابهة.
وفي الفترة الأخيرة، أكد الرئيس فلاديمير بوتين خلال خطاب للأمة الروسية أن “روسيا لن تسمح لأحد بتجاوز الخطوط الحمر التي تحددها بنفسها”، وهي إشارة عدّها مراقبون بمنزلة تهديد من انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وحشدت روسيا خلال الفترة الأخيرة أكثر من 100 ألف من جنودها قرب حدودها مع أوكرانيا، فيما عبرت واشنطن عن مخاوف من تصعيد عسكري، مشيرة إلى أن موسكو قد تُعدّ ذريعة لدخول أوكرانيا كما حدث عام 2014 عندما ضمت شبه جزيرة القرم.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف للصحفيين أن نقل قوات الناتو والولايات المتحدة إلى قرب الحدود الروسية خط جديد آخر للتوتر.
وفي الفترة نفسها ،قالت وزارة الدفاع الروسية إن أسطولها في البحر الأسود كان يتعقب المدمرة الأمريكية “روس” المزودة بالصواريخ الموجهة، والتي دخلت البحر الأسود في وقت سابق ، لإجراء مناورة متعددة الجنسيات مع أوكرانيا.
وكان الأسطول السادس للبحرية الأمريكية قد قال يوم السبت إن المدمرة من طراز أرلي بيرك، ستنضم إلى 31 سفينة أخرى للمشاركة في الجزء البحري من تمرين “نسيم البحر-2021”.
وقالت كريستينا كيفين، القائمة بالأعمال بالسفارة الأمريكية في أوكرانيا، إن مشاركة “روس” في تدريبات هذا العام هي “دليل ملموس على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا”، وجزء من الالتزام الدائم الذي تعهدته الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتعزيز الأمن البحري في البحر الأسود.
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، استبقت تصريحاتها تلك المناورات بيومين، وقالت ، إن المناورات بين الناتو- أوكرانيا تهدف إلى خلق عدم استقرار “لا ينتهي” بالقرب من الحدود الروسية ونقل أسلحة ومعدات إلى أوكرانيا.
وتعارض روسيا منذ مدة طويلة التطلعات الأوكرانية للانضمام إلى الناتو وكذا المنظمات السياسية والاقتصادية الأخرى ذات التوجه الغربي بما فيها الاتحاد الأوروبي.
وتعتبر مناورات “نسيم البحر” الأكبر من نوعها في المنطقة منذ عام 1997، وتستضيفها القوات البحرية الأمريكية والأوكرانية.
ويرى محللون أن الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا بلغ أوجه، مع ولاية الرئيس جو بايدن، ولذلك يحاول كل طرف إظهار قوته من خلال المناورات العسكرية وحشد العتاد، كل حسب حساباته.
وأخيرا، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشروع /أسماه/ “مشروعه المجنون”، والمتمثل في حفر قناة بين البحر الأسود وبحر مرمرة، الذي يثير الريبة والحيرة في تركيا.
ويلقى هذا المشروع معارضة من روسيا التي تبدو غير مقتنعة بأهمية قناة إسطنبول، بل تعتبرها موسكو طريق بحري جديد، سيسمح لأساطيل “الناتو” بالوصول إلى البحر الأسود بسرعة أكبر.