نعت وزارة الثقافة بكافة قطاعاتها ومرافقها عالم الآثار والنقوش اليمنية الرئيس الأسبق للهيئة العامة للآثار والمتاحف الدكتور يوسف محمد عبدالله الذي غيبه الموت اليوم عن عمر ناهز الـ87 عام قضى معظمه في خدمة الآثار والنقوش اليمنية والدراسات العلمية في هذا المجال داخليا وخارجيا.
وفي بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أعربت الوزارة عن فداحة الخسارة التي خلفها رحيل عالم جليل وأستاذ رفيع وباحث ضليع بمستوى الدكتور يوسف محمد عبدالله.
وقالت الوزارة ” إن الفقد كبير وأن الخسارة لا تعوض والفراغ برحيل يوسف محمد عبدالله كبير”.. منوهة بما خلفه الراحل من دراسات وجهود علمية كبيرة على مدى أكثر من خمسة عقود كان فيها من ابرز علماء الآثار والنقوش اليمنية.
وأشارت الوزارة إلى ما خلفه الراحل من مآثر ومؤلفات ستظل مراجع علمية للدارسين للآثار والنقوش اليمنية.. مشيرة إلى العدد الكبير من الباحثين والعلماء الذين تعلموا على يد الراحل وأصبحوا اليوم من أبزر العلماء والباحثين في هذا المجال.
كما أشارت الوزارة إلى خصوصية تجربة الراحل وما حظي به من اهتمام وتكريم دولي من عدد من المؤسسات العلمية في عدد من بلدان العالم.. سائلة الله المولى جلَّ في عُلاه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
“إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون”.
هذا وسيتم تشييع جثمان الفقيد إلى مقبرة الأوقاف بشارع 14 أكتوبر بأمانة العاصمة أمام الجامعة اللبنانية بعد الصلاة عليه بمسجد التوحيد بعد صلاة ظهر يوم غد الاثنين 5 أبريل.
من سيرته الذاتية:
ولد يوسف محمد عبدالله، في مايو من العام 1934، في عزلة بني شبيه الغرب، بمديرية الشمايتين بتعز.
هو باحث متخصص في الآثار والنقوش اليمنية القديمة، درس الابتدائية والمتوسطة في مدرسة “بازرعة” في مدينة عدن، والثانوية في كلية عدن، ثم سافر إلى لبنان والتحق بالجامعة الأمريكية، وحصل على البكالوريوس، ثم على درجة الماجستير سنة1970م، بعد ذلك سافر إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، والتحق بجامعة “توبنغن”، وحصل منها على درجة الدكتوراه عام 1975م، وفي سنة 1980م، حصل منها على شهادة مؤسسة “الكسندرفون همبولدت” الألمانية في البحث العلمي لما بعد الدكتوراه .
عمل لفترة في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى سنة 1976م، ثم محاضرًا زائرآ في قسم الدراسات الشرقية في جامعة “توبنجن” بألمانيا الاتحادية سنة 1976م، ثم مدرسًا في قسم التاريخ والآثار بجامعة صنعاء إلى سنة 1979م، ثم عين وكيلاً لكلية الآداب بجامعة صنعاء إلى سنة 1982م، ثم وكيلاً لكلية التربية 1980، بالإضافة إلى تدريسه في كلية الآداب سنة، ثم عميدًا لكلية الآداب بجامعة صنعاء إلى سنة 1984م، ثم أستاذًا زائرًا للدراسات العربية بجامعة “مينوسوتا” بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة فصل دراسي عام1984م، ثم باحثًا متفرغًا بجامعة “ماربورج” بألمانيا الاتحادية سنة 1985م، في قسم الدراسات الشرقية، وشارك في إلقاء بعض الدروس في القسم، ثم عميدًا للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة صنعاء سنة1987م، ثم أستاذًا للآثار والنقوش في جامعة صنعاء بدرجة الأستاذية من سنة 1992م.
وعمل نائبًا لرئيس الهيئة العامة للآثار ودور الكتب بدرجة نائب وزير1987م، ثم نائبًا لرئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات، 1990م، ووكيلاً لوزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب بدرجة وزير، إضافة إلى أنه درَّس في جامعة عدن، ثم قائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف ثم رئيسا للهيئة العامة للكتاب ونائبا لرئيس المجمع العلمي اللغوي، ومستشار لرئاسة الجمهورية لشؤون الآثار والمتاحف.
من مؤلفاته:
1- النقوش الصفوية في مجموعة جامعة الرياض. يحتوي على مائة وثلاثة وعشرين نقشًا صفويًا, رسالة الماجستير.
2- الأعلام في كتاب (الإكليل)؛ لـ(الهمداني) ونظائرها في النقوش اليمنية القديمة. أطروحة الدكتوراه.
3- أوراق في تاريخ اليمن وآثاره. الجزء الأول، مشروع الكتاب، صنعاء سنة1985م.
4- أوراق في تاريخ اليمن وآثاره. الجزء الثاني: مشروع الكتاب، صنعاء سنة1985م.
5- الهمداني في ذاكرة الألفية. منشورات جامعة صنعاء سنة1986م.
6- تحقيق : الجوهرتان العتيقتان لـ(الحسن بن أحمد الهمداني). إصدار جديد مع ترجمة للدراسة من الألمانية، مشروع الكتاب مدينة صنعاء سنة 1986م.
7- رحلة أثرية إلى اليمن لـ(أحمد فخري)، ترجمة من الانجليزية بالاشتراك مع الدكتور (هنري رياض) من السودان، ومراجعة الدكتور (عبدالحليم نور الدين)، مشروع الكتاب، مدينة صنعآء سنة1987م.
8- مدونة النقوش اليمنية القديمة. الجزء الأول، نشر لنقوش جديدة ودراسات (تحت الطبع).
9- أوراق في تاريخ اليمن وآثاره. الجزء الثالث. صدر عن وزارة الإعلام والثقافة ببغداد سنة 1986م.
10- دراسات في التاريخ اليمني. تأليف مشترك لمقرر التاريخ اليمني القديم وعصر الإسلام. صدر عن (معهد الميثاق الوطني) في مدينة صنعاء سنة 1987م.
له العديد من المؤلفات والبحوث والدراسات، ويجيد اللغتين الانجليزية والألمانية، ومتخصص في اللغات والكتابات والنقوش القديمة.
وظهر اسمه في طليعة قائمة العلماء المتميزين في العالم في شتى التخصصات العلمية والإنسانية لعام2002م، وذلك في مجلة «كوزموس» الألمانية العدد: (82) ديسمبر 2003م، والذين كرِّموا من قبل أكبر مؤسسة للبحث العلمي في جمهورية المانيا وهي مؤسسة «الكسندر فون همبولدت ».
كما نال عددًا من الأوسمة والميداليات وشهادات التقدير من جهات علمية وثقافية متعددة أخرى.
(سبأ)