Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

المكتبات..ساحات لحروب فكرية قادمة!!

 يرى العديد من المفكرين والأدباء ومرتادي المكتبات العامة وكل من له صلة بالكتاب أن ما تحتويه رفوف المكتبات في بلادنا قد أوجِد ساحات للصراعات الفكرية المتطرفة والمتشددة بفعل عقول ممنهجة في رسالة واضحة منها.. لعل أهم ما فيها جرِ عقول شبابنا إلى مستنقع التطرف والفكر الأوحدي.. الاستطلاع التالي نْركز فيه على قضية هامة ومؤثرة حول المكتبات العامة وما تحتويه بطون كتبها من أفكار تؤسس في مضمونها ومحتواها الفكري ساحات لحروب فكرية متشددة ومتطرفة فإلى الحصيلة:

 

 

 استطلاع/محمد أحمد الصباحي

 

عبدالله الحبيشي «مكتبة المختار» ركزِ في بداية حديثه على نقطة هامة من وجهة نظره ومن خلال عمله كمشرف في المكتبة أن السياسية وما يحدث اليوم فيها لها دور كبير ومؤثر على صنع مضمون الكتاب لذلك أصبح سلاحاٍ قوياٍ وخطيراٍ فإذا أردت اليوم ضرب عدوك وقهره فعليك بالكتاب!! وأكد في ما يخص تبني بعض المكتبات لفكر أوحدي يقول: بعض المكتبات تتبنى أفكاراٍ تؤدي إلى التشدد والتعبئة الخاطئة لفكر واحد يؤدي إلى كارثة خطيرة ومدمرة!! وطالب الحبيشي بتنقية المكتبات التي تحمل فكراٍ أوحدياٍ وتغليب الفكر الوسطي ودعوته.

 

تطرف فكري

 

رشدي عبدالسلام «مكتبة خالد بن الوليد» أكدِ على وجود «عنصرية فكرية» لدى بعض المكتبات وبالتالي قد يؤثر هذا الكتاب بشكل سلبي من المجتمع في جانب واحد فقط ونبذ باقي الأفكار الأخرى!! مضيفاٍ: هناك انحصار في مضمون بعض الكتب لفكرُ واحد قد يؤدي مستقبلاٍ إلى ما يعرف بالتطرف الفكري المتشدد والذي يرفض حتى الحوار مع الآخر!! كما أبدى خوفه الشديد من زحف هذا الفكر المريض عبِر هذه المكتبات..

 

أمانة فكرية

 

خالد حسين «دار النشر» وضعت أمامه حقيقة أن بعض المكتبات أو الغالبية تنظر إلى مسألة الربح المادي كقضية أولى وأساسية دون اكتراث منها بمضمون الكتاب من فكر هدام وضلالي حيث أبدى رفضه أن يكون الربح الهدف الأول للمكتبات قائلاٍ: المفترض أن تنظر المكتبات إلى ما تقدمه للقراء كأمانة فكرية هادفة تقدم كل ما يخدم المجتمع والعقل وأن تتبنى كل الأفكار والمشارب وأكد أن مسألة التحيز الفكري مرفوضة جملةٍ وتفصيلاٍ.

 

تعد جائر

 

علي الشمام «وزارة الثقافة» طالب بالتنوع الفكري وقد أبدى أسفه الشديد لوجود تعد جائر على العقول حيث قال «يعتبر التحيز الفكري الذي تمارسه بعض المكتبات بداية لما يعرف بالتطرف الفكري وذلك من خلال «أشخاص» فرضوا أنفسهم كأوصياء على الشعوب وأفكارهم وأفاد بأن أكثر الكتب الوافدة من الخارج أو الداخل بنسبة 99% هي «دينية» بعيدة عن الكتب العلمية والثقافية فلا تدخل تلك الكتب الفكرية إلا في المعارض وأغلبها أحادية الفكر وأكد الشمام بأن التنوع الفكري موجود في اليمن منذ زمان لكن المشكلة في تغذية هذه الأفكار من أنفسنا فنحن من ننشر الفرقة بيننا لأننا مهيأون لذلك من الداخل وقراءات التاريخ الإسلامي كلها تحكي ذلك.

 

تخصص.. ولكن!!

 

علي بن علي أحد المثقفين أبدى وجهة نظر مغايرة بعض الشيء حيث قال: أنا مع التخصص في الأفكار خاصة تلك الأفكار القريبة مع بعضها كما كان موجوداٍ سابقاٍ وحتى الآن كالزيدية والشافعية ولكن ضد التحيز والتطرف الفكري لأنه غير مفيد وطالب بأن تكون جلِ المكتبات مفتوحة فكرياٍ يستفيد منها كل القراء فالمكتبة كما يقول هي عبارة عن مستودع للعلوم كافة وأضاف «لا بد أن تكون الثقافة التعليمية هي الحل لاقتلاع هذه الأفكار المتطرفة ابتداءٍ من المدرسة..

 

السْم في العسل!!

 

وليد زايد أحد المترددين على المكتبات أكد على وجود تحيز فكري ملموس ولكنه أبدى نقطة هامة في مضمون هذه الكتب حيث قال: للأسف الشديد الأغلبية من القراء لا تعرف بواطن تلك الكتب وما تحتويه فهي تدس السم في العسل فهي تحتاج إلى دارسين وفاهمين وعارفين لمثل هذه الأفكار الشاذة وأضاف هناك تحيز فكري لكتب مثل الزيدية والسلفية والإخوان المسلمين وما يعرف الآن عبر وسائل الإعلام «بالفكر الجهادي» والتي تؤثر سلباٍ على فئة الشباب بالذات..

 

رقابة مطلوبة

 

رشاد أحد القراء طالب وزارة الثقافة خصوصاٍ بأن تقوم بحملات على المكتبات العامة والخاصة وتستبعد مثل هذه الكتب التي تحمل هذه الأفكار المتطرفة والحد من وصولها إلى كافة الشعب وأن تحل مكانها الكتب المتوافق عليها والتي لا تميل إلى اليمين أو اليسار.. كما طالب من الهيئة العامة للكتاب بتكوين لجنة لرقابة ما يحتويه مضمون الكتاب الذي قد يؤدي إلى خلخلة المجمتمع وظهور التعصب والإقصاء للآخرين.

 

محنة للقارئ!!

 

محمد ناجي علاو «محام وأديب» أوضح أن ما يجري الآن في بلداننا حقيقة أن منابع الثقافة في جلها ومن خلال المدارس الفقهية والآيديولوجية قد سمحوا في غالبيتها إلى النظرة الإبعادية والإقصائية وتسفيه الآخر المختلف وقد يصل الأمر في ذلك إلى التكفير..

 

وأكد علاو في ما يخص المكتبات وما تحتويه من كتب فكرية بقوله: الكتب الفكرية وخاصة التكفيرية هي الأكثر قراءة وأكثر قبولاٍ أما الكتب الوسطية المعتدلة للأسف الشديد فهي شبه غائبة اليوم أو أنها لا تجد من يرفد مطبوعاتها.. ويضيف: كتب الشيعة تجد من يرفد مطبوعاتها التي تميل للتطرف في أقصاها كما هي كتب الوهابية أو ما يسمى «السلفية» أو حتى ثقافة العنف لدى القاعدة تيار الوسط في هذه التيارات لا يلقى دعماٍ حكومياٍ!! فلكل مدرسة فكرية حكومات تدعمها ولا ننكر وجود أصحاب فكر معتدل تنطوي تحت العمامة السوداء أو البيضاء لكن للأسف الشديد هؤلاء الأشخاص لا يجدون من يدعمهم !!

 

وحول تأثير هذه الكتب على ثقافة القارئ أردف قائلاٍ: القارئ اليوم ثقافته سمعية ومحدودة وقليلة وسيظل في محنة حتى يظهر من يدعم الثقافة المعتدلة..

 

إقصاء متعمد

 

أحمد عبده سيف «باحث» بيِن وجود «تدليس فكري» ينشر عبر المكتبات يقوم في إطار منهجي واضح وهو حالة من حالات اختراق حقوق الإنسان وأشار إلى وجود إقصاء متعِمد للأخر وأن المعارض الخاصة بالكتاب بالإضافة إلى المكتبات التي تتبنى أفكار مدارس فكرية مذهبية وذات بْعدُ قومي..

 

جهات متعصبة!!

 

فيروز الجرادي «محامية» أبدت استغرابها الشديد من وجود موافقة أو سكوت على بعض الكتب قائلة: للأسف هناك موافقة على بعض الكتب المتطرفة في الفكر ولذلك نشهد دخول أفكار متطرفة ومتعصبة وهو ما يعتبر إرهاباٍ فكرياٍ تمارسه هذه الجهات على المواطن المتلقي.

 

وأضافت فيروز: أعتقد أن اليمنيين يمارس عليهم إرهاب فكري لمصلحة أفراد معينين وطالبت بأن يكون للإعلام المرئي والمقروء دور هام في التوعية والمكافحة لهذه الأفكار لسلامة المجتمع وأمنه..

 

ضمائر الناس

 

توجهت إلى هيئة الكتاب وبالتحديد إلى رئيسها المفكر والأديب الأستاذ عبدالباري طاهر ووجهت تساؤلنا إليه حول دور الهيئة العامة في الرقابة على مضمون هذه الكتب والمكتبات وما تحتويه حيث أوضح بقوله «هناك لجنة للقراءة وهي ليست رقابية بل تْعنى بمدى صلاحية نشر النصوص فلا توجد رقابة على ما تحتويه الكتب إلاِ ضمائر الناس»..

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share