الوحدة نيوز/ متابعات:
أكد المشاركون في المؤتمر العلمي حول تاريخ اليمن بين الماضي وآفاق المستقبل، ضرورة الاهتمام بالمخرجات العلمية للجامعات اليمنية المتعلقة بالجوانب التاريخية والحضارية.
وطالب المشاركون في ختام أعمال المؤتمر الذي نظمته على مدى يومين مؤسسة عرش بلقيس للتنمية والسياحة والتراث بالتعاون مع مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية، بالتنسيق بين وزارات الثقافة والإعلام والسياحة والتعليم العالي والتربية والتعليم لإعادة صياغة كتب التاريخ المتعلقة بالحضارة والتاريخ اليمني والبرامج التاريخية التثقيفية.
وطالبت توصيات المؤتمر بإبراز الأدوار الإيجابية للقبيلة اليمنية والدعوة لعقد أكثر من ندوة ومؤتمر يتحدث عن الأدوار التاريخية لليمن واليمنيين وكذا إبراز الأدوار للمكونات اليمنية، والحفاظ على حقوق كل من كتب تاريخ اليمن والاهتمام بالكتب المؤلفة في التاريخ السياسي والإداري والوثائق المتعلقة بالعلاقات اليمنية مع دول العالم والجوار على وجه الخصوص.
ودعت إلى الاهتمام بمؤلفات المؤرخين اليمنيين في التاريخ الحديث والمعاصر والتوصية بتحقيق كتب التراث التاريخي المخطوط المحفوظ في دور الكتب والمخطوطات وفي المكتبات الخاصة للحصول على نسخ مصورة من المخطوطات اليمنية الموجودة في الخارج .
كما طالب المشاركون بإبراز دور المؤرخين اليمنيين في العصر الإسلامي وتحقيق كتبهم في المجالات العلمية والتاريخية والسياحية والجغرافية والرحلات والاهتمام بما أورده المؤرخون من تراث الحياة الاجتماعية والأكلات والملبوسات الشعبية والتراثية والصور الاجتماعية.
وأوصوا الجهات المعنية بالاهتمام بالمصادر التاريخية عن الحياة العلمية والفكرية والأنساب والاستفادة منها في العصر الراهن وتحقيق ونشر المخطوطات اليمنية وفقا لأسس علمية ومنهجية صحيحة، فضلاً عن أهمية توثيق ما كتب في الصحف العالمية عن اليمن خصوصاً ما يتعلق بمطلع القرن العشرين، وإبراز الدور الحقيقي للدراما اليمنية في إبراز الجوانب التاريخية لتوعية المجتمع وتثقيفه بأهمية الحفاظ على تاريخ اليمن وهويته الوطنية.
وكان اليوم الثاني من المؤتمر، ناقش عدد من أوراق العمل، تناولت الجلسة الأولى التي رأسها مطهر تقي خمسة أوراق علمية، استعرضت الأولى تاريخ اليمن في الدراسات الجامعية والعليا بين الواقع والمأمول قدمها رئيس قسم التاريخ بجامعة صنعاء الدكتور محمد الكامل، فيما تطرق الدكتور حسين العمري إلى دور المخطوط اليمني في دار الكتب المصرية.
وتطرقت الباحثة أروى ثابت إلى تاريخ اليمن في مناهج التعليم الأساسي والثانوي، بينما استعرضت الدكتورة أمل الحميري الجزر اليمنية “جزيرة ميون في أدبيات الواسعي أنموذجاً، وأكدت الباحثة سامية حُميد أهمية تاريخ اليمن المخطوط وواقع الإهتمام به دار المخطوطات أنموذجاً.
وناقشت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور عبدالله أبو الغيث سبعة أوراق عمل، استعرضت الأولى تاريخ اليمن في صدر الإسلام بالمصادر الأولى التي واكبت عصر النبوة والخلفاء الراشدين، خليفة بن خياط أنموذجاً للباحث الدكتور جميل الأشول.
وركزت الورقة الثانية على الموروث الزراعي في ضوء نقوش المسند والزبور المواسم والشهور الزراعية أنموذجاً للدكتورة ليبيا دماج.
وتطرق الدكتور عبدالله الذفيف إلى النقوش والآثار اليمنية القديمة بين الإهمال والتدمير المتعمد تمثال ونقش للقير الجرتي يدم أنموذجاً، وتناولت الدكتورة أفراح السنباني من جامعة ذمار الخولانيين ودورهم العلمي في العلوم النقلية.
فيما أشار الدكتور فؤاد الشامي إلى أهمية الوثائق في الحفاظ على تاريخ اليمن، واستعرض الباحث خالد مصلح العماري دور مركز التوثيق التربوي في إيجاد ذاكرة تربوية تحفظ تاريخ التربية التعليم في اليمن.
وفي ختام المؤتمر الذي حضره وزير التربية والتعليم يحيى الحوثي، ونخبة من الأكاديميين والباحثين والمفكرين وأساتذة التاريخ في مختلف الجامعات اليمنية .. أشاد المؤرخ اليمني يوسف محمد عبدالله بنوعية الأبحاث العلمية وأوراق العمل المقدمة للمؤتمر ومراعاتها لمسألة البحث والتعمق للقضايا الجديدة التي ترقى إلى مدرسة تاريخية واقعية متمكنة.
وأشار إلى أن الآثار اليمنية كانت عبارة عن تحف تزين بها الأماكن واليوم يتم إجراء الدراسات العلمية عليها .. مؤكداً أن النقوش مثل الوثائق تعد مصدر هام من مصادر التاريخ، ولا يمكن كتابة التاريخ بدون وثائق.
ونوه بقدرة الباحثين وتطرقهم لقضايا تاريخية جديدة وباحثين ومؤرخين يمنيين كأمثال الباحث اليمني خليل بن خياط في مصادر التاريخ الإسلامي .. مبيناً أن هذه القضايا تذكًر العالم بأهل اليمن الذين سيظلون أقوى بعلومهم وعلمائهم وتاريخهم وأثارهم وحضارتهم الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.