الوحدة نيوز/ نجيب العصار:
نظمت الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ،اليوم بصنعاء، حفلا
، بمناسبة اليوم العالمي للسكان ( 11 يوليو) تحت شعار ” صحة وتنظيم الأسرة حق لكل أسرة” ، وبحضور وزير الخارجية المهندس هشام شرف ، وأمين عام المجلس الوطني للسكان الدكتور أحمد بورجي ، والممثل المقيم للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن “ليز غراندي” ، وممثل الصحة العالمية في اليمن ، عاكف عفيف ، ووكلاء عدد من الوزارات .
وفي الحفل، أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، أن اليمن يحتفل اليوم باليوم العالمي للسكان وعدد القتلى جراء العدوان بلغ أكثر من 35 ألف منهم ألفين و500 طفلا وثلاثة آلاف امرأة .
وأضاف المتوكل : ” لا بد أن نتطرق في هذا اليوم إلى الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق الأطفال والأمهات ، فالأمومة والطفولة في اليمن قتلت جراء العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والذي يدخل عامه الرابع” .
مشيرا إلى أن العدوان دمر أكثر من 423 منشأة صحية تدميرا كليا وجزئيا واستهداف المسعفين وسيارات الإسعاف ، وتسبب في أكبر كارثة صحية لم يشهد لها العالم مثيلا.
ولفت وزير الصحة والسكان إلى أن الحصار الخانق وإغلاق المطارات والموانئ منع دخول الأدوية الخاصة بالصحة الإنجابية كأدوية الطوارئ التوليدية والمكملات الغذائية أثناء الحمل لرعاية الحامل والوليد على حد سواء ،ناهيك عن أدوية الفشل الكلوي والسكر مما فاقم من المعاناة الصحية في اليمن ، وخاصة على الأمهات والأطفال.
وأوضح أن انعدام مادة الديزل ساهم في تعطيل المرافق الصحية، مما حرم الأمهات من الحصول على ولادة مأمونة في الوقت المناسب لإنقاذ حياة الأم والوليد ، كما تسبب في وفيات العديد من الأطفال بسبب توقف عمل الحاضنات جراء انقطاع الكهرباء ، وضعف الصيانة وتسرب الكوادر المؤهلة.
وطالب وزير الصحة، الدولة الاهتمام بالتنمية المستدامة لتوفير احتياجات المواطنين وزيادة الموارد بما يواءم زيادة السكان المتوقع، وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية وبما يلبي الاحتياجات التي ستنهض بوضع صحة الأم والوليد من خلال الأمومة المأمونة في الطوارئ التوليدية ورعاية حديثي الولادة والمناصرة في تنظيم الأسرة.
كما أكد المتوكل التعاون مع المنظمات الدولية في تحقيق أهداف الألفية الثالثة وكذا في إيجاد وتنفيذ برامج الصحة الإنجابية .. لافتا إلى أن الوزارة ستعمل على إيجاد خدمات متقدمة ومتطورة في هذا المجال.
مبينا أن الوزارة تنظر لخدمات الصحة الإنجابية كوحدة متكاملة لا تتجزأ من الاعتناء بالأم قبل الحمل ورعايتها صحيا أثناء الحمل لتجنبها أي مخاطر لتشخيص أي حالة خطرة والتعامل مع مثل هذه الحالات في الوقت المناسب، وصولا إلى الولادة على أياد مؤهلة ومدربة للحفاظ على حياة الأم ومولودها باعتبار ذلك حق وواجب لكل أسرة .
وأشاد وزير الصحة بدور المجلس الوطني للسكان خاصة في ظل الظروف التي تمر بها اليمن جراء استمرار العدوان وكذا بدور صندوق الأمم المتحدة للسكان في دعم اليمن في مجال السكان وغيره.
تراجع في المؤشرات السكانية
من جهته ،أشار الأمين العام المساعد للأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان مطهر زبارة، إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسكان، مناسبة سنوية للتذكير بالقضايا السكانية وأبعادها وتأثيراتها المختلفة على مختلف القطاعات التنموية.
داعيا إلى ضرورة الاهتمام بصحة الأسرة لما لها من دور في بناء وتنمية المجتمع من خلال الخطط والبرامج التي وضعت للتعاطي مع القضية السكانية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي في اليمن.
وأشار زبارة إلى تراجع في المؤشرات السكانية وانهيار القطاع الصحي وانتشار الأمراض والأوبئة المختلفة بشكل يفوق قدرات القطاع الصحي على الاستجابة أثر ما سببه العدوان من تداعيات وعوائق .
كما شدد على أهمية الشراكة بين المجلس الوطني للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمنظمات والجهات المانحة في اليمن من أجل تحسين الخدمات الصحية ، وخصوصاً الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وإصلاح القطاع الصحي ، وكذا دعم البرامج والأنشطة السكانية للمضي نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية المستدامة.
تعزيز الوعي بالقضايا السكانية
من ناحيتها ، قالت “انجيلا سن” ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن أن هذه الفعالية تهدف لتعزيز
الوعي بالقضايا السكانية، بما في ذلك التي تتصل بالبيئة والتنمية، مشيرة إلى أن فعالية هذا العام تركز على ” صحة وتنظيم الأسرة حق لكل أسرة”.
وأكدت أن الاستثمار في الرعاية الصحية للأسرة هو استثمار بصحة وحقوق المرأة والأزواج وتؤدي إلى مكاسب اقتصادية واجتماعية من شأنها دفع عجلة التنمية إلى الأمام.
كما استعرضت ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن ، أنشطة الصندوق في اليمن خاصة في ظل الأزمات التي يمر بها، من خلال العمل مع الحكومة والشركاء المحليين لضمان إدماج الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات خاصة النساء الحوامل ضمن الاستجابة للأزمة الإنسانية، فضلا عن توفير مستلزمات الصحة الإنجابية وخدمة الطوارئ التوليدية ورعاية الأطفال حديثي الولادة وغيرها .
وأشادت بالروابط القوية بين الأسر وتقاليدها وثقافتها في اليمن كونها تساعد على زيادة القدرة على الصمود لدى
الناس والتكيف مع الأوقات الصعبة التي تمر بها البلاد.
فقرات فنية من الفلكلور الشعبي
وفي الاحتفال الذي تخلله فقرات فنية قدمتها عدد من الزهرات وفقرات للفلكلور الشعبي عبرت عن هذه المناسبة، كما تم استعراض عدد من المؤشرات السكانية وتطورها والوضع الحالي للسكان والآثار السلبية جراء التزايد السكاني على القطاعات المختلفة خاصة التعليم والصحة والتركيب السكاني ومؤشر الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ووضع كل ذلك في السياسة الوطنية للسكان.
أول استراتيجية وطنية في اليمن
يشار إلى أن اليمن تبنت سياسة وطنية للسكان منذ عام 1991م ،حيث صدرت أول استراتيجية وطنية للسكان عام 1991م، لتغطي الفترة من (1990- 2000) وتم تحديث السياسة الوطنية للسكان وتمديدها للفترة من ( 2001 -2025) م وكان صحة وتنظيم الاسرة من أهم أهداف تلك السياسة .
تصوير : صادق السماوي