في اللقاء الذي أجرته قناة المسيرة مساء الاثنين الموافق ٢٢-٤-٢٠١٩م أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بأن لدى الأحزاب المساندة للعدوان والمنخرطة مع أهدافه العدوانية والاستعمارية – قيادات مقتقلة في صنعاء ،وأن تلك الاحزاب لا تريد أن تبادلهم بأسرى لديها !
وهذا يؤكد ما قلته قبل عام في حوار أُجري معي في قناة اليمن الفضائية من صنعاء ،حين قلت بأن من مصلحة السعودية عدم الإفراج عن محمد قحطان ،وأن على أنصار الله إذا أرادوا أن يوجهوا صاروخا (على الرياض وما بعد الرياض) أن يطلقوا سراح محمد قحطان من معتقله ،فذلك سيشكل إرباكا لاستراتيجية الكيان السعودي ،فمصلحة السعودية في إخفاء قحطان وإزاحته من المشهد السياسي،بل وتبعا لذلك من مصلحة قيادات إخوانية تدور في فلك السعودية منذ عقود.
في كل محطة سياسية نجد تحمع الاصلاح يضحي بقحطان إذا كان في ذلك مصلحة لها أو درءلخطر يستشعرونه…
حين اختلف محمد قحطان مع الشيخ صادق علي محسن باشا ،ووجد الباشا أن نشاط الاصلاح في منطقته في العدين إساءة له وتهديد لنفوذه المشيخي ذهب مشتكيا إلى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ،قائلا له :هل يرضيك أن يتطاول (الفقيه ) على(المشيخ) مشيرا إلى الانتماء الطبقي لأسرة قحطان كونهم من طبقة الفقهاء ،وهي طبقة اجتماعية تغد من المستضعفين في التراتب الاجتماعي تعيش على تعليم الأطفال في الكتاتيب(المعلامة) نظير ما يسمى ب(الخماسة ) -فما كان من الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر إلا أن حكم على قحطان بالحجز في أحد الغرف ،وأن يقوم بالاعتذار لباشا العدين ،فالأحمر حين وازن بين مكانة الشيخ صادق بن علي محسن باشا في الهيكلية المشيخبة التي يأتي على رأسها ،وتمثل بيت الباشا موقع النائب الذي يمثل تلك الهيكلية التنظيمية للمشيخ ،وهي هيكلية تجذرت منذ ستينيات القرن العشرين في مواجهة الكتلة الناصرية التي مثلها الرئيس عبد الله السلال -حين وازنها مع ما يمثله قحطان في تجمع الاصلاح كان حكمه سريعا وحازما وحاسما في انتصاره للمشيخ.
في انتخابات ٢٠٠٦م رفع قحطان سقف الخطاب السياسي المعارض للرئيس علي عبد الله صالح ،وحينها وجدت قيادة الاصلاح بعد الانتخابات أن التصحية بمحمد قحطان أبقى لمصالحهم مع الرئس علي عبد الله صالح ،فأجبروا قحطان على الذهاب إلى الرئيس وتقديم الاعتذار المذل ،ولم يكتفوا بذلك بل أقالوه من موقعه كناطق رسمي للتجمع ،ومن الدائرة السياسية ليحل محله التربوي سعيد شمسان…
في انتفاضة ١١فبراير ٢٠١١م كان محمد قحطان قاخب التهديد المشهور بزحف الجماهير إلى داخل غرف الرئاسة ،وهو تهديد استشعرت السعودية بأنه يمثل خروجا على ترتيباتها وتسويتها التي تعمل على إعدادها مع الامارات،فهي تريد الإبقاء على النظام مع إقصاء لرأسه فقط ،تريد استثمار انتفاضة الشارع ،وتوجيه بوقلتها لكنها لا تريد (الغوغاء) أن يسقطوا النظام،تريد تجزئة الحغرافيا اليمنية بذات رؤوس الثعابين!
ومع بدء العدوان في مارس ٢٠١٥م كان اعتقال محمد قحطان ،فإذا أرادت حركة أنصار الله أن تطلق صاروخا يربك ويخلط الاوراق على قوى العدوان والاحتلال ومن يساندهم فعليهم أنريطلقوا سراخ محمد قحطان من أسره ،فقيادات تجمع الإصلاح لن تقايضه بأحد ،لأن السعودية لا تريد ،وهم لا يشاؤن إلاَّ ما تشاؤه !