وأشار السيد عبد الملك الحوثي في كلمة له مساء السبت حول آخر التطورات، إلى أن خيار التصدي للعدوان هو الخيار الصحيح بالفطرة الإنسانية وبمقتضى الهوية الإيمانية وبمقتضى المصلحة.. مشدداً على أهمية التحرك في كل الاتجاهات ضمن عملية التجنيد في الدفاع والأمن والتطوع في الجبهات.
وجدد التأكيد على أن التصدي للعدوان خيار لا مناص منه لأنه يمثل الموقف المسؤول والصحيح.. وقال” نحن أمام خيارين إما الاستسلام للعدوان أو التصدي له والثمن الأفظع الذي ممكن أن ندفعه هو ثمن الاستسلام”.
وأضاف ” نحن كشعب يمني اعتدي علينا وكنا مضطرين للدفاع عن أنفسنا وحريتنا واستقلالنا وهذا حق لنا”.. مشيرا إلى أن العدوان غير مبرر ولا شرعية له نهائياً ولا يملك الحق لا ابتداءً ولا ختاماً.
وأوضح السيد عبد الملك الحوثي أنه سبق أن انعقدت عدة جولات من المفاوضات والحوار وكان العدوان دائماً متعنتاً وساعياً للسيطرة التامة على الشعب اليمني واليمن.. مؤكداً فشل العدوان في المراحل الماضية من المفاوضات في الحصول على أهدافه ولهذا اتجه لخيار التصعيد العسكري، مبيناً أن دول العدوان عندما لا تصل لأهدافها عبر الطريقة الدبلوماسية تتجه للمخادعة وذر الرماد في العيون.
وأضاف” لا يوجد مبرر لعرقلة سفر الوفد الوطني المفاوض الذي أراد فقط الوصول إلى جنيف بأمان والعودة إلى صنعاء بأمان بعد انتهاء المشاورات ، وما طلبه الوفد الوطني المفاوض ليس شرطاً بل هو حق طبيعي ومشروع”.
ولفت قائد الثورة إلى أن دول العدوان عرقلت الوفد المفاوض سابقاً في جيبوتي ومُنع من المرور في دول معينة وكان يعيش حالة من الخطر وانعدام الأمان.. مشيراً إلى أن الوفد المفاوض تعرض في الجولة الأولى من المفاوضات بجنيف لمخاطر متعددة وطُلب منه أن يتنازل عن أي تعويضات في حال تم استهدافه مقابل أن تؤمن له الأمم المتحدة طائرة للعودة إلى اليمن.
وقال” لم نتمكن من إعادة الوفد الوطني المفاوض آنذاك إلا من خلال عملية تبادل بعد أن ألقى الأمن القومي القبض على جواسيس أمريكيين في اليمن وتمت مبادلتهم بالوفد المفاوض”.
وأشار إلى أنه كان المطلوب أن يحظى الوفد الوطني بحقه في الحصول على نقل آمن عبر طيران دولة محايدة ليست شريكة في العدوان.. وأضاف” لم نعارض أن تكون الصين أو روسيا بل حتى الكويت هي الدولة التي تؤمن نقل الوفد المفاوض إلى جنيف”.
وكشف قائد الثورة أن دول العدوان اشترطت عدم اصطحاب أي مريض أو مريضة أو جريح ولا أي أحد مع الوفد المفاوض وهذا ليس من حقهم.. مؤكداً أنه لم يكن هناك جدية لدى تحالف العدوان في الوصول إلى نتيجة في هذه المشاورات ، ولم يوافقوا على أن يحضر وفد سعودي أو إماراتي إلى جنيف.
ولفت إلى أن وفد المرتزقة الذي أرسلته دول العدوان للمشاورات في جنيف لا يمتلك القرار حتى في شؤونه الشخصية.. وقال ” إذا كان وفد المرتزقة لا يمتلك القرار حتى في شؤونه الشخصية فكيف يمكن أن يذهب إلى جنيف وأن يقود مشاورات في قضايا رئيسية للوصول إلى حلول للعدوان؟”
وأوضح السيد عبد الملك الحوثي أن الأمريكيين ليسوا راغبين بوقف هذا العدوان لأنهم مستفيدون منه بشكل كبير وهائل حتى أصبح مصدر دخل لهم على المستوى الاقتصادي.. مبيناً أن الأمريكي مستفيد من هذا العدوان اقتصادياً وسياسياً ولتعزيز سيطرته في المنطقة.
وقال” لأمريكا دور كبير في العدوان وبالرغم من هذا تُحسب الكوارث والجرائم على النظام السعودي والإماراتي في حين يقدم الأمريكي نفسه كراعٍ للسلام”.
وأضاف” لم نمانع سفر الوفد الوطني المفاوض وكل ما اعتمدت عليه دول العدوان لمنع سفر الوفد الوطني لا مبرر له” .. مشيرا إلى أن طائرات الأمم المتحدة نفسها تتعرض للاختطاف من الطيران الحربي المعادي وإرغامها على الهبوط في مطارات السعودية وغيرها بطريقة مهينة ومذلة.
وفيما يتعلق بالحرب الاقتصادية أشار قائد الثورة إلى أن الحرب الاقتصادية جزء رئيسي من الحرب على اليمن وشعبه، وكان هناك الكثير من الإجراءات التي نفذتها دول تحالف العدوان بهدف الإضرار بالاقتصاد الوطني.. وقال” حرصت دول العدوان على احتلال كل المناطق التي يتوفر فيها البترول والنفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت وغيرها”.
وبيّن أن دول العدوان سيطرت على المنافذ البرية وحاصرت الأجواء ومنعت الجرحى والمرضى وحتى المسافرين العاديين من مغادرة اليمن، وتحكمت بالنقل البحري والموانئ وفرضت حصاراً على ميناء الحديدة وتحكمت بإيراداته ووضعت شروطاً كثيرة على ما يصل إليه.
وأشار إلى أن نقل البنك المركزي إلى عدن وتعطيل التعامل مع البنك المركزي في صنعاء أدى لعجزه عن تغطية الاحتياجات الاقتصادية للشعب اليمني.
وأوضح أن اللجنة الاقتصادية حاولت إيجاد حلول للأزمة لكن بعض التجار لم يبدُ التعاون المطلوب معها.. مؤكدا أن المسؤول عن ارتفاع الأسعار بالدرجة الأولى هو دول العدوان عبر تآمرها على البنك المركزي منذ البداية رغم عمله بشكل حيادي.
وأكد السيد عبد الملك الحوثي أن المواطن اليمني يعاني من الأضرار الاقتصادية في كل المحافظات حتى في المحافظات المحتلة.. مبينا أن خونة الوطن باعوا البلاد والشعب اليمني مقابل مناصب اسمية لا واقع لها.
وقال” المرتزقة باعوا حتى المواطن اليمني الذي ينضوي تحت رايتهم لأنهم لا يبالون بالمواطن اليمني لا في عدن ولا في صنعاء ولا مشكلة عندهم في أن يتضرر في لقمة عيشه”.
ولفت إلى أن خونة الوطن قدموا شاهداً أنهم ليسوا في مقام المسؤولية لقيادة البلاد من خلال لا مبالاتهم بلقمة عيش المواطن اليمني، وقدم للمرتزقة الكثير من الأموال على أنها تقدم للشعب اليمني.. وأضاف” الخونة يريدون أن يقولوا للشعب اليمني “من يريد لقمة العيش فليبع نفسه”.
وأوضح أن مرتزقة العدوان يريدون لليمني أن يبيع نفسه كجندي مقاتل في وجه شعبه أو كسياسي يوفر لهم غطاءً سياسياً أو كإعلامي يمثل لهم بوقاً إعلامياً.. مبينا أن الحالة الاقتصادية في المناطق المحتلة، وما يجري هناك شاهد على أن الخونة المتآمرين على البلد لا يبالون بالشعب اليمني في أي بقعة كان.
وذكر قائد الثورة أن السفير الأمريكي هدد الوفد المفاوض في مفاوضات الكويت بأنه إذا لم يقبل طلباتهم فإن العملة اليمنية ستقل قيمتها حتى لا تكون بقيمة الحبر الذي يكتب عليها.
ودعا قائد الثورة إلى تحييد الاقتصاد وبالذات ما يخص المواد الأساسية.. وقال ” نحن جاهزون لكل ما من شأنه تحييد الاقتصاد والعملة وأداء البنك المركزي بما يساعد على تحقيق نتيجة إيجابية لصالح المواطن اليمني”.
وحث الجهات الرسمية والتجار على ضرورة التعاون للحد من نتائج الحرب الاقتصادية.. لافتا إلى أن بعض التجار لا يفهمون بأنهم إذا ساروا بنفس نهج قوى العدوان فهم سيتضررون في نهاية المطاف، مبيناً بهذا الصدد أنه كلما ازدادت نسبة الفقر انخفضت قدرة الناس الشرائية وبالتالي ستتكدس البضاعة لدى التجار.
وتابع” يجب أن نتجه جميعاً بكل جد وتقوى ووعي وإرادة لبذل كل جهد في التصدي لهذا العدوان لنصل بعون الله إلى النصر”.
وحول الأوضاع بالجبهات أشار قائد الثورة إلى أن هناك تصعيد عسكري سواء عبر العمليات البرية أو الجرائم الوحشية، وكلما صعد العدوان ميدانياً وأخفق في تصعيده فإنه يتجه لارتكاب الجرائم الوحشية.. لافتا إلى أن أكبر نسبة من التصعيد العسكري هي في جبهات الساحل الغربي والحدود.
وأضاف” دول العدوان كانت تتحدث عن احتلال صنعاء منذ 3 سنوات وفشلت ” .. مشيراً إلى أن العدوان واكب التصعيد العسكري في الميدان مع المزيد من الجرائم بحق المدنيين والأطفال.
وجدد السيد عبد الملك الحوثي التأكيد على أن التصدي للعدوان خيار لا مناص منه.. وقال” ليس هناك شيء أغلى من أن نخسر حريتنا واستقلالنا ومستقبلنا كشعب يمني مستقل حر والاستسلام سيدفعنا للتحول لعبيد لدى الأجنبي وستتحول ثرواتنا لمصالح لهم ونبقى نحن نعيش على الفتات، ولو اخترنا الاستسلام فلن يبقى لنا حتى الإنسانية”.
وأضاف” هناك شعوب بفطرتها الإنسانية صمدت في وجه الغزو الأجنبي وضحّت بأكثر مما ضحينا لحد الآن، بعض الشعوب ضحت بمليون إنسان لتصل إلى الحرية ووصلت إلى الحرية، ونحن كشعب يمني أَولى أن نصمد في وجه هذه التحديات من قبل تحالف العدوان على كل المستويات”.
وتابع “كلما ازدادت جرائمهم ووحشيتهم يجب أن يزداد تصميمنا وأن تقوى صلابتنا”.. مشيراً إلى أن هناك من يعمل تحت سياسات ممولة من دول تحالف العدوان تحت عنوان ” رياح السلام ” ومشاريع أخرى بهدف إضعاف الروح المعنوية للشعب اليمني وتضليله تجاه حقيقة هذا العدوان.
وقال” يجب أن تكون كل المستجدات العسكرية وغيرها سبباً لتحفيزنا من جديد لإحياء روحنا المعنوية وتقوية انطلاقتنا،ونحن كشعب يمني لن نكون أقل شأناً في صمودنا وصلابتنا وثباتنا وقوة عزمنا وإرادتنا من أي بلد حر في هذا العالم”.
ودعا قائد الثورة الأحرار والشرفاء في الشعب اليمني إلى أن يهبوا اليوم بعزم وتصميم وإصرار إلى الميدان بالثقة بالله والاعتماد عليه.. وأضاف” خيارنا هو الصمود والثبات والاستبسال والتصدي للعدوان فلنتحرك جميعاً في كل المجالات حتى نقوم بواجبنا وننهض بمسؤوليتنا”.
سبـأ