د.عادل الشجاع
هناك أطراف كثيرة كان لها دور كبير في الدفع في اليمن إلى هذا الوضع المأساوي. بدأت خيوط اللعبة منذ 2006 بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة والتي كانت من أنزه الانتخابات في الوطن العربي إلى حد كبير بشهادة المراقبين الدوليين أنذاك. ونتيجة لتوازن القوى في تلك الفترة. هذا التراكم الديمقراطي أفزع أطراف كثيرة إقليمية ودولية. دفعت هذه الأطراف كثير من القوى المحلية لتعطيل مسار التنمية. وتحالفت قوى المصالح في المؤتمر الشعبي العام والإصلاح وبقية المشترك وبعض الحراكيين وبعض من أنصار الله. كان المخطط أن يتم الانقلاب على السلطة في 2011 لكنهم لم يتمكنوا بسبب عدم توازن القوى. أدركت الأطراف الإقليمية والدولية ذلك فسارعت إلى تبني مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي لو صدقت نوايا الأطراف المتحاورة لكان نموذجا للمنطقة العربية كلها. لكن القوى الانقلابية ظلت تناقش قضايا ثانوية وظل المتحاورون يفكرون فقط كيف ينزعوا الحصانة من علي عبدالله صالح بهدف قتله وكيف يقسموا اليمن إلى أقاليم وكيف يفككوا المؤسسة العسكرية والأمنية حتى يسهل عليهم ذلك.
انفض الحوار وعادت أطراف المؤامرة إلى نسج العراقيل حيث مددت لهادي سنة أخرى للدفع بالبلاد نحو مزيد من الاحتقان والعنف. على الطرف الآخر كانت أمريكا بصدد التوصل مع إيران إلى اتفاق حول ملفها النووي. أرادت أمريكا أن ترضي السعودية مقابل التسوية النووية مع إيران فأعطت لها الضوء الأخضر لبدء العدوان في 26 مارس. وبعدها بستة أيام تحديدا في 2 أبريل وقعت طهران مع مجموعة(1+5) اتفاق الإطار الذي مهد للاتفاق النووي الإيراني. وفي تموز قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما إن إيران لا تشكل الخطر الأكبر على السعودية ودول الخليج بقدر ما يشكله إحباط الشباب الخليجي داخل دولهم.
ولست بحاجة للقول إن جماعة أنصار الله أو بعض من قياداتها ساعدت بشكل كبير على استمرار العدوان بإبقائها على شرعية هادي ومنع مجلس النواب من الانعقاد. واليوم وبعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى لم نجد من يتحرك إلى دول العالم لنقل حقيقة ما يجري وتغيير الصورة الذهنية التي سمحت للسعودية بارتكاب محرقة أفضع من محرقة النازية. ومما لا شك فيه أن السعودية بلعت الطعم وألقت بنفسها إلى الرمال المتحركة في اليمن. وكان واضحا منع اللجنة الثورية للجنة التحقيق الدولية من المجيئ إلى اليمن. وهذا يضع علامات استفهام كثيرة. في ظل هذه القراءة هل يمكن لنا أن ندرك حجم المؤامرة على اليمن ونذهب إلى مصالحة وطنية شاملة تنقذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل أبنائنا؟
هناك صراع إقليمي دولي على إعادة استثمار موقع اليمن. وتعز هي المتضرر الأكبر من هذا الصراع. فهل سيدرك مشايخ وتجار ومثقفي تعز وشبابها هذا الصراع ويعملون على وقف تدمير النسيج الاجتماعي الذي يتمزق كل يوم؟
هذا المقال للعقلاء الذين يقدمون مصلحة اليمن على مصالح جماعتهم. لذلك لا مجال لمن سيشتم أو سيتعصب. لكنه مفتوح لكل مناقشة جادة.
أطراف المؤامرة على اليمن
التصنيفات: أقــلام,الأكثر قراءة,الشارع السياسي