يحتفل اليمنيون بالذكری الـ 55 لثورة 26 سبتمبر المجيدة ،والوطن محاط بمخاطر كبرى، تهدده بالتمزق والانهيار الداخلي وبالسقوط أمام الأطماع الخارجية، التي تتكالب عليه من كل حدب وصوب.
كانت الوحدة الوطنية هدفا استراتيجيا للثورة اليمنية ،واحتلت الهدف الخامس من أهدافها الستة ..فجاء يوم 22 مايو 1990م ،ليحقق هذا الهدف الذي كان يمثل القاسم المشترك بين كل الأحزاب والقوى السياسية، وجسد تحقيقه انتصار الإرادة الوطنية في مواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية ،وأثبت فيه اليمنيون أنهم لا يساومون بهويتهم الوطنية أمام كل المغريات.
وبذلك الانجاز العظيم امتلكت القوى السياسية اليمنية فرصة تاريخية ربما لم تتوفر لغيرها من القوى السياسية العربية في تجاوز اخطر مخلفات التقسيم الاستعماري في الوطن العربي (اتفاقية سايكس بيكو) المشئومة.. وتوفرت لها أهم مقومات تحقيق مشروعها الوطني .
لكننا اليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن علی الثورة وأكثر من ربع قرن علی تحقيق الهدف الخامس من أهدافها الستة، نحتفل بهذه المناسبة والشعب اليمني بكل شرائحه وفئاته يمر بأصعب الظروف وأحرجها والوطن اليمني بكل مكوناته ومناطقه يواجه تهديدا حقيقيا لمصيره ومستقبله ووحدته الوطنية .. لماذا ومن يتحمل المسئولية عن كل ذلك ؟.
هذه التساؤلات تثور من تلقاء نفسها في ذهن كل موطن يمني ولا تحتاج إلى من يثيرها :
* لماذا فشلت القوی السياسية في احتواء الأزمة وتجنيب البلاد الوقوع في أتون اقتتال داخلي ومواجهة حرب خارجية مدمرة ؟.
* لماذا تراجعت هذه الأحزاب والقوى السياسية عن تطوير المشروع الديمقراطي الوحدوي والمحافظة عليه؟.
* لماذا عجزت عن استيعاب فكرة الشراكة السياسية علی أساس الثوابت الوطنية ؟؟.
لا شك أن القوی السياسية بمختلف مسمياتها وانتماءاتها تتحمل المسئولية الأولي عنها,لأنها من تمسك بخيوط الأزمة وبأيديها مفاتيح حلها ووضع حد لها .. لذلك نخاطبهم في هذه المناسبة العزيزة على كل يمني بان يتقوا الله سبحانه في وطنهم ومستقبل أولادهم.
أن الشعب اليمني الصابر، وبالرغم من كل المعاناة والمخاطر الجسيمة التي تحيط به ومشاعر اليأس والإحباط التي تسيطر عليه، واهتزاز ثقته بالقوى السياسية التي تقود الصراع، فانه ما يزال لديه شيء من الأمل في أن يستشعر صناع القرار وأطراف الأزمة في الداخل والخارج مسئوليتهم أمام الله وأمام التاريخ ، وان يضعوا حدا لمحنته ومعاناته وان يحافظوا على الهدف الخامس للثورة، ذلك أن وحدة الصف الوطني اليوم تمثل ضرورة حياة وضمانة بقاء للكيان اليمني اﻻرض والإنسان ولا مستقل حقيقي لليمن في ظل التمزق والفرقة والشتات .