* أصبح واضحاً وشبه معلن التوجه الذي تتبناه الأمم المتحدة في أحداث اليمن كنموذج عربي، إنه توجه زئبقي قذر، لا تخفى فيه علائم الاحتيال والدهاء السياسي..
توجه الهدف من ورائه إطالة أمد الحرب والمواجهات بين الأطراف اليمنية، لأسباب كثيرة، في مقدمة الظاهر منها محاولة عزل الجنوب عن الشمال والبدء في مرحلة استعمارية جديدة، وإدامة وتوسيع الأعمال الإغاثية والإنسانية التي تجني الأمم المتحدة ومنظماتها ومؤسساتها من ورائها أموالاً طائلة..
* أما على المستوى الجغرافي الأوسع وفي دهاليز وكواليس السياسات الدولية الخفية لهذا المشهد، فتكمن عمليات جيوسياسية كبرى على مستوى المنطقة، تديرها الغرف المظلمة هناك في الغرب، وينفذها بطواعية عمياء الأنظمة والشعوب المستهدفة سوية، وذلك لإعادة تشكيل وتقسيم دول المنطقة وتقاسم مواردها وثرواتها وقراراتها، وأيضاً التحكم المطلق في مواقعها الجغرافية المفصلية والهامة في حركة الاقتصاد العالمي اليوم بين أقصى الشرق وكل الغرب تقريباً..
* من أنظمة المنطقة هناك أنظمة عربية وغير عربية مساعدة ولها دور قيادي وفاعل فيما يحدث في المنطقة، ظناً منها أو على وعود ربما بأنها ستكون في معزل أو منجاة مما ستؤول إليه الأوضاع غدا.. ولكن الحقيقة المؤسفة والتي لا تدركها مجموعة الحكام الرعاع في تلك الأنظمة، أن ما حدث بالأمس ويحدث اليوم في اليمن والعراق وسوريا والسودان والجزائر، ما هو إلا جزء من مخطط كبير يستهدف جميع البلدان في هذا الحيز الكبير والهام من المعمورة.. وأنه لا بد من أن يصبح في الغد الوشيك واقعاً مراً أيضاً في السعودية وتركيا وإيران والإمارات وغيرها..
* من الممكن وصف ما يحدث الآن بأنه التقدمة الواقعية والمنطقية لمشروع الشرق الأوسط الجديد ولما ستصير إليه تلك الأنظمة المستخدمة وشعوبها في المستقبل القريب.. وأنها إذا كانت استطاعت تأجيل أدوارها فإن ذلك ليس بمحض إرادتها، وإنما بدواعي الحاجة إليها والاستعانة بها في تنفيذ مشروع تغيير المنطقة جغرافيا وسياسياً، وأن ذلك التأجيل لن يدوم ليصبح أبدياً، وللزيادة في العلم فإن هذا المشروع الاستعماري الباغي ليس عشوائياً اعتباطياً وإنما مخطط له بإتقان محكم، ولا هو بالجديد، كما يبدو في ظاهره وتسميته..
* ختاماً سيكون لنا في ذلك الغد القريب وعد نتذكر ونتذاكر فيه ما ورد في هذا الطرح المتواضع.. وحينها فقط سيبدأ من تبقى من عناصر وأتباع ومناصري تلك الأنظمة في الاستيقاظ من السكرة التي يرفلون فيها اليوم، وسيدركون حين نصبح جميعنا كجميعنا كم كانوا حمقى وأغبياء وهم يؤسسون لزوال ملكهم وشق الطرقات السالكة للانهيار إلى أنظمتهم..!!