عبدالعزيز الهياجم .. زميلي وصديقي العزيز رحلت عنا فجأة دون وداع .. رحلت بصمت كما اخترت ان تعيش سنوات حياتك الأخيرة بصمت وبعيداً عن كل هذه الأجواء المؤلمة التي تحيط بنا من كل اتجاه..
يا إلهي .. ماذا أقول عن هذه الفاجعة وهذا النبأ الذي وقع عليّ كالصاعقة..
اخترت الرحيل عن البقاء في هذا الوجع الذي يسكننا منذ سنوات .. يقتلنا في اليوم الف مرة ومرة.. وسيقودنا إلى الابتعاد والموت واللحاق بك..
سنفتقد إلى نظرتك البعيدة المؤمنة بأن القادم سيكون أجمل لا محالة .. وأن لغة الشر ستنتهي وتزول عاجلأ أم آجلا..
سنفتقد اليك ياصديقي .. ولكلماتك التي كنت تختارها بعناية وتوزعها هنا وهناك لتجعلنا نشعر بأننا ما زلنا أحياء .. وما زالت قلوبنا تنبض ويسكنها الحب..
سنفتقد لابتسامتك وضحكتك التي كنت توزعها علينا بروحك الطيبة .. ونظرتك المفعمة بالحب لكل من حولك..
إنها الابتسامة التي اغاضت البعض ودفعته لاحاكة الدسائس عليك بهدف النيل منك وابعادك عن عملك بلؤم لا مثيل له..
لا عليك ياصديقي فمثل هؤلاء اصبحوا ينظرون للجميع حواليهم بأنهم اعداء .. تسيّدت لديهم روح العداوة والخصومة مع كل مختلف لهم .. حتى اصبح العيش مع المختلفين في نظرهم مرض ويجب إنهاء هذا المرض بأي وسيلة كانت..
كيف لا ياصديقي فتلك الوجوه لم تألف العيش في جو مفعم بالحب وبالأخوة الحقيقية الصادقة التي تجمعنا هنا في الدنيا ، وستجمعنا بإذنه تعالى في جنة الله..
ما اروعك عندما قابلت كل ذلك الحقد الذي كشف عنه اولئك البعض بتلك القيم الحية التي تسكن قلبك وروحك ، وبراحة بال وأمل بالله..
لا أدري ما أقوله عنك عبدالعزيز الهياجم فقلبي مكلوم برحيلك وروحي تأئهة غير مصدقة خبر وفاتك..
ماذا اقول وماذا اكتب عنك .. لم اعد بقادرٍ على كتابة كلمات الوداع في رحيلك أو رحيل أي زميل وحبيب آخر..
لم يعد هناك شيء آخر نقرأه في هذا الوطن غير الحزن .. كل كلمات الحب والفرح والإبتسامة صمتت أو ربما ماتت وبقيت كلمات الحزن تجوب كل الأمكنة..
فسلام عليك أخي وصديقي وزميلي عبدالعزيز الهياجم وانت بيننا .. وسلام على قبرك وجسدك الذي إمتلأ بطهر الأرض وابتسامتك الأروع والأجمل..
سلام على قلبك الذي انطفئ بصمت وعلى روحك التي ستبقى تحلق في سمائنا إلى أن نلقاك.. ورحمة الله عليك ، ولنا ولأهلك وكل محبيك الصبر والسلوان.