لم يكن مفاجئاً ما أعلن في محافظة حضرموت من محاولة لتمزيق اليمن ، لأننا قد حذرنا من خطورة التآمر والتشطير التي تسعى الأيادي الظاهرة والخفية الأجنبية لجعل اليمن مجموعة من الكانتونات المعزولة عن بعضها البعض والمتحاربة لكي يتسنى للصهيونية العالمية نهب ثروات اليمن ومنع النهوض الحضاري للدولة اليمنية الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة ، ومن ثم القضاء على المشروع العربي النهضوي الذي يكافح اليمنيون الأحرار من أجل انجازه على طريق قيام الدولة العربية الواحدة والموحدة ، حيث اعتبر أحرار اليمن الوحدة اليمنية اللبنة الأولى في صرح الوحدة العربية الشاملة في أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر عامي 62-1963م.
إن محاولات تشطير اليمن ليست وليدة اللحظة الزمنية الآنية ولكنها قديمة بسبب التميز في الجغرافيا السياسية بمكوناتهاالطبيعية والبشرية الذي ندر أن يوجد له مثيل في العالم ، وحذرنا من استهداف الوحدة اليمنية في 2011م وقلنا أن ذلك الانقلاب الفوضوي مجرد أداة من أدوات القوى الصهيوأمريكية هدفه الأساس تدمير الوحدة اليمنية وكتلتها البشرية ، إلا أن رموز القوى السياسية الفاشلة والمرفوضة من الشعب قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أداة طيعة لقوى الاستعمار وسعوا إلى جلب القوى الاستعمارية لتدنيس قدسية السيادة اليمنية فوجدت قوى الهيمنة الاستعمارية فرصتها لإضعاف قدرات الجمهورية اليمنية من خلال تحريك أدواتها من الحكام العرب الذين فضلوا البقاء في السلطة على الكرامة العربية مقابل الحماية الأمريكية لكراسي سلطتهم ، حيث دفع بالأعراب إلى تحالف شيطاني هدفه الأساس فرض تشطير اليمن بالقوة وقمع التوحد العربي وهو السيناريو الذي فشلت القوى الاستعمارية في فرضه عبر ما عرف بمؤتمر الحوار الوطني.
إن ما يحدث الْيَوْمَ في محافظة حضرموت (إن صح) هو محاولة فرض سيناريو التمزيق والتفتيت والتشطير ولعل أكبر برهان على ذلك ما صدر عن ما يسمى بملتقى حضرموت الجامع الذي أعاد تكريس ما اختلف عليه في مؤتمر الموفنبمبك في صنعاء 2013 م من نصوص الوثيقة الصهيوأمريكية التي قمت بتفنيدها في سلسلة مقالات في صحيفة الجمهورية ، وكان المؤتمر الشعبي العام ومعه القوى الوطنية قد حذّر من خطورة تلك الوثيقة التي تشرعن للانفصال الامر الذي أدى إلى تصويت مؤتمر الحوار الوطني بالإجماع على المبادئ الأربعة الضابطة لمخرجات الحوار الوطني التي نصت على الثوابت الوطنية التي تحفظ وحدة الدولة اليمنية الواحدة والموحدة وسيادتها الواحدة غير القابلة للتجزئة أو التشطير وقومية وسيادة الثروات ، وعلى الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد أدوات وأبواق لتمزيق وتشطير اليمن أن يعودوا إلى الصواب ويدركوا أن تحالف العدوان لم يكن إلا من أجل تمزيق وتشطير اليمن ، وليكف الجميع عن أذية الوطن ، ولن ينفع اليمن إلا أبناؤها وليأتٍ الجميع إلى كلمة سواء تحقن الدم اليمني وتحافظ على وحدة التراب اليمني وتقدس السيادة اليمنية فما زال الوقت متاحا للحفاظ على الدولة اليمنية الواحدة والموحدة بإذن الله..