هنأ رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أعضاء الأسرة الإعلامية اليمنية الأحرار بيومهم الوطني .. وحيا وزير الإعلام على إحياء هذا اليوم وإعطائه بٌعدا وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا .
ونوه رئيس الوزراء خلال مشاركته في الفعالية التي نظمتها وزارة الإعلام اليوم بصنعاء بمناسبة اليوم الوطني للإعلام ومرور أربعة أعوام من الصمود، بالمكانة الإستراتيجية للإعلام في واقع الأمم والشعوب، خاصة المتطورة منها وأدواره الايجابية في البناء والتنمية وتشكيل الرأي العام الايجابي، فضلا عن آثاره التدميرية في حال إساءة استخدامه على الشعوب واستقرارها.
وقال “تابعنا كثيرا دور الإعلام فيما يسمى بالربيع العربي في تمزيق المجتمع وتأليب الرأي العام على بعضه البعض وتغذية التعصب وتشجيعه على الاحتراب “.
وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن الدول العظمى تدرك الأهمية البالغة للإعلام وكيف تستخدمه لتمرير مصالحها وفرض رؤيتها ومشاريعها على الآخر خاصة في المنطقة العربية.
وأضاف ” في واقعنا اليوم فإن الجبهة الإعلامية هي الجبهة الرئيسة بعد الصواريخ والمدافع في مواجهة الآلة الإعلامية الضخمة التي يمتلكها تحالف العدوان السعودي الإماراتي التي تعد الأكبر على مستوى الوطن العربي وربما الدول النامية كافة “.
ولفت إلى أهمية إدراك الجزئية الخطيرة المتصلة بدور الإعلام في توجيه الرأي العام وخلخلته وكيفية إرسال الرسائل الهدامة لمعنويات الناس.
وذكر أن دور الإعلامي الذي يقاوم بالكلمة والرأي ويواجه التضليل الإعلامي للعدوان لا يقل أهمية عن دور المقاتل في الجبهات.
وتطرق رئيس الوزراء إلى النهج التدميري الذي يتبعه إعلام العدو ونوعية المصطلحات الدقيقة والمدروسة التي يستخدمها ويعمل على تداولها عبر وسائله لقلب الحقائق وصناعة رأي عام متفاعل مع مشاريعه التدميرية .. مشددا على المسؤولية الأخلاقية الكبيرة التي ينبغي على الإعلامي أن يتحلى بها وهو يؤدي دوره الهام تجاه مجتمعه ووطنه.
وعرج رئيس الوزراء في سياق كلمته على الرؤية الوطنية لمواصلة تطوير بنيان الدولة اليمنية الحديثة التي أقرها المجلس السياسي الأعلى بعد مناقشتها الواسعة من قبل الحكومة ومختلف المؤسسات الدستورية والأطر الرسمية والمجتمعية بما في ذلك الجامعات اليمنية والمنظمات السياسية والحزبية بمشاربها المختلفة.
وبين أن الرؤية هي قراءة لماضي وحاضر ومستقبل للوطن والرد على التخرّصات والأكاذيب والتضليل الذي اعتمده تحالف العدوان ومرتزقته منذ بدء عدوانهم بشأن الفكر السياسي لأنصار الله وأنهم سيعيدون اليمن إلى قرون خلت.
وقال ” كان موقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي واضحا وقويًّا حينما قال مؤخرا إن العودة إلى الطائفية والسلالية والعرقية هي دعوة جاهلية وتأكيده أن دولة القانون والشفافية هي ما يبغي أن تسود اليمن”.
وأوضح أن الحكومة ستشرع في التطبيق الفوري للرؤية في المحافظات الحرة مع العمل في الوقت على التقييم المستمر لها لتأكيد الاستعداد لبناء دوله يمنية عصرية.. مشددا على أن هذا العمل الوطني الكبير ما هو إلا مواصلة لتجربة اليمن الإنسانية الحضارية التي بدأها الأجداد قبل آلاف السنين .
وفي الفعالية التي حضرها وزراء الثقافة عبدالله الكبسي والشباب والرياضة حسن زيد والتعليم الفني والتدريب المهني غازي أحمد علي محسن والدولة عبدالعزيز البكير.. حيا وزير الإعلام ضيف الله الشامي الإعلاميين والإعلاميات في اليوم الوطني للإعلام.
وقال ” تحية العزة والشموخ في اليوم الوطني للإعلام وأنتم تمتشقون سهام الأقلام والحرف والكلمة وترسمون اللوحة الإعلامية المعبرة، تحية إجلال وإكبار لكم وأنتم تصارعون في وطن تكالب عليه الأعداء من كل مناطق العالم”.
وأضاف “نستشعر التقصير والقصور وإن بذلنا جهدا فليس ذلك إلا القليل لما يستحقه كل الإعلاميين والإعلاميات، من تقدير واحترام “.
وأشار إلى أن جميع الإعلاميين يقفون اليوم في مستوى العزة والصمود والشموخ بمقدار العمل الذي يقومون به .. وقال ” أنتم انتصرتم للوطن ولمظلومية الشعب اليمني وأصبح صوتكم مسموعا في العالم”.
ونوه وزير الإعلام بدور الإعلاميين والناشطين والكتاب من خارج اليمن والذين يمثلون جزء من هذا الوطن وصموده .
ولفت إلى أن الاحتفاء باليوم الوطني للإعلام يمثل إحياءً للقيم والمبادئ .. مؤكدا الحرص على الاهتمام بالإعلاميين والإعلاميات الذين يؤدون واجبهم بكل إخلاص وتفان والعمل على كل ما من شأنه الارتقاء بالعمل الإعلامي.
وجدد الوزير الشامي التأكيد على أن العمل تكاملي والصعوبات التي تواجه الإعلام كبيرة رغم أن الإعلام جبهة متكاملة .. لافتا إلى أن الرئيس المشاط وجه بالبحث عن تمويل لمحطة إذاعية تابعة لإذاعة صنعاء البرنامج العام لتغطية المحافظات الجنوبية والساحل.
وبين أن القطاع الهندسي بوزارة الإعلام والمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون، تمكن من إصلاح ثلاث محطات إذاعية من بين ركام 15 محطة قصفها طيران العدوان، وتم تركيبها لتقوية البث في محافظة صعدة ونجران وجيزان وعسير وكذا الحديدة والساحل الغربي وستصل إلى الضالع والمحافظات الجنوبية.
ولفت وزير الإعلام إلى أنه تم إعادة تشغيل محطات إذاعية، ومنها إذاعة صعدة التي دمرها العدوان وأصبحت تٌبث إذاعة الجمهورية اليمنية في صعدة.
وقال “هناك إنجازات في قناة اليمن الفضائية ومختلف الوسائل الإعلامية والقنوات على مستوى البرامج والتغطية الإخبارية والتقارير وحريصون على وضع إستراتيجية لنقل الأخبار من الجبهات “.
وكشف وزير الإعلام عن إعداد وزارة الإعلام للدليل الإرشادي الخاص بتنظيم العمل وتوحيد الخطاب الإعلامي .. مؤكدا الحرص على أن يكون هناك خطابا إعلاميا موحدا ملتزما بالأسس والمبادئ وغير مستفز مع ترك مساحة لحرية الرأي والتعبير والرأي الآخر في سقف لا يتجاوز القيم والأخلاقيات ولا المبادئ والثوابت الوطنية.
وأضاف “نريد أن يكون هناك إعلاما وطنيا يمثل السلطة الرابعة لها دورها في تقويم الإعوجاج في مؤسسات الدولة أو خارجها “.
وبين الوزير الشامي أن وزارة الإعلام وجهت دعوة لوسائل الإعلام الخارجية لزيارة اليمن وتم تقديم طلبات من 226 وسيلة إعلام دولية وشبكات عالمية.. لافتا إلى أن 83 وسيلة إعلامية تمكنت من الوصول إلى اليمن لنقل صوت الحقيقة، فيما منع العدوان 143 وسيلة من الدخول وقد صرحت وسائل الإعلام بذلك.
وتطرق إلى أنه تم مخاطبة الأمم المتحدة لنقل ممثلي وسائل الإعلامية على طائراتها، لكنها اعتذرت بعد موافقتها جراء منع تحالف العدوان من إدخال أي صحفي إلى اليمن.
من جانبه ذكر رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالله صبري أن الأسرة الإعلامية تحتفل باليوم الوطني للإعلام والوطن على عتبة العام الخامس من الصمود والعنفوان في مواجهة العدوان والحصار.
وأشار إلى العطاء الإعلامي والأدوار الكبيرة التي يضطلع الإعلاميون الأحرار بها في الاصطفاف مع الوطن والشعب في ملحمة الصمود والثبات، ومواجهة آلة الحرب التضليلية ومواكبة صمود الشعب اليمني وانتصارات الجيش واللجان الشعبية.
وتطرق صبري إلى الأوضاع الصعبة التي يكابدها الإعلاميون في المؤسسات الرسمية بسبب تداعيات الحرب والحصار وتفاقم الأزمة الاقتصادية وتوقف دفع مرتبات موظفي الجهاز الحكومي .. داعياً إلى بذل قصارى الجهود لتحسين أوضاع الإعلاميين والعاملين في الإعلام الرسمي.
ولفت إلى أن الإعلام والإعلاميين اضطلعوا بدور كبير ومحوري في مواجهة الحرب التضليلية .. وكانوا جبهة ثابتة بمشاركتهم الشعب الدفاع عن الوطن والسيادة والاستقلال.
وعرج على الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان وأدواته بحق الشعب اليمني خلال الأربعة الأعوام من الحرب العدوانية ورهانهم على انكسار اليمنيين، في حين وجدوا الجبهة الداخلية أكثر ثباتا وصمودا وشموخا في مواجهة قوى العدوان ومرتزقته.
ونوه بما سطره الإعلاميين اليمنيين من تضحيات دفاعا عن اليمن وأمنه واستقراره وفي المقدمة وكيل وزارة الإعلام عبدالله المؤيد والإعلامي عبدالكريم الخيواني وعابد حمزة وصلاح العزي وعبدالله المنتصر والعشرات من الإعلاميين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن .
تخلل الاحتفال الذي حضره نائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي ووكيل الوزارة لشئون الإذاعة والتلفزيون والإعلام الخارجي أحمد الحماطي ورؤساء ونواب المؤسسات الإعلامية والقنوات والإذاعات وعدد من المسئولين وكوكبة من الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، ريبورتاج أعدته قناة اليمن الفضائية بعنوان ” الإعلام.. صمود وتضحية”.
حيث استعرض الريبورتاج الأضرار الكبيرة التي لحقت بوسائل الإعلام الرسمية والخاصة جراء العدوان على مدى أربع سنوات وكذا ما قدمه الإعلام الوطني من شهداء في كشف جرائم العدوان وإيصال الحقيقة للعالم .
سبأ