يتوالى هذه الايام وصول عائدين من جبهات خدمة العدوان والغزو والإحتلال إلى صنعاء ، وهذه الاخبار مرحب بها على المستوى الرسمي والشعبي. يلقى العائدون الترحيب والاحترام ويمنحون الامان تجسيداً لقرار العفو العام وللتعهدات والدعوات التي ما انفكت توجهها صنعاء ،وهنا تثبت قيادتنا الوطنية بصدقها في احترام ما تتعهد به وما تبرمه من اتفاقات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، وفي الوفاء بمتطلباته ، تثبت امكانية خوض الحرب و السياسة مقرونتين بمستوى عال من الأخلاق . وفي هذه الممارسة غير المألوفة سابقا ما يدل على تأثير الأخلاق القرآنية ، فقد كان التنكر للعهود والاتفاقات ديدن الحكام ، وليست اتفاقات الوحدة عام 1990 والنكث بها بغائبة عن ذاكرة اليمنيين ، ونضيف إلى ذلك الغدر الذي راح ضحيته 183 فردا من أعضاء الجبهة الوطنية الديمقراطية الذين عادوا إلى صنعاء وبعض المحافظات عام 1982 بناء على اتفاق بين قيادتي الشطرين وتعهد النظام الحاكم في الشمال بعدم المس بهم .
ومما يلفت النظر في مايقوله بعض العائدين عن دوافع اتخاذه قرار مغادرة صفوف مرتزقة العدوان انه فعل ذلك بعد ان اقتنع بعدم جدية التحالف ،ولاحظ سوء معاملته وعدم احترامه لمن يقاتلون في صفه ! تقول النتيجة المنطقية من هذه المقدمة أن تحالف العدوان لو تحسنت ظروفه في الجبهات ، وحسن معاملته لمرتزقته فإن حليمة قد تعود لعادتها القديمة ، إلا أننا لانذهب وراء ما يشير إليه هذا التفسير بل نرى أن ذكر مبررات ركيكة بل وسخيفة احياناً لترك مقاتل خندقه في صف العدوان قد سبقتها دوافع ومبررات اكثر ركاكة وسخافة دفعت به لاختيار الطريق التي قرر العودة عنها أخيرا . الخيانة الوطنية -يا هؤلاء- ليست مجرد رأي مخالف او سوء تقدير شخصي او هفوة سلوكية بل اكبر الجرائم التي تستحق أقصى العقوبات وفقاً للقانون إلا أنها بسطت في العقود الماضية اذا تعلق الامر بالسيادة الوطنية وضخمت إذا دعت الحاجة السياسية الداخلية لاستخدامها لمعاقبة وتشويه المعارضين ، وهذا ما لايجوز ان يستمر .
إن كل من انضم إلى صف العدوان الذي استهدف وما يزال إحتلال اليمن وتمزيقه قد وقع في جرم خيانة الوطن ، لذلك فالاعتذار الصريح للشعب المكلوم والمحاصر والمجوع ، وللوطن الجريح المنتهكة سيادته والمحتلة اراضيه هو ما يجب أن يفعله كل عائد من صف العدوان ومرتزقته ،إذا كان صادقاً ومتحلياً بالشجاعة.
لهذا يمكننا أن نقول للعائدين مرحبا بكم ، ولكن اعتذروا لشعبكم ولوطنكم على ما فعلتم بحقه وعلى ما فعله ويفعله العدوان الهمجي الذي كنتم تخدمونه وتتمنون له النصر .
د.أحمد الصعدي: عودة مرحب بها ولكن !
التصنيفات: أقــلام
الوسوم: الوحدة نيوز