تسعى السعودية والإمارات للسيطرة على محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن المحادة لسلطنة عمان بشتى الوسائل تحت مزاعم واهية، من أجل تنفيذ أجندات استعمارية لمشاريع اقتصادية.
واعتبر موقع “المهرة بوست” أن السعودية تحاول إقصاء كل الرموز الوطنية بالمهرة، والتي أيدت الاعتصام ووصفت التواجد السعودي بالمحافظة بأنه احتلال.
يشار إلى أن مدينة الغيضة ، شهدت اعتصاماً مفتوحاً منذ 25 يونيو الحالي، حتى منتصف يوليو الجاري للمطالبة بإعادة الهدوء للمحافظة وسحب القوات السعودية من المنشآت المدنية، بعد أن دفعت الرياض بتعزيزات عسكرية في ديسمبر من العام الماضي تمركزت في مطار الغيضة والمنافذ البرية والبحرية، تحت لافتة مكافحة التهريب، وهو ما رفضته حينها مكونات قبلية وسياسية، قبل أن تجري تفاهمات مع السلطة المحلية لضمان عدم عسكرة الحياة في المحافظة المعروفة بالهدوء والنأي عن الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد.
وقبل السعودية، كانت الأطماع الإماراتية في المحافظة قد بدأت بإنشاء تشكيلات عسكرية، وشراء ذمم ولاءات سياسيين وشخصيات قبلية، لكن النفوذ الإماراتي قوبل برفض زعماء قبائل المحافظة.
وبدا أن حمى الاحتجاجات الشعبية التي أثبتت نجاحها في محافظة أرخبيل سقطرى وأجبرت القوات الإماراتية على مغادرة الجزيرة في مايو الماضي، قد أعطت دفعة للمهريين في رفع صوتهم والمطالبة بحقوقهم وعلى غير عادتها خرجت محافظة المهرة عن صمتها، معلنة رفضها عسكرة المحافظة من قبل القوات السعودية والإماراتية، في حلقة جديدة من الرفض الشعبي لتجاوزات التحالف العربي.
وأعلن المعتصمون ستة مطالب رئيسية، في مقدمتها إعادة العمل في منفذي شحن وصرفيت البريين وميناء نشطون إلى وضعها الطبيعي، وتسليمها إلى قوات الأمن المحلية والجيش. وبدا لافتا في مكان الاعتصام رفع العلم اليمني وصور الرئيس عبدربه منصور هادي بكثافة، يزاحمها أيضاً علم السلطنة العفرارية وصور الشيخ عبدالله بن عفرار، نجل آخر سلاطين الدولة العفرارية التي حكمت المهرة حتى منتصف القرن الماضي.
ترتيبات سعودية:
نتيجة للاعتبار والثقل الذي يكنه أبناء المهرة وسقطرى للسلطان بن عفرار تخطط السعودية لإنشاء مجلس لأبناء المهرة بديلا للمجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى الذي يرأسه الشيخ آل عفرار، والمعروف بمعارضته لوجود القوات السعودية والداعم للاعتصام المطالب بخروج القوات السعودية من المهرة.
وفي ذات السياق، تتواصل السعودية مع شخصيات اجتماعية في المهرة بينهم محمد عبدالله صالح عفرار لدعمه لإنشاء المجلس الجديد برعاية سعودية كاملة.
وتهدف هذه الخطوة -بحسب مراقبين- لإحداث انشقاق بين قبائل المهرة، بما يضمن سيطرة السعودية وبقاءها الدائم في المحافظة، وإزاحة الشخصيات الاجتماعية ذات النفوذ.