عبدالباري طاهر: نوال القليسي..على قارعة الوقت

نوال شاعرة واعدة وعد صدق . في اول قراءة لديوانها الاول ” على قارعة الوقت “اندهشت لمقدرتها على ابتكار المعنى الجديد و الصورة الاجد.
تتجلى موهبتها الواعدة بالابداع و غزارة العطاء في إعادة تعريف الاشياء و معاني الحياة تعريفا إبداعيا لم يطمث قبلا . فمثلا تعريف “المرأة”
اذا كانت اللغات تعد
بعدد القارات
فانت ابسط اللغات
التي يجلها اغلب الرجال
فالمرأة بعيدا و بديلا عن كل التعريفات سواء المخلوقة في ضلع اعوج كما في النص الديني ” المثيولوجي” التوراتي أو السليم أو المخلوقة الاولى فهي الاصل بعيدا و بديلا لذلك كله أنها لغة بسيطة لا يعرفها الرجال هل قرأتم قبلا تعريفا كهذا للمرأة الأصل
تعريف الايديولوجيا_ الادلجة
سمك لايحتسي من كاسب
او ينفث كما تنفث الافعى سمها سمك يتوغل في دهاليز العقول المشبعة بتوابل الخرافات و طلاسم الاساطير المعتقة
لم تعد الأيديولوجيا “النظريات ” في اي لون و لم تعد الاعتقادات صائبة أو خاطئة
فقد قرأتها الشاعرة المبدعة و الشديدة الذكاء بصورة مغايرة ومختلفة مبرزة العمق الاسطوري المعتق لها . رؤية القضايا بالحواس الخمس ليست هي الحقيقة عند الشاعر و الصوفي و عباقرة الفيزياء وأصحاب الكرامات . الديوان يشمل على عديد من التعريفات تعبر عن خيال ابداعي واسع و مقدرة فائقة على تخليق اللغة و تركيب الصورة الشعرية المبدعة بفتح الدال .
ديوانها المحتوى ٥٣ مقطوعة يقترب بنصه الشعري من “الاقصودة”فالعديد من المقاطع ينوس بين القص والشعر . و لكنه شعر كثيف عميق الغور واسع الخيال و الجدة و الصور غير المسبوقة و اللغة غير المطروقة . فيها من التأمل الفلسفة و المنحى الصوفي تمتلك الشاعرة مقدرة رائعة على تميز قصيدتها المقتضبة المكثفة محققة المقولة الصوفية الشهيرة “كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة ” انها بشارة شاعرة لها شأن منذ البدء .