الوحدة نيوز/متابعات:
كشفت مصادر عن أن مصر لم تتلق أي إخطار من إثيوبيا بتأجيل توقيع عقود دراسات سد النهضة الإثيوبي. وكشفت المصادر أيضا عن أن الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا انتهت من مراجعة بنود العقد والانتهاء من صياغة عقد المكاتب الاستشارية المعنية بتنفيذ الدراسات الخاصة بسد النهضة، وأنه تم إرسال موافقة الدول الثلاث على الشكل النهائي للعقود وأن الدراسات المطلوبة تتعلق بتحديد الآثار السلبية للسد على هيدروليكية المياه وحركة المياه الداخلة والخارجة من السد ومعدلات وصول المياه من السد الاثيوبي وحتى بحيرة السد العالي وقناطر الدلتا بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية، والاجتماعية للمشروع على مصر والسودان. ومن المقرر أن يعقد اجتماع الدول الثلاث يومي الإثنين والثلاثاء القادمين 5 و6 سبتمبر/ أيلول 2016. وحول هذا الأمر أجرت “سبوتنيك” حوارا مع وزير الري الأسبق محمود أبو زيد، وإليكم نص الحوار: وزراء مصر والسودان وأثيوبيا سيجتمعون الإثنين المقبل في الخرطوم للتوقيع على عقود دراسات سد النهضة، ماهو تعليقك؟ هذه خطوه كانت مقررة من مدة، هناك عقد معد لاستكمال الدراسات التي أوسط بها لجنة الخبراء وهذه الدراسات تتطلب حوالي سنه وتم اختيار مكتب استشاريين فرنسيين وبعد مراجعة العقود وتوقيع هذا العقد الذي سيتم الأسبوع القادم. ماتفسيرك أن مصر لم تتلق أي إخطار من أثيوبيا بتأجيل توقيع عقود دراسات سد النهضة مع المكاتب الاستشارية الفرنسية بالعاصمة السودانية يومي الإثنين والثلاثاء القادمين مع العلم أن مصر تلقت دعوة رسمية للتوقيع على العقود؟ لا أعتقد أن هناك تفكير في تأجيل موعد توقيع العقود، فلا توجد هناك أي نية لهذا التأجيل. أذكر أنه تحدد يوم الخامس من الشهر القادم في الخرطوم وأن وزراء الدول الثلاث سيكونون في الخرطوم لتوقيع هذه العقود. هل انتهت الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا من مراجعة بنود العقد والانتهاء من صياغة عقد المكاتب الاستشارية المعنية بتنفيذ الدراسات الخاصة بسد النهضة؟ العقود معدة من فترة أكثر من ستة أشهر وقامت كل من الدول الثلاث بمراجعة هذه العقود اكثر من مرة واجتمعوا كثيرا لتبادل الرأي على بنود العقود وتم الاتفاق على الصورة الأخيرة لها. كيف ترى المشهد الحالي بين مصر وأثيوبيا بخصوص سد النهضة؟ هناك تطور إيجابي كبير بعد اتفاق توقيع المبادئ، الذي تم بين رؤساء الثلاث دول في مايو الماضي وقام كل من الرؤساء بالتأكيد على التعاون الإيجابي في حل هذه المشاكل فكانت خطوة إيجابية ثم بعد ذلك موضوع الدراسات التي سيقوم بها الخبراء والمكاتب الاستشارية وهو ماتم فعلا وهذه خطوه بناء على توصية من مجموعة الخبراء وتوقيع هذا العقد يعتبر أيضا خطوة إيجابية. هل ممكن حل الأزمة تماما بدون اللجوء لتدخلات عسكرية؟ لا أعتقد أن هناك تفكير عسكري بتاتا وأن الحلول ستكون بالاتفاق وهذا متوقع ويعتمد على نتائج المباحثات التي ستتم وستعرض هذه الدراسات ونأمل أن يكون هناك نتائج مرضية للثلاث دول. المشكلة أن أثيوبيا تعتبر النيل الأزرق نهرا أثيوبيا لنا فيه مجرد حصة وليس نهرا دوليا مشتركا تعليقك؟ أعنقد أن النيل الأزرق هو نهر دولي طالما تشترك فيه أكثر من دولة وبالنسبة للجزء الذي يمر في أراضيها هي ترى أن لها حق الاستخدام وتطوير الجزء الذي يمر بأراضيها فهذا لايتعارض مع كونه نهرا دوليا مشتركا. حدثني عن زيارة الرئيس لسنغافورة لدراسة تحلية مياة البحر، في رأيك هو البحث عن بدائل أم ماذا؟ هي كانت بصفة عامة لإيجاد سبل تعاون بين مصر وسنغافورة وكان أحد الموضوعات الهامة هو موضوع إعادة استخدام المياه “العادمة” سواء كانت مياه صرف صحي أو مياه البحر وبالفعل أسفرت هذه الزيارة عن الكثير من النتائج الإيجابية وبالفعل تم الاتفاق على إنشاء محطة لتحلية مياه البحر وهناك أيضا اتفاقات لمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي فلابد من مواجهة احتياجتنا المتزايدة للمياه؟ كما يقول البعض إن هذه خطة ممنهجة من إسرائيل لتعطيش الأراضي المصرية ؟ في تصوري ليس هدفها هو تعطيش الأراضي المصرية إلا إذا كان هناك أهداف سياسية لكن هي ترغب بالحصول على حصة من مياه النيل وهذه الرغبة لن تتمكن من تحقيقها إلا عن طريق مصر. أيضا كما يقول البعض هل ممكن أن تقوم مصر بالتفاوض مع إسرائيل لإيجاد حل جذري لهذا الموضوع؟ سمعنا منذ فترة أن البنك الدولي يرغب في التدخل للتقارب بين الدول، وتصوري أن هناك دول ترغب في تقديم المساعدة لكن لا أعتقد أن يكون الحل عندها فالحل بأيدي الدول الثلاث بصفة رئيسية. بعض الخبراء أكدوا أن حصة مصر لن تتأثر بسبب سد النهضة ماحقيقة هذا الكلام؟ الدراسات التكميلية التي قامت بها المكاتب الاستشارية وأيضا الدراسات التي تقوم بها المكاتب الفرنسية سوف تتناول آثار السد وعلى هذا سيتضح مدى التأثير على الحصص المائية وهناك دراسات في مصر والسودان لمعرفة آثار إنشاء هذا السد ومن المعروف أن أي منشأ سيكون له آثاره السلبيه لكن إثيوبيا تؤكد أنه لتوليد الكهرباء فقط وليس له تأثير على الحصص المائية. متى سيظهر تاثير سد النهضة على مصر؟ يبدأ التأثير مع بداية التخزين وأعتقد أنهم سيبدأون تقريبا في العام القادم وبعدها سيظهر الوضع بدقة. هل سيأتي وقت على مصر تقوم فيه باستيراد المياه؟ تحدثنا عن الاتجاه لتحلية المياه المالحة ويمكن الالتجاء إليها في حالة زيادة الاستخدام وأيضا من الممكن ترشيد استخدام المياه فكل هذه الخطط تساهم في توفير الاحتياجات المائية المطلوبة وهناك خطط وضعتها الدولة حتى عام 2050 لتوفير كل الاحتياجات المائية ولا أعتقد أننا سنحتاج للاستيراد. لماذا لا يكون هناك حل جذري مع الجانب الأثيوبي لهذا الموضوع بدل البحث عن بدائل ممكن أن تكون مكلفة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد؟ هذا الشغل الشاغل ليس فقط لمصر بل للعالم كله فالعالم يواجه نقص بالموارد المائية والحلول معروفة هي الاتجاه للاستخدامات داخل الدولة واستغلال الموارد الموجوده لكل دولة. ماذا عن المياه الجوفية؟ المياه الجوفية موجودة ومدروسة بشكل دقيق ومصر تستغل هذه الموارد والأولوية للمياه الجوفية السطحية الغير عميقة لأنها غير مكلفة وسيعتمد عليها في خطط التوسع في المليون ونصف المليون فدان الجديدة كلها تعتمد على المياه الجوفية. في رأيك ماهي الآثار الاقتصادية والاجتماعية لمشروع سد النهضة على مصر والسودان؟ هناك آثار اقتصادية وتدرس بالتفصيل ولها تابعاتها على الحالة الاجتماعية فعندما تتأثر المياه المخصصة للزراعة فيؤثر هذا على اقتصادات الزراعة وعلى الأمن المائي وحالة المزارعين واتجاهاتهم للبدائل الأخرى فأكيد أنها ستكون لها آثار سلبية لكن تدرس كل هذه الأثار بالتفصيل للتغلب عليها وإيجاد الحلول لها. أجرت الحوار: أمنية الخولي