حسن عبدالوارث
الدعوة التي يروّج لها بعض الساسة والكُتّاب ، هذه الأيام ، لحل تنظيم التجمع اليمني للإصلاح ومحاكمة قادته – وترافقت مع الذكرى 26 لتأسيسه – هي دعوة في غاية الخطورة ، لأنها تؤسس لحملة تطهيرية مكارثية كارثية ، لن تقف عند حدود ” الإصلاح ” و ” الإصلاحيين ” فقط ، بل ستمتد وتتسع لتشمل جميع ألوان الطيف السياسية والحزبية والفكرية ، بحيث لن يبقى في الساحة غير اللون الواحد والصوت الواحد والنَّفَس الواحد .. وبالتالي تسود وتتسيّد الديكتاتورية والتوتاليتارية في أبشع وأنتن تجلياتها على صعيد الدولة والمجتمع معاً ..
لازلت أتذكّر موقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح من دعوة مشابهة – اثر حرب صيف 1994 – لحل الحزب الاشتراكي ومحاكمة قادته ، والتي تبنَّاها عدد من قيادات المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح ، وحتى بعض من كانوا يوماً ما عناصر قيادية في الحزب الاشتراكي نفسه ! .. غير أن صالح رفض الدعوة من أساسها ، لأنه أدرك أن القيام بهكذا إجراء من شأنه – على أقل تقدير – المساس بشرعية نظامه من جهة ، والانتقاص من النصر العسكري والسياسي الذي تحقّق له في تلك الحرب ..
في أتون الحروب ، مثلما يكثر التجار ، يتكاثر المجانين .. والعاقل هو الذي يحقق المكاسب الكبيرة والدائمة في نهاية المطاف ، من دون تجارة قذرة ، ولا ” مجنانة ” مُدمِّرة .