أكثر ما يقلقني على مستقبل بلادي ؛ ليس النزاعات الممتدة “على السلطة والثروة” منذ ثورة 26 سبتمبر الخالدة وحتى يوم الناس هذا ؛ ليس الدعوات الطائفية والسلالية والفرز الاجتماعي القائم على أساسها وما ينذر به من تهتك في النسيج الاجتماعي لأبناء الوطن الواحد ؛ ليس الانقسام الحزبي القائم على تباين الرؤى والمواقف وتقاطع المصالح الغير وطنية؛ ليس الوضع الاقتصادي المنهار أو المنعدم ، وغياب التنمية ؛ ليس إرتفاع مؤشرات تفشي الأمية بين أفراد الشعب ، وتجهيل التعليم وتدجينه وتخلف المناهج…
كل ذلك ” رغم خطورته ” لا يقلقني وبالإمكان تجاوزه بأدوات تعرفونها وليس هذا مجال لذكرها…
مايقلقني..هو “توهان” المثقف ، أو انحيازه الفاضح لترويج وتبني كلما سبق ، وتزييف وعي المتلقي” البسيط” وخلق الذرائع ، وسوق الحجج “بدون وجه حق” لدعاة كل من تسبب وعمل على وصول البلد إلى حالة ” الإنعدام ” حتى صارت أو ” كادات ” على حافة الإنقراض أرضاًً وإنساناً ، بشكل صار يهدد كيانها الوجودي و إمتدادها الحضاري .
كل هذا ناتجاً – من وجهة نظر الواقع- لدور المثقف ” إلا من رحم ربي بوازعٍَ من ضمير” المناصر أو المتماهي ؛ مع دعاة الطائفية والسلالية والجهوية ، وتجار الحروب ؛ وأساطين التجهيل ، وهوامير الفساد ، ودعاة التقسيم ، و ” أساتذة ” الجهل وأعداء النهضة والحياة.
هل من أمل لوقفة المثقف مع ضمير لمراجعته !
يكفي أن يراجع مواقفه المعلنة منذ 2011م مروراً بكل المحطات التي رافقت الآحداث التالية لها ؛ ليعرف ” وفي لحظة صحوة ضمير إفتراضية ” حتى اليوم ..وكيف كان بوقاً ” مستفزاً ” لأصحاب المشاريع الصغيرة .
وكيف ساهم في تزييف وعي العامة ( كتابةً في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، ولقاءات مصورة في القنوات الفضائية) وساق الوطن وأهله إلى المجهول بكل ما تعنيه الكلمة من معنى !
وفي النهاية لن يجد أطفاله وطناً لا ئقا يعيشون فيه.
أ.د حمود العودي: هل من أمل لوقفة المثقف مع ضمير لمراجعته !
التصنيفات: أقــلام