تستغل المخابرات السعودية سذاجة وبساطة كثير من العلماء والدعاة اليمنيين لسحبهم لبرامج سلبية تخدم أطماع النظام السعودي الخبيث في اليمن.
قبل بدء العدوان السعودي على بلادنا قامت وسائل اعلام محلية وخارجية (صفا، وصال، سهيل، يسر، رشد، يمن شباب) بالتحريض الطائفي المكثف على خلفية قضية دماج المفتعلة، وترافق ذلك مع توزيع مطبوعات وكتب، وعمل محاضرات مسجدية وفي المواقع، واستخدام ناشطين سياسيين واعلاميين في الاصلاح والرشاد وغيرهم.
ومعظم تلك الانشطة كانت ممولة من الاستخبارات السعودية (وتحديدا مما يسمى اللجنة الخاصة باليمن في الرياض) والتي أنشأت حينها لجنة تحت مسمى (برنامج التواصل مع علماء اليمن) أوكلت إدارته لضابط المخابرات السعودي ذي المظاهر المتدينة عبدالله المطيري.
قام المطيري ومن معه بأدوار خبيثة لخدمة أهداف آل سعود في اليمن، وتواصل مع العشرات من العلماء والدعاة والخطباء والدعاة والناشطين السياسيين والاعلاميين في اليمن، عارضا الدعم لأي أنشطة لتشويه المد الفارسي المجوسي في اليمن كما كان يسميه، ولضرورة توعية وتحذير وتبصير الشعب اليمني بخطر الرافضة الحوثيين.
استغل المطيري ضعف اجهزة الامن والاستخبارات اليمنية حينها، وانشغالها بتهريب الآثار والمعادن، وحماية بعض تجار المخدرات والخمور والحشيش والجنس مقابل أموال وامتيازات، وتقديم الخدمات المشبوهة للسفارات والدول الغربية، ففتح -المطيري- مكتبا غير معلن في صنعاء بالحي السياسي عن طريق ممثلين له، وبدأ في تمويل كثير من الانشطة التحريضية ودفع أية أموال يريدها من يطبع كتابا او ينتج برنامجا او يقوم بتحريك عدد من المتحدثين في المساجد للتهييج الطائفي والمذهبي او انشاء لافتات وتجمعات مثل الهيئة الوطنية لمحاربة المد الطائفي الحوثي، والحديث المتكرر عن تحريف الحوثيين للقرآن واستخدامهم المتعة واغراء بنات اليمن بها وسب الصحابة وغيرها من القضايا التي كان يركز عليها حينها في ٢٠١٣ و ٢٠١٤ بناء على توجهات استخباراتية سعودية للتحضير لعملية العدوان وتهيئة مقاتلين متعصبين تحت رايته.
واستمر هذا الأمر على وتيرة عالية حتى دخول الحوثيين لصنعاء وفرار أفراد المكتب التابع لتلك الخلية الاستخباراتية السعودية في صنعاء، وكثير من المتورطين معهم في انشطتهم المشبوهة من ناشطبن سياسيين واعلاميين وخطباء ودعاة وغيرهم.
في السعودية بدأ (برنامج التواصل مع علماء اليمن) باتخاذ طريق أسلوب عمل جديد، وهو استقبال الفارين وترتيب أوضاعهم، وصرف الرواتب لهم بناء على درجات وفئات معينة، وتحريكهم في نفس اتجاه التحريض على الحرب وسفك الدماء في السعودية، وشكر الملك سلمان على تدخله، وتهيئة النفسية اليمنية المبغضة والكارهة للسعوديين لكي تتقبلهم.
وكان الاحتفاء بمن يدخل من العلماء والمشايخ والدعاة كبيرا وملموسا، ويتم جمعهم في برامج متعددة، ورحلات حج فاخرة مدفوعة التكاليف تحت شعار انهم ضيوف خادم الحرمين الشريفين، وكله استغلال لسذاجة كثير منهم وبساطتهم وقلة وعيهم، وفرحهم بالاحسان من اية جهة دون فهم مغازي ومرامي ذلك الاحسان.
ولم يترك عبدالله المطيري المشايخ والعلماء والدعاة الذين كانوا بعيدين عن برنامجه، فبعضهم دخل للسعودية بشكل شخصي، ولم يتواصل معهم في البرنامج ولم تكن له حاجة في مالهم، ولكن الاستخبارات السعودية كانت تجمع ارقامهم وتكلف المطيري بالتواصل بهم واستدعائهم، وعرض الاموال عليهم ترغيبا، فإن وجد محاولة امتناع وتهرب انقلب الترغيب الى ترهيب وتهديد، ولدي مجموعة من الاخبار حول هذا الأمر، لا يناسب التفصيل فيها حماية لاصحابها.
ويحرص عبدالله المطيري على توريط مشايخ الدين اليمنيين الذين يحضرون راضين او مرغمين لنشاطات برنامجه، وذلك عن طريق تصويرهم، ونشر صورهم في كتيبات ملونة زاهية، وفي الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، واخذ تصريحات منهم تحريضية لقطع الطريق عن اي تصالح او تسامح بين اليمنيين، وقد بلغني غضب عدد منهم من هذا الاسلوب ولكن لا حيلة لهم كما يبدو.
وبعض الاخوة من العلماء والدعاة والناشطين اليمنيين في السعودية يتعامل بتبرم وتهرب من البرنامج الا للضرورة وهم الأكثرية، والقليل من سفه نفسه وأمسى ملكيا أكثر من الملك، وصار يدافع عن آل سعود وأعمالهم في اليمن بطريقة مبتذلة وذليلة وبحماسة والعياذ بالله.
إننا نكرر الدعوة لإخواننا العلماء والدعاة والناشطين سواء كانوا سلفيين او اصلاحيين او صوفيين او مستقلين بالفرار من السعودية في اسرع وقت، سواء لليمن او لغيرها.
لن تترككم المخابرات السعودية في حالكم تعيشون حياة طبيعية، بل ستحاول استغلالكم وعصركم مثلما يعصر الانسان حبة الليمون لاستخراج كل ما يستفيد به منها.
أنتم ترون خبث النظام السعودي ولؤمه مع العلماء والدعاة داخل البلد من السعوديين وغيرهم، وكيف زج بالمئات منهم في السجون منذ سنوات ظلما وعدوانا، فارفعوا عن انفسكم غشاوة السذاجة وأنه نظام يحب العلماء والسنة ويدعمهم ويكرمهم، فوالله ان هذا كذب وزور، وانه يستغلكم فقط لتدمير بلدكم واستهداف المدنيين من ابناء شعبكم، مقابل رواتب تافهة في حدود سبعة الاف ريال تزيد او تنقص (حسب الفئة) ترمى للواحد بكل مهانة نهاية الشهر.
اهربوا من السعودية ولا تقبلوا الاستغلال، وتأملوا قول المولى عز وجل (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم، قالوا كنا مستضعفين في الارض، قالوا الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا).
ومن رغب العودة لليمن فالأبواب مفتوحة والقلوب، سواء كان يريد ان يناهض العدوان او يعتزل في بيته وعمله ببلده فرارا من استغلال ال سعود.
وهذا بلاغ لإخواننا هناك وإشهاد لهم وعليهم، لله وللمؤمنين، وللتاريخ.