الفنون بصنوفها، موسيقى، رقص، فنون تشكيلية، رسم، تمثيل، غناء، تمثل وعيًا ثوريًا لدى الشعوب وحسًا لاذعًا لمقارعة الحاكم المستبد والأنظمة الرجعية المتخلفة، وتتحقق الألفة وترتقي حياة الناس ويسود السلام والتعايش الإيجابي والنزيه.
والمجتمعات التي تعيش التخبط والاقتتال والضياع وانعدم الرفاهية والسعادة، هي بالضرورة تلك المجتمعات التي تنظر للفنون من زاوية ضيقة وتحقر من شأنها، بل وتحاربها!. تحقق اليوم الدنمارك الرقم القياسي عالميًا في سعادة شعبها؛ لأنها قدرت مدى أهمية الفنون وبذلت كافة الجهود من أجل ذلك، وكانت النيجية مشرفة. بالطبع إضافة إلى الطفرة الاقتصادية التي تحظى بها الدولة.
فيما يخص الفنان اليمني علي الحجوري المعتقل بالسجون السعودية، والذي يتعرض لمساءلة سيئة بحجة أنه يشكك في صحة أحاديث نبوية، ما هي إلا ذريعة وعذر ساقط لمحاربة الفن والفنانين من أعتى نظام شمولي متخلف في المنطقة برمتها.
خاطب الله الإنسان ومنحه العقل ليتدبر ويتفق مع ما هو منطقي وسليم ويليق بالفطرة البشرية وعدالة الشرع، ولأن حلقات التاريخ الإسلامي ليست واضحة ودقيقة، وبالتالي تم روي أحاديث ضعيفة وموضوعة من هنا وهناك لتدنس قول رسول الله وتشكك في نهجه للسراط المستقيم، ولأن الفنان علي الحجوري إنسان تنويري فقد استنكر وجود تلك الأحاديث، التي ربما تكون ضعيفة أو موضوعة، لأنها لا تتوافق مع العقل، فعوقب بأشد الطرق، وقد ضمن الإسلام حرية الرأي والتفكير وحتى حرية اختيار الدين.
صدقوني لو كان هذا الفنان الذي يخدم المجتمع، فقيهًا أو محاضرًا ممن يكفر ويزندق ويسرق أموال الناس، لكان مقدسًا بنظرهم. سحقًا للتخلف وللأنظمة الظلامية الفاشية.
بهذه المساحة، تحية لدولة الكويت؛ هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تحترم الفنان والفن كافة.