المؤكد أن الهزائم الثلاث لمنتخبنا كانت متوقعة بل وواردة بمعنى إنها لم تكن مفاجئة أو غير منتظرة باختصار فإن ما حدث للمنتخب في خليجي المنامة شيء طبيعي بالنظر إلى طريقة إعداد وتحضير المنتخب للمونديال الخليجي من حيث الوقت أو الأسلوب الذي تم به تجهيزه للحدث الكروي الأبرز من التعاقد المتأخر مع المدرب البلجيكي توم سينتفيت الذي كان قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد البطولة حتى أن المدرب توم بدأ مهمته مع المنتخب من دون أن يكون له أي دور في اختيار اللاعبين نظرا لعدم إقامة الدوري وضيق الوقت إلخ.. علما أن مثل هذا السيناريو في إعداد المنتخب ليس الأول وربما لن يكون الأخير فقد تكرر في المرات الخمس الماضية ومنذ بداية المشاركات اليمنية في البطولة الخليجية عام 2002م.
عن الخسائر المستمرة والتحسن في الأداء
ما من شك أن المستويات التي قدمها لاعبو منتخبنا في خليجي «21» كانت مختلفة نسبيا عن الأداء الذي كان المنتخب يقدمه في المشاركات السابقة ومع ذلك يبقى أن الهزائم ظلت حاضرة ليس في خليجي المنامة الذي خسرنا فيه المباريات الثلاث لكن سبقها في خليجي «20» في بلادنا وقبله في خليجي «19» في عمان حيث خسر المنتخب في البطولتين جميع مبارياته وبالتالي فقد المنتخب حتى تلك النقطة اليتيمة التي سبق له وإن حققها في البطولات الثلاث الأولى خليجي «16» بالكويت و«17» في قطر و«18» في الامارات حين كان يكتفي بالخروج بتعادل في كل بطولة من تلك البطولات على التوالي.. وعلى ذلك ما الجدوى من حدوث تحسن في المستوى في جليجي المنامة والهزائم مستمرة أي أن السقوط تواصل في مشهد يتكرر منذ أول مشاركة في الكأس الخليجية عام 2002م وحتى 2013م لكنه زاد سوءٍ في البطولات الثلاث الأخيرة.
المدرب البلجيكي مستمر مع المنتخب
وبانتهاء المغامرة اليمنية السادسة في خليجي «21» الذي كان الأحمر اليمني خلالها أول الواصلين إلى البحرين مستضيفة البطولة وأول المغادرين لها كان هناك شبه إجماع بين غالبية النقاد والمتابعين على ضرورة الابقاء على المدرب البلجيكي توم سينتفيت ليواصل مهمته مع المنتخب خلال الفترة القادمة خصوصا وأن المنتخب ينتظره استحقاق قاري هام جدا في الفترة القليلة القادمة وتتمثل في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا المقررة في استراليا صيف 2015م.. حيث يستهل منتخبنا التصفيات يوم 6 فبراير القادم عندما يواجه المنتخب البحريني منافسات المجموعة الاسيوية الرابعة التي تضم اربعة منتخبات هي «قطر اليمن ماليزيا البحرين» ويتأهل منها الأول والثاني إلى النهائيات كما يخوض المنتخب مباراته الثانية أمام منتخب ماليزيا يوم «22» مارس 2013م.
وعلى ذلك من غير المعقول أو المقبول أن يتم الاستغناء عن المدرب البلجيكي الذي كان قد تعاقد مع الاتحاد في أكتوبر 2012م لمدة عام والمنطق يفرض على اتحادنا منح الرجل الفرصة لكي يواصل ما بدأه مع المنتخب ليستمر في منصبه ويقود المنتخب في تصفيات كأس آســـيا القادمة ومن ثم يمكن الحديث عقب إنتهاء التصفيات عن الاستغناء عنه أو الابقاء عليه فمن المهم جدا النظر إلى المستــقبل كما أن المصلحة العامة تقتضي ذلك إلا إذا كان لاتحادنا الكروي رأي آخر..