قصة قصيرة.. وهيب ياسين الزريقي
اشتاقت إليه أشدَّ من وهج الصحراء في برد الشتاء… وفقدت لحاف دفئها بعد أن غاب جسده عنها.
غاب لمدة شهر عن ظل عناقها، وشذى مباسم خدودها
فالتقيا من جديدٍ، وتعانقا بلهفةِ شوقٍ وتداعبا كثيرًا.
حتى تمدد جسداهما لتلتحم راغبةً في الشوق لا مكروهةً بذلك أشد من ما يتمدد الحديد بلهيب نافخ الكير فتجتمع وصلةً واحدةً ..
كأن لا فرق بينه وبين السماء التي تحمل الماء في غيومها المثقلة .. لتروي جفاف الفراق وهي الأرض تتلهف من لظى بُعد العناق والوصل فيما بينهم يمطرُ كغيثِ السماء.
رويدًا رويدًا وهم يتذكرونُ ماضيهم بحاضرهم ورومانسية ليلة العمر وشهر عسلهم الممجد لديهم قبلةً قبلةً وهمسةٍ بهمسةٍ.
فارتوو من عطش البعد فقامت تهز نفسها راقصةً نفس شجرةِ الربيع لكي تنثر أزهار جمالها الفاتن الذي لا يذبلُ ….تُساقط حركاتها كثمرةٍ ….طازجةٍ فتشهي ناظرها….. ترتعش وكأنها تريد أن تجفف ثغور محاسنها من ندى القطرات…
وهو يتأمل إليها مندهشًا !
متى تدنو إليه بغصن رأسها لكي ينهشَ تفاحةً من خديها وأسفل نحرها نهشةً ؟
لأجل أن يُخبئ في تربةِ قلبهِ بُذورها، وفي معلمِ البذر يزرعها لكي يتذكرَ القطفة الأولى فيقطف قبلة مثلها.
.. وعلى مدار فصول السنة ينشر عبيرها …. وإن ذبلت نشوة زهورها رواها برضاب رحيق حنين قربها.
إلتفتت إليه وهو مطرقٌ يفكر في منحنيات جمالها الجاذب والأسر
فقالت: لماذا أنت حزين مني ؟
قال: وهل جمالكِ يُكدر على روحِ صفوها ؟
قالت : ولماذا أنت معكَّر المزاج إذاً حبيبي؟
فقال: وهل أنتِ تُعكرين صفو شوقي إليك، حينما تتقربين بودٍ وتلمسينّ جسدي بلهفةِ وصلٍ.
فقالت : حاشا وكلا…
فاحتضنا بعضهما .. والحب يكسي فرحتهم وحرارة تنبعث بينهم كحرِ جمرٍ تدفئ شتاءَ بردهم.
أنتِ دفئي
التصنيفات: ثقافــة