Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ألمانيا تعترف بارتكاب إبادة جماعية في ناميبيا

وكالات :

للمرة الأولى في تاريخها، اعترفت ألمانيا بارتكاب «إبادة جماعية» ضدّ شعبي الهيريرو والناما، في ناميبيا، خلال استعمارها هذا البلد قبل أكثر من قرن، متعهدة بدفع مساعدات تنموية للدولة الأفريقية، تفوق قيمتها المليار يورو.

في الإطار، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في بيان: «اعتباراً من اليوم، سنصنّف رسمياً هذه الحوادث وفق المعايير السائدة اليوم، أي أننا سنصنفها إبادة جماعية».

كما رحّب ماس في بيانه بتوصّل ألمانيا وناميبيا إلى «اتفاق»، بعد مفاوضات شاقّة استمرّت أكثر من خمس سنوات، وتمحورت حول الأحداث التي جرت إبّان الاحتلال الألماني للبلد الإفريقي من عام 1884 إلى عام 1915.

وطلب وزير الخارجية أيضاً، في بيانه، المغفرة ممّن تضرروا خلال تلك الفترة، قائلاً: «نظراً إلى المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا، سنطلب الصفح من ناميبيا ومن أحفاد الضحايا، بسبب الفظائع التي ارتُكبت في حقّهم».

وأضاف: «ستدعم ألمانيا إعادة الإعمار والتنمية في ناميبيا، عبر برنامج مالي قيمته 1,1 مليار يورو»، مشدّداً، من جهة أخرى، على أن هذه الأموال ليست تعويضات على أساس قانوني، وأن هذا الاعتراف لا يفتح الطريق أمام «أي طلب لتعويض قانوني».

من جهتها، ذكرت مصادر مطّلعة على المفاوضات التي أفضت إلى هذا الاتفاق، أن المبلغ سيُدفع على مدى ثلاثين عاماً، وسيستفيد منه، في المقام الأول، أحفاد هذين الشعبين.

ما الذي حصل؟

بعدما حُرموا من أراضيهم وماشيتهم، تمرّد الهيريرو، عام 1904 على المستعمرين الألمان، ما أسفر عن مقتل مئة من هؤلاء المستعمرين.

إثر ذلك، أوكلت برلين مهمة إخماد التمرّد إلى الجنرال الألماني، لوتار فون تروتا، الذي أمر بإبادة المتمرّدين. وبعد سنة واحدة، تمرّد شعب الناما ولقي المصير نفسه.

وقد أسفرت هذه المذابح بين عامي 1904 و1908، عن مقتل ما لا يقلّ عن ستين ألفاً من أبناء شعب الهيريرو، وحوالى عشرة آلاف من أبناء شعب الناما. وحالياً، تمثّل قبائل الهيريرو حوالى 7 في المئة من سكان ناميبيا، مقارنة بـ40 في المئة في مطلع القرن العشرين.

واستخدمت القوات الاستعمارية الألمانية، في عملية إخماد التمرد، تقنيات إبادة جماعية شملت ارتكاب مذابح جماعية، والنفي في الصحراء، حيث قضى آلاف الرجال والنساء والأطفال عطشاً، وإقامة معسكرات اعتقال أشهرها معسكر «جزيرة القرش».

كما أُرسلت عظام بما فيها جماجم ضحايا إلى ألمانيا، لإجراء تجارب علمية عنصرية. وكان الطبيب، أوجين فيشر، الذي خدم في «جزيرة القرش»، وأثّرت مؤلفاته على أدولف هتلر، يسعى إلى إثبات «تفوّق العرق الأبيض».

ولسنوات طويلة، أثّرت هذه الجرائم على العلاقات بين البلدين بشكل كبير. وفي إطار رغبة ألمانيا في المصالحة، سلّمت برلين عام 2019، عظام أفراد من قبائل الهيريرو والناما اللتين تعرّضتا للإبادة إلى ناميبيا.

غير أن أحفاد الضحايا والسلطات الناميبية اعتبروا أن هذه المبادرة غير كافية، وطالبوا باعتذارات رسمية وتعويضات، فيما استمرت ألمانيا برفض هذه المطالب، مشيرةً إلى أن أموالاً بقيمة ملايين اليورو قُدّمت كمساعدات لتنمية ناميبيا، منذ استقلالها عام 1990.

 

 

Share

التصنيفات: خارج الحدود,عاجل

Share