نظمت وزارة حقوق الإنسان اليوم لقاء تشاوري حول “واقع المرأة اليمنية في ظل النزاعات المسلحة ” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
وفي افتتاح اللقاء حيا نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد كل امرأة وكل أم تعطي وطنها وأبناءها بغير حساب .. وقال ” تحية للمرأة اليمنية في عيدها السنوي وتحية لليمن الأم الكبرى التي تواجه اعتى عدوان بشجاعة وعزم وتصميم وهي تخلد بشهدائها وصمودها كرامة الأمة وتقدم للوطن خير أبنائها”.
وأوضح أن لقاء اليوم ليس من أجل المرأة فقط بل هو من أجل المجتمع اليمني نساء ورجال وشيوخ وأطفل وشباب، بل وأكثر من ذلك هو من أجل الأجيال القادمة والهدف منه هو النهوض بالمرأة والرجل بصفتهما عماد الحياة .
وأشار إلى أن اليوم العالمي للمرأة ليس مجرد مناسبة احتفالية تلقى فيها الخطب حول دور المرأة أو نجسم المخاوف تجاه مستقبلها، وإنما قضية الوجود الإيجابي للمرأة التي كرمها الله فهي أم العباقرة والمفكرين وأم الشهداء المدافعين عن الوطن واخت العلماء والفلاسفة وأبنة القادة وهي اليوم الوزيرة والوكيلة والطبيبة والمهندسة والفاعلة في كل مناشط الحياة.
ولفت الجنيد إلى تزامن اليوم العالمي للمرأة مع استعداد اليمن لأحياء الذكرى الثالث لصمود شعب الإيمان والحكمة في وجه اعتى عدوان إرهابي عرفته البشرية بقيادة قوى الشر والاستكبار العالمي أمريكا والسعودية.
وأضاف” ” لاشك أن التوافق بين هاتين المناسبتين يدعونا إلى التفاؤل ويبعث في نفوسنا الأمل صوب الانتصار على أعداء الحياة والإنسانية الذين فشلوا فشلا واضحا في تحقيق أهدافهم العسكرية طوال سنوات ثلاث من القتل والتشريد والحصار الممهنج الذي طال شعبنا الحر بأكمله “.
وأكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات إلى أن الجمهورية اليمنية برغم التحديات التي فرضها العدوان الهمجي متعدد الجنسيات، ماضية في طريق التطور والبناء.
ولفت إلى أن حكومة الإنقاذ تعتمد في برنامج عملها على أسلوب التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتغلب على آثار العدوان العالمي الذي تسبب في استشهاد الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والشباب ونزوح ما يزيد عن ثلاثة ملايين ونصف إنسان معظمهم من النساء والأطفال.. مبينا أن كل أم في اليمن تدفع كل يوم ثمنا غاليا لفقدان أبنها أو زوجها أو قريبا لها بسبب العدوان.
كما أكد نائب رئيس الوزراء أن استمرار العدوان إدانة للمجتمع الدولي ويترك ندوبا غائرة في وجه منظومة الأمم المتحدة التي شرعنت وما تزال لهذا العدوان المكتمل الأركان وباتت شريكة في العدوان.
وفي اللقاء الذي حضره وزير الدولة لشؤون مجلس الشورى الدكتور على أبو حليقة ووزير الدولة عبد العزيز البكير، أشارت وزيرة حقوق الإنسان علياء فيصل عبد اللطيف، إلى أن اليوم العالمي للمرأة هو احتفال بالنساء الأكثر تأثيرا واللاتي استطعن تجاوز المصاعب وتحقيق إنجازات كبيرة.
واستعرضت المسيرة النضالية للرائدات اليمنيات التي توجت بتحسين واقع المرأة اليمنية وكسر الكثير من الحواجز والعوائق واصبح لها دور فاعل في مسيرة البناء والتنمية ونالت نصيب وافر من فرص المشاركة في الحياة السياسية والعامة.
وقالت ” نحتفل اليوم في ظل ظروف استثنائية وعصيبة جراء عدوان غاشم فرض علينا ودمر مقدراتنا وأدى إلى أوضاع كارثية تسببت في تعطيل كافة مناحي الحياة وفقد اليمنيين خلاله الكثير من حقوقهم الأساسية”.
وأضافت ” فقد النساء اليمنيات الكثير من حقوقهن التي كن قد وصلن إليها عبر سنوات من النضال جراء العدوان، حيث تعرضن للقتل والإصابة والتشريد والتفكك الأسري والعيش في أوضاع مأسوية وفقدت العديد منهن مصادر دخلهن فيما فقدت أخريات عائلهن الوحيد”.
وبينت وزيرة حقوق الإنسان أن المرأة اليمنية أصبحت عرضه للعديد من المخاطر المهددة للحياة وخاصة مع التدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي وانتشار الأوبئة وتزايد معدلات سوء التغذية والفقر والبطالة في مختلف المحافظات.
وأكدت أن المرأة اليمنية رغم ما تمر به لاتزال تسطر أنصع صور التضحية والصمود والبحث عن البدائل لتوفر سبل الحياة.
ودعت الوزيرة علياء إلى توفير المزيد من الرعاية والمشاريع الخاصة بتمويل برامج حماية النساء وعمل التقارير والبحوث التي من شأنها توفير البيانات الحقيقية عن واقع المرأة وتسلط الضوء على معاناتها ليتم تقديم الحلول والمعالجات المستقبلية.
وحثت الجهات المعنية على اتخاذ خطوات عملية لتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف نواحي الحياة وخصوصا في التفاوض وبناء السلام.
بدورها أشارت القائم بإعمال مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مارينا حيدر، إلى أن المرأة اليمنية من أكثر الفئات تضررا في هذه الظروف وتدفع الفاتورة الأعلى.
وقالت “بينما كانت المرأة تغالب التحديات الاجتماعية والثقافية السائدة من قبل، هي الآن تجابه المزيد من التحديات والصعوبات المرتبطة بتبعات الصراع المسلح وأصبحت قتيلة وغدت جريحة وأمست أرملة أو أم مكلومة”.
واعتبرت إحياء يوم المرأة العالمي فرصه لمناقشة قضايا المرأة اليمنية ذات الأولوية التي تعاني منها، واثأر الصراع عليها والخروج بتوصيات تعمل على تخفيف معاناتها وفي مقدمتها حقها في الحياة بأمن وسلام.. مستعرضة جهود المفوضية في توثيق جرائم وانتهاكات العدوان.
وتم في اللقاء استعراض تقرير حول واقع المرأة اليمنية في ظل النزاعات المسلحة بين حجم الكارثة الإنسانية والخسائر البشرية من النساء والأضرار التي تعرضت لها البنية التحتية والقطاعات الأخرى والتي أثرت بشكل مباشر في إهدار مختلف الحقوق والحريات الأساسية للإنسان اليمني بشكل عام والمرأة بشكل خاص.
وتطرق التقرير إلى التحديات التي تواجه الآليات الوطنية المعنية بخدمة قضايا النساء ومنحهن حقوقهن نتيجة ممارسات دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والتي تعيق بشكل مباشر قدرة مؤسسات الدولة على القيام بواجبها لضمان حقوق النساء وبما يكفل الوفاء بالتزامات اليمن وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية.
وأوصى اللقاء بضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق والتحقيق في مختلف الجرائم والانتهاكات التي ترتكب في حق الشعب اليمني ومقدراته.
ودعت التوصيات مجلس الأمن إلى القيام بدوره في إحالة الدول المعتدية ومرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وكذا جريمة التعدي على سيادة اليمن إلى المحاكم الدولية.
وأكدت على ضرورة تفعيل أجهزة ومكاتب الأمم المتحدة في اليمن للقيام بدورها الإنساني وتحمل مسؤوليتها تجاه الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني بشكل عام والمرأة بشكل خاص منذ بدء العدوان في مارس 2015م .
وشددت التوصيات على دعوة المنظمات الدولية ووسائل الأعلام المهتمة لزيارة الجمهورية اليمنية لتقصي الحقائق والإطلاع عن قرب والتحقيق في الجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين والأعيان المدنية والثقافية.
ودعت التوصيات منظمات المجتمع المدني، العمل في تقديم العون والمساعدات القانونية والإنسانية للمتضررين من النساء والأطفال وغيرهم.
سبأ