رهان عبدالله العبسي
أنا أستطبُ بطعمِ الوجع…
و أعشقُ صحوي بعد الممات
لأهجر قبري ، بقايا الكفن..
و أذهب للموتِ ثانيةً
في رداء الشتاتِ ..
أُقاومُ دمعي الذي في المُقل..
يعانقني الوردُ كل صباح..
ليُبكي الندى …
ويُشعل في القلبِ موتاً و نار
على هفوةٍ
في جبالِ الهوى..
على كذبةٍ من
عيونِ المِلاح …!
و ما بين حبٍ و حب
أنا أكتوي ، أشتوي
أستميتُ هُنا..
تحتويني الرياح..
و أنهرُ في مقلتي الوداع ..
و أذكر شُطآن هجري القتيل …
و أذكر أنكِ ذاتَ نهار
على قاربِ العيشِ كنتِ شراع.. !
يجرجرُ قلبي خلفَ القمر..
ليُبكي النجوم
بخدِ القدر..!
و ما بين قلبٍ و قلب..
أنا عالقٌ ..
غارقٌ ..
في ضلوعِ الأنين..!
و في بحةٍ من رحيقِ الكمان..
أُغني أنا..
بصوتٍ حزينٍ
أُعادي الصياح..
و دمعي غزيرٌ
و قتلي مباح..!
و كُل الجبال بكِ تستخيرُ
لكي تتزن..!
لكي لا تدور
مع العاشقين ..
و تعصر في الوقتِ هم السنين..
أموتُ أنا..
هُنا أستكين..!
و أثمل بالطعنةِ الغائرة..
و كل الزهورِ بحقلِ العتابِ
بدت ثائرة..!
و في مُقلتيكِ ..
تستريحُ البِحار..
تُصلي السماء..
و ترقُصُ كل الحروفُ ..
تبوح الشموس..
بأني أنا..
هائمٌ و اِستراح ..!
يعادي الحروبَ ..
يدوزنُ مقطوعةَ حائرة.. !
يغني يقولُ :
سماءٌ أنا
و كفني وشاح..
شهيدٌ أنا..
ودمعي تنصل ، غادرَ ، شَاح..!
فلا العينُ تشكو أنين الجراح
و لا القلبُ باح ..!