صارت أخطاء سلطة حكومة الانقاذ في التضييق على النساء في السفر والمتنفسات العامة ،والمطاعم والمقاهي توازي (الضربات الخاطئة ) لتحالف العدوان والاحتلال ،التي تقتل فيها السعودية المئات من مسانديها ،بحجة أنها ضربات خاطئة ،لكن تواترها وتراكم حدوثها بكثرة تجعلها (أخطاء مستدامة ) ضمن استراتيجية العدوان والاحتلال…
كذلك تصنع سلطة حكومة الانقاذ بصنعاء بتخليق قضايا نتائجها التشويه والارباك ،وتحويل الرؤى الضيقة إلى استراتيجية حكم !
فتارة معارض الثياب في الاسواق وتارة فصل النساء عن الرجال في المطاعم والمقاهي والحدائق ،وأخيرا وليس آخرا حكاية اشتراط المحرم في السفر ،وكلها أمور تتعارض مع سعة الفقه والقانون ،وتجعل من السلفية واشتراطاتها موقفا وممارسة مطابقة لنهج حكومة الانقاذ في صنعاء…
الفقه سياسة مصالح الناس ،بما ييسر من معاشهم وتنقلاتهم وأمنهم وأمانهم ومصالحهم -لا سلطة آداب ،الاصل لديها تجريم المجتمع والرقابة عليه بما يماثل (هيئة الامر بالمعرف والنهي عن المنكر) وجماعات الحسبة التي دعا إليها عبد المحيد الزنداني والحزمي ،ومحمد الصادق ورموز الحسبة في تنظيم إخوان اليمن وجامعة الايمان،ومارسوها في بعض المحافطات…
هل يندرج هذا السلوك ضمن التقارب في الأذهان كمقدمة للتوافق في السلطان ،أي توافق الأحكام لتقاسم السلطان؟
إن تشدد السلفية الفادح متسقا مع نهجهم وتصورهم للمجتمع ،لكن تشدد حكومة الانقاذ فعل فاضح ومتناقض مع تصور أنصار الله ل(بناء الدولة ) بل ومع تصور المحلس السياسي الأعلى ل(بناء الدولة اليمنية الحديثة) إلا إذا كان المقصود أن يقولوا بأن ما يمارسه البعض بارتجال سيء بأغراضه هو الدولة المنشودة ، فهذا لعمري من المضحكات المبكيات !
قال علي عليه السلام : “أول ما تبتدئون به من جهادكم جهاد أنفسكم ” وعلى حكومة الانقاذ أن تجاهد طبعها الذي يتكرر كانحراف نفسي لا يجد متعته إلا في جعل المجتمع سجنا كبيرا ،ومراقبة دائمة!
روي عن النبي عليه السلام أنه قال “من عامل الناس فلم يظلمهم ،وحدثهم فلم يَكذِبْهم ،ووعدهم فلم يُخْلفهم ،فهو ممن كملت مروءته،وظهرت عدالته ،ووجبت أخوته” وأنصار الله وعدوا الناس بتصور حديث عن الدولة أساسه أن الدولة لا دين لها ولا مذهب ،لأن ذلك من التزامات واعتقاد الأفراد،فالايمان عقد فردي بين المرء وخالقه وعليه مناط التكليف ،لا بين الدولة والله…وعلى ذلك فينبغي أن يصدقوا في قولهم ووعدهم لتكتمل المروءة وتظهر العدالة وتوجب الأخوة…
مرَّ أبو نواس بأبي العتاهية فوعظه ،فقال أبو نواس :
لن تُقْلع الأنْفسُ عن غيها
ما لم يكن منها لها واعظ