أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية استنادا إلى صور ومقاطع فيديو نشرها البنتاغون، بأن القوات الأمريكية تستخدم مادة الفوسفور الأبيض السامة المحرمة دوليا في حربها على “داعش” بالعراق.
وأصدرت الصحيفة، الجمعة 23 سبتمبر/أيلول، تقريرا أشارت فيه إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية نشرت على موقعها الرسمي صورة، تظهر أن المدفعية الأمريكية تستخدم قنابل الفوسفور الأبيض من عيار 155 مم في العراق.
وأضافت الصحيفة أن تعليق البنتاغون بشأن الحالات، التي تستخدم فيها هذه المادة الحارقة المحظور استخدامها بموجب القانون الدولي، إلا في مناطق خالية من الناس، غير كاف ويثير تساؤلات.
ونقلت الصحيفة عن الكولونيل جون دوريان، المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، قوله أن ذخائر الفوسفور الأبيض تستخدم حصرا لأغراض رسم العلامات المميِّزة والمراقبة وتشكيل الستار الدخاني بهدف التمويه، في مناطق لا يوجد فيها الناس، مع الالتزام الكامل بقوانين الحرب.
وأضاف المتحدث أن القوات الأمريكية تتخذ مسبقا جميع الإجراءات اللازمة للتقليل من خطر استهداف المدنيين والأهداف المدنية.
ولم يجب المتحدث عن سؤال من الصحيفة حول ما إذا كانت القوات الأمريكية قصفت مواقع لمسلحي “داعش” بقنابل الفوسفور، وما إذا طال القصف مناطق مأهولة، وكم مرة استخدمت هذه المادة.
وأوضح دوريان أن الصورة، التي دفعت الصحيفة إلى نشر التقرير، تظهر استخدام المدفعية الأمريكية لقنابل الفوسفور الأبيض بهدف مراقبة هجوم المقاتلين الأكراد على مواقع لمسلحي “داعش” على ضفة نهر الزاب الكبير شمال العراق.
تجدر الإشارة إلى أن المادة الـ3 من اتفاقية جنيف، التي تتعلق بأسلحة تقليدية معينة، تحظر استخدام الأسلحة الحارقة، بما فيها الفوسفور الأبيض، ضد الأهداف المدنية، كما تحد من استخدامها ضد الأهداف العسكرية المتاخمة لمواقع تمركز المدنيين، إلا أن ذلك ينطبق على القنابل التي تسقطها الطائرات وليست تلك المقذوفة من المدافع.
واعترفت الولايات المتحدة رسميا في عام 2004 باستخدام قواتها قنابل الفسفور الأبيض في أثناء عملية عسكرية في محيط مدية الفلوجة بالعراق.
المصدر: واشنطن بوست