يحث أطباء في ألمانيا المسلمين على عدم إجبار أطفالهم على الصيام خلال شهر رمضان، والذي من المرجح أن يبدأ هذا العام مساء الثلاثاء.
وتفضل الرابطة المهنية لأطباء الأطفال أن يشرح الآباء لأطفالهم كيف أن “الصيام قد يكون غير صحي بالنسبة لهم”.
وقال بيان نقلته قناة دويتشه فيله التلفزيونية “تأكدوا من شرب أطفالكم ويافعيكم كميات كافية من الماء خلال النهار”.
ويتزامن رمضان لهذا العام مع أطول أيام الصيف، مما يعني أن المسلمين في أوروبا سيصومون لمدة 18 ساعة في اليوم.
كيف يؤثر الصيام على الأطفال؟
وفقا للعقيدة الإسلامية، من المفترض أن يبدأ الطفل بالصيام بمجرد وصوله سن البلوغ.
وليس مفروضا على الأطفال الأصغر سنا أن يصوموا، لكن أطباء الأطفال الألمان يقولون إن الكثيرين منهم يُشجعون على الصيام.
ومع حلول رمضان هذا العام تزامنا مع “الأسابيع الأكثر أهمية في العام الدراسي”، يحذر الأطباء من الصيام، وخاصة الامتناع عن تناول السوائل، لما له من تأثير سلبي على الأداء في المدرسة.
وقال الأطباء في بيانهم “دائما نرى حالات لأطفال شاحبين وفاقدين للتركيز خلال رمضان”، وقالوا إن بعض الطلاب زاروا عيادات الأطباء أثناء شهر الصيام، بعد أن انهاروا جراء “صداع حاد أو ألم في البطن”.
ووفقا لتقارير إعلامية محلية، فإن الأطباء ليسوا وحدهم من تقلقهم مسألة صيام الأطفال، فقد حذرت رابطة المعلمين الألمانية مرارا وتكرارا من الإرهاق الذي يعانيه الأطفال المسلمون خلال صيام شهر رمضان.
هل الصيام غير قانوني أم خطر؟
لا يوجد نص أو قاعدة قانونية تمنع الأطفال أو المراهقين من الصيام.
وقالت سوزان أيزنمان، وزيرة الدولة للثقافة والشباب والرياضة لوسائل الإعلام الألمانية “إن المسلمين اليافعين لديهم الحرية التامة في صوم رمضان”.
لكنها قالت إنها ترى أنها مسؤولية الأهالي وواجبهم أن يفكروا في صحة أطفالهم، لاسيما أولئك في المرحلة الابتدائية.
وأضافت “عليهم التأكد من أن أطفالهم يخوضون تجربة الصيام بطريقة صحية، دون أن تتأثر مهارات الأداء والتركيز في المدرسة لديهم”.
وقد بذلت مؤسسات فردية جهودا لمنع الأطفال من الصيام في الماضي. وفي عام 2015، منعت مدرسة ابتدائية في لندن تلاميذها المسلمين من الصيام خلال شهر رمضان، وقد أثار الأمر جدلا كبيرا.
ورأى أحد القادة المسلمين إن الأمر كان “حُمقا شديدا”، وأنه كان يمكن تجنب كل اللغط الذي أحدثه هذا المنع لو أن المدرسة تحدثت ببساطة لأهالي الطلاب المسلمين.
وتقول خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة إن الصيام ليس ضارا للأطفال. لكنها تنصح بعدم صيام الأطفال الصغار في السابعة أو الثامنة من العمر، وتضيف “إنها فكرة جيدة أن تجعل الأطفال مدركين لما ينطوي عليه الصوم، ولا ضير من جعلهم يمارسون الصيام لبضع ساعات في كل مرة”.