أوصت دراسة بحثية إسرائيلية بعقد مؤتمر دولي حول القدس يشارك فيه الأردن والسعودية ومصر والسلطة الفلسطينية، بهدف تحسين صورة إسرائيل ومنع “الجهات المتطرفة” من استغلال أحداث المسجد الأقصى.
ورأت الدراسة التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن الأزمة التي نشبت مؤخرا بين الأردن وإسرائيل على خلفية حادث السفارة الإسرائيلية في عمان قد تشكل فرصة إستراتيجية لإيجاد حلول بعيدة المدى للأوضاع القائمة بالمنطقة.
ورأى معد الدراسة البروفيسور عوديد عيران الرئيس السابق للمعهد مدير الكونغرس اليهودي العالمي (WJC) أن الفرصة مواتية لأن يكون هذا المؤتمر منبرا للإجابة عن جملة التساؤلات والتهديدات الأمنية التي نجمت عن أحداث الأقصى الأخيرة.
واعتبر عيران -الذي عمل سفيرا لإسرائيل في الأردن والاتحاد الأوروبي ومستشارا للجان برلمانية إسرائيلية، أهمها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست- أن مشاركة عدد من الجهات المسؤولة عن القدس عنصر إيجابي بالنسبة لإسرائيل.
واقترح أن يستضيف الأردن المؤتمر أو أن يكون الجهة الداعية له بسبب موقعه المركزي في القدس المتفق عليه في اتفاق السلام بينه وبين إسرائيل الموقع في وادي عربة عام 1994، وما تم التنسيق بينهما بشأن السيطرة على الأماكن المقدسة الخاصة بالمسلمين في المدينة.
كما أوصى عيران بمشاركة مصر باعتبارها الدولة العربية الكبرى في المنطقة، وبسبب اتفاق السلام الموقع بينها وبين إسرائيل في كامب ديفد عام 1979.
الدراسة اعتبرت أن حادث السفارة الإسرائيلية في عمان يشكل فرصة إستراتيجية لإيجاد حلول بعيدة المدى للأوضاع القائمة بالمنطقة
دعوة السعودية
وأوصى أيضا بدعوة السعودية التي تضم الأماكن المقدسة للمسلمين في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة للمغرب باعتباره رئيس لجنة القدس في منظمة المؤتمر الإسلامي، بجانب السلطة الفلسطينية والوقف الإسلامي في القدس، فضلا عن مشاركة إسرائيل.
وقال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إنه من الأهمية بمكان أن يكون المؤتمر المزمع عقده حريصا على عدم تحويل الحرم القدسي مكانا لاشتعال حرب الأديان في المنطقة، بل اعتباره مكانا مقدسا لأتباع الديانات السماوية الثلاث.
وأشار إلى أنه من الممكن أن ينتج عن المؤتمر تكوين لجان فنية تحرص على توفير حرية العبادة في هذا المكان، وتأمينه من الناحية الأمنية من خلال جولات ميدانية، وطائرات مسيرة بدون طيار، وإقامة غرفة عمليات مشتركة.
وذهب لاعتبار أن انعقاد مثل هذا المؤتمر كفيل بتجاوز أزمة العلاقات الإسرائيلية الأردنية بعد حادثة السفارة، فضلا عن المحافظة على متانة العلاقات المصرية الإسرائيلية، واستمرار وصول الأصوات الإيجابية الجديدة من دول الخليج باتجاه إسرائيل، وهي أصوات لم تكن مسموعة من قبل، كما قال.
وختم بأن “انعقاد مثل هذا المؤتمر الدولي كفيل بتحسين صورة إسرائيل في المجتمع الدولي في ما يتعلق بمستقبل مدينة القدس”.
وكالات