“الشرعية” لا تستحق شبرا واحدا من أرض دافع عنها اليمنيون الانقلابيون.
شرعية رخوة ومتواطئة، أسأت أخلاقيا قبل سياسيا وقانونيا، لمفهوم وفكرة ومعنى الشرعية الذي ينبع من الشعب والدفاع عنه وعن ارضه
شرعية رضيت باغتصاب الأرض والعرض، ودخول الغزاة الاجانب، وطردهم لها، واقامة سجونهم ومعتقلاتهم لتعذيب المواطنين أبناء البلد
شرعية فاسدة ورخيصة، لم تحقق اي إنجاز سياسي او اقتصادي بل لم تقم بدورها ، ولم تكتفي بذلك ، بل كانت هي الذراع الذي قطع الرواتب ونقل البنك المركزي وجوع ملايين اليمنيين ، لتنتقم من خصمها الانقلابي
لم تهتم لموت الاف الاطفال في عموم اليمن ، وفي الحديدة نفسها، التي اكلتها المجاعة ، وكانت شريكا في حصار الشعب والعدوان عليه وتجويعه ومحاولة اذلاله.
الشرعية اليوم هي مصطلح سياسي لمكون انتهازي ضد الشعب والارض والقضايا المحقة، مصطلح لطبقة فاسدة، مرتزقة ، منفية، غير قادرة على العودة
اي شرعية هذه التي تطالب بتسلم الحديدة الشريان الرئيسي، وهي لم تتسلم عدن، والمهرة وسقطري وحضروموت و80% من الاراضي والموانئ اليمنية المحتلة.
اي شرعية هذه التي تطالب بحصة على ارض لم تدافع عنها، وتريد تسليمها بنفسها للمحتل سواء الاصلي بريطانيا او المحتل بالوكالة “الاماراتي”
وجل ما يمكنها أن ترد به على صفعة أصحاب الأرض لها، بتمسكهم بارضهم ودفع حياتهم ثمنا لها، ان توجه لهم تهم الخيانة وتسليم الحديدة للمحتل.
ان كان اليمنيون سيسلمون الحديدة للمحتل البريطاني او الإماراتي فإن الشرعية كانت اول من سيبارك الاتفاق الانسحاب
لكن لأنها تعلم ان هذا الانسحاب ليس لصالح العدوان ، ولا المحتل وبالتالي ليس لصالحها، وانها خسرت اخر فرصة للتواجد الفعلي والمشاركة على الإشراف على اهم ميناء ومنفذ سيادي ، فإنها تتهم خصمها السياسي الانقلابي بما هو فيها، وتصبغ عليه كل عيوبها.
اليوم مصطلح الانقلاب هو مصطلح سياسي يعني الثورة والتمرد والرفض وقول لا، واعلانها صرخة غضب ، وعقد تحالفات محلية قبلية قوية ، واقليمية ندية، اليوم الانقلاب يعني الثورة والتغيير وقلب الطاولة وقلب الوضع ، واعادة اليمن إلى قلب العالم
ان تاريخ الثورات والانقلابات عبر الزمن واحد، والتمازج بينها حد التشابه يؤكد ان لا فرق الا في النتيجة.
فاعظم الثوارت عبر التاريخ كانت انقلابات، الثورة البلشفية التي قادها شباب مؤدلج في روسيا عصفوا بحركة التاريخ وغيروا مساره ومصيره، هذه الثورة سماها شبابها في البداية انقلابا حيث ادت إلى حرب اهلية بين الثوار الروس وأنصار الإمبراطورية القديمة ، وبعد انتصار ثورة لينين اسموها ثورة.. وكذلك فعل شباب مصر او ضباطها الأحرار بانقلاب عبد الناصر ورفاقه على عرش الملك، وسموها ثورة بينما هي تؤرخ كانقلاب
وفي اليمن يسمي شباب الموجه الثانية من الثورة الشعبية ثورتهم بثورة سبتمبر ويطلق عليها الخصوم اسم انقلاب وكأنها تهمة او جريمة، وما الجريمة الا ما فعلته من تطلق على نفسها شرعية
هذه الحرب كشفت لليمني ان المسميات كذبة، وانها الزيف الأكبر وخدعة تضل كل من يتوقف عندها، ان الفيصل والمعيار هي النتيجة.
ان شباب ورجال اليمن قبائلها وبدوها، بكل بساطتهم القروية القريبة من الارض تجاوزوا هذه المصطلحات العدمية، وانطلقوا في ميادين النضال والبطولة، كما يقبل الفلاح على ارضه يهتم بها ويزرعها ، ويضربها بفاسه لتزهر، ويدافع عنها.
هؤلاء الفلاحين البسطاء ، القبائل ، الثوار الحقيقيين، هم من وقفوا امام اكبر مخطط في المنطقة ، دفعت له صفقات بالمليارات ، وقفوا بظل لا اعوجاج فيه ، امام أكبر ماكينة إعلامية دعوية دعائية، تتهمهم بكل ما يكسر من صورة اي نضال ، ولم يكسروا ، وما يشوه اي تضحية ولم تشوه
فقط لانهم أصحاب الارض..
وتريد الان ان تقنعني انا اليمني الواعي ان عصابة الفنادق خارج الحدود لها الحق بان تاكل نصيبي من ارضي، ان زمن الاقطاعية السياسة انتهى ، والارض لمن يحميها
والمزارع الذي يقلب تراب الارض في مواسمها، يعلم ان هذا الانقلاب بعد تعاقب الفصول وانقلابها هو من يثمر الزرع، ويضمن له جني المحصول.