طوت الفرق الأوروبية مرحلة جديدة من دوري رابطة الأبطال بتحقيق نتائج إيجابية أكدت جاهزيتها للمنافسة على اللقب، فيما تعثر فريقان عريقان بالمسابقة هما ريال مدريد الإسباني وتوتنهام الإنكليزي بتعادل الأول وهزيمة مدوّية للثاني، لكن ما سجله محللون رياضيون هو التفوق التهديفي اللافت للاعبين العرب في هذه البطولة القارية.
و كشفت الجولة الثانية من منافسات دوري رابطة الأبطال عن حصيلة إيجابية للفرق الكبرى والتي خرجت منتصرة جلها تقريبا بخلاف التعادل المخجل الذي سجله ريال مدريد الإسباني والهزيمة المذلة لوصيف البطل في الموسم الماضي توتنهام أمام بايرن ميونيخ الألماني بسباعية كاملة.
وعرفت هذه الجولة تفوقا لافتا للاعبين العرب الناشطين بعدة فرق مشاركة في المسابقة الأوروبية، على غرار النجم المصري محمد صلاح مع ليفربول الإنكليزي والمغربيين أشرف حكيمي مع بوروسيا دورتموند الألماني وحكيم زياش الذي قاد فريقه أياكس أمستردام إلى الفوز بعد تسجيله هدفا أكدت تقارير صحافية أنه سيدخل في المنافسة على لقب هدف هذه الجولة.
حققت الفرق الإنكليزية المنافسة في هذه المسابقة العلامة الكاملة، باستثناء توتنهام، حيث حلّ مانشستر سيتي متصدرا للمجموعة الثالثة بعد تفوقه بثنائية على دينامو زغرب، وليفربول الذي تمكن من حصد ثلاث نقاط ثمينة في هذه الجولة أمام ريد بول سالزبورغ، وبالمثل دعم تشيلسي حضوره في هذه الجولة بفوزه خارج ملعبه على ليل الفرنسي وتمكن من العودة بالنقاط الثلاث.
ويشير محللون رياضيون إلى أن هذه النتائج رغم كونها مهمّة في هذه المرحلة من دور المجموعات إلا أنها لا تعكس حقيقة الفرق المنافسة، خصوصا الإنكليزية منها، والتي فرضت سيطرتها على أوروبا في الموسم الماضي بتواجد طرفي النهائي مكونا من فريقين إنكليزيين هما ليفربول وتوتنهام.
وأهدر ليفربول الإنكليزي حامل اللقب تقدمه بثلاثية نظيفة على ضيفه سالزبورغ النمساوي قبل أن ينقذه المصري محمد صلاح ويسجل له هدف الفوز 4-3، فيما سقط هجوم نابولي الإيطالي أمام عقبة مضيفه غنك البلجيكي فعاد متعادلا من دون أهداف ضمن المجموعة الخامسة.
وتصدر نابولي الترتيب بأربع نقاط بعد فوزه افتتاحا على ليفربول 2-0، بفارق نقطة عن كل من سالزبورغ وحامل اللقب.
ونجح صلاح في إعادة ليفربول إلى الواجهة بثنائية شخصية وهدف رابع لفريقه بعد تحويله رأسية من فيرمينو. وقال صلاح “عندما تتقدم بثلاثية، ذهنية الإنسان تتوقع لك بأنك ستسجل المزيد، لكنهم خاضوا مباراة جيدة”، فيما أضاف مانيه “كنت في صفوفهم وأعرف أنهم لا يستسلمون”.
وبدوره، قال المدرب الألماني يورغن كلوب “لم يكن الفوز مضمونا. قدمنا مستوى رائعا في الشوط الأول. لكن التقدم بثلاثية يعد تحديا، وقد عالجنا الأمور بطريقة صحيحة بعد تغيير أسلوبهم”.
وفي إسبانيا لا يزال الجدل قائما حول الهوية الحقيقية لبرشلونة الساعي للدفاع عن اللقب الغائب عن خزائنه منذ سنوات، رغم ما يعيشه غريمه التقليدي ريال مدريد من انتكاسة منذ الموسم الماضي انعكست سلبا على نتائجه في الدوري المحلي وكذلك في المسابقة القارية.
وتمكن برشلونة من حسم النتيجة لصالحه أمام إنتر ميلان “العنيد” الذي يمر بفترة انتعاشة هذا الموسم وانتصر عليه 2-1 بصعوبة.
وقدم الإيطالي أنطونيو كونتي المدير الفني لإنتر ميلان، مباراة كبيرة ضد برشلونة في معقل الأخير “كامب نو”.
وتقول مصادر رياضية إن كونتي يستحق أن تُرفع له القبعة بفضل الأداء التكتيكي المميز والتفوق الواضح على إرنستو فالفيردي الذي أنقذته كالعادة انتفاضة النجوم في الشوط الثاني بمهارات فردية.
وأظهر إنتر تطورا كبيرا عما قدمه في مباراته الأولى، وأثبت أنه يسير نحو الأفضل خطوة بخطوة مع مدربه الجديد، ولولا غياب الحسم في خطوطه الأمامية لزار شباك تير شتيغن أكثر من مرة، إلا أن انتفاضة ميسي في الشوط الثاني بعد تحرره من الرقابة بالتزامن مع استعادة سواريز لحاسته التهديفية القاتلة، أفسدتا مغامرة الضيوف برمتها. وقال سواريز بعد الفوز “هذه نقاط غالية أمام خصم مباشر. أدركنا أننا سنخسر المباراة إذا تابعنا بهذه الطريقة”.
وفي ألمانيا عزز فريقا بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند تفوقهما في هذه المسابقة بتحقيقهما لانتصارين مهمّين، جاء كاسحا للأول على توتنهام الإنكليزي الذي أكرم وفادته بسباعية كاملة تغنت بها أغلب الصحف العالمية، فيما قاد الظهير المغربي أشرف حكيمي فريقه بوروسيا دورتموند إلى فوز صعب خارج قواعده على سلافيا براغ 2-0، بتسجيله هدفي اللقاء.
وسجل حكيمي، الذي وصل إلى دورتموند في صيف 2018 معارا من ريال مدريد الإسباني لموسمين، أول أهدافه في دوري الأبطال. وقال النجم المغربي “لقد تطورت منذ وصولي إلى ألمانيا، ولديّ الكثير من الاستمرارية والثقة وهذا واضح، وفي الوقت الحالي لم أتحدث مع زيدان”.
أما في إيطاليا، فإن الأمل يظل معلقا على بطل الدوري يوفنتوس الذي فعل كل شيء في سوق الانتقالات الصيفية الماضية من أجل المنافسة على اللقب القاري الذي استعصى على دخول مدينة تورينو منذ سنوات. وجدّد يوفنتوس سيناريو المباراة الأخيرة على أرضه ضد ليفركوزن في دور المجموعات لموسم 2001-2002 حين فاز عليه برباعية نظيفة.
وأعرب الأرجنتيني غونزالو هيغواين نجم اللقاء عن سعادته بما “قدمناه من أداء جيد. لقد لعبنا بالعزيمة التي أنت بحاجة إليها للفوز في هذا النوع من المباريات” بحسب ما نقل عنه موقع الاتحاد الأوروبي للعبة، مضيفا “أنا سعيد بالهدف والأداء”.
وفي هولندا يواصل أياكس أمستردام العمل على تحقيق المفاجأة هذا العام أيضا بعدما بلغ دور نصف النهائي في الموسم الماضي، وتمكن من هزم فالنسيا بثلاثية كاملة، سجل منها المغربي حكيم زياش هدفا رائعا من تسديدة صاروخية ليقود فريقه إلى فوزه الثاني على أرضه.
وقال نجم أياكس دوني فان دي بيك “في الشوط الأول كان فالنسيا أفضل بكثير، لم ندافع جيدا. لكن في الثاني تحسنا، وسجلنا أهدافا جميلة والفوز بثلاثية.. رائع دوما”.
ما هو ثابت أن الحصيلة التي خرجت بها الفرق الأوروبية الكبرى يمكن البناء عليها في باقي الجولات، مع بعض الاستثناءات تخص بطل المواسم الماضية ريال مدريد الذي يعيش أسوأ حالاته وأيضا لبطل المسابقة في الموسم الماضي توتنهام المطالب بمراجعة العديد من الأمور خصوصا بعد تقارير إخبارية تشير إلى أن الهزيمة المذلة التي تعرض لها قد تعجّل بمديره الفني ماوريسيو بوكيتينو، وهو ما عبر عنه العديد من اللاعبين الذين أكدوا خشيتهم من رحيل الأرجنتيني قريبا.
المصدر: “okaz.com.sa”