ثورة 14 اكتوبر لم تكن مجرد ثورة استقلال؛ فقد وحّدت الجنوب أيضا، الجنوب الذي كان يتألف من أكثر من 20 سلطنة ومشيخة، وحَّدته في دولة واحدة.
وقد كانت هذه الدولة دولة قانون والمؤسسات الوحيدة في منطقة الجزيرة العربية والخليج، المنطقة التي مهما غزتها مظاهر التطور والحداثة إلا أنها تظل متشبثة بأظافرها وأسنانها بكونها أشباه دول.
يكفي أن نعرف بأن الدولة التي أرستها ثورة 14 أكتوبر قدمت أحد أكثر قوانين الأحوال الشخصية تقدما في الشرق الأوسط. كان قانون الأحوال الشخصية في عدن يضاهي قانون الأحوال الشخصية في تونس.
لو لم يكن لثورة 14 أكتوبر سوى هذا الانجاز لكفاها!
لكن خطأ الدولة التي أرستها ثورة 14 أكتوبر كان الشمولية والتناحر الذي أودى بهذه التجربة في نهاية المطاف الى حتفها.