تكليف التلاميذ الصغار بكتابة صفحات من القرآن الكريم أو بعض السور القصار في الصف أو جعلها واجبا منزليا أو عقوبة لأي تقصير عمل غير تربوي، لأن الإملاء القرآني إملاء خاص ومختلف – في مواضع كثيرة – عن قواعد الإملاء المتبعة في الكتابة المعتمدة في سائر المكتوب، وتكليف الصغار بذلك يخلق لديهم انفصاما كتابيا أو يقودهم للتعود على الكتابة غير السائدة وهو إجراء غير سليم وغير تربوي..
تعليم القرآن الكريم للناشئة واجب – ولا شك – على مستوى الحفظ والتدرب على حسن التلاوة وفهم المعاني والدروس والتعاليم القرآنية المناسبة للناشئة، وربطهم منذ الصغر بكتاب الله، لكن كتابة آياته بالنسبة للأطفال عمل شاق ومضر وغير مناسب؛ فالمرجو من القيادات التربوية لفت الانتباه لذلك الخطأ غير المقصود والاكتفاء بتحفيظهم الآيات الكريمة وتدريبهم على قراءته والإلمام بدروسه ومعانيه المطلوبة، مع منع الوقوع في المحظور الكتابي الذي نتحدث عنه..
والخطأ المضاف، أن بعض المعلمات والمعلمين يجعلون كتابة بعض السور القصار (عشر مرات أو أكثر مثلا) عقابا للطفل على بعض المخالفات أو التقصير في أداء بعض الواجبات، فيصبح التعامل مع القرأن الكريم هنا عقابا وإرهابا للطفل الصغير وتلك خطيئة غير تربوية البتة.