كتب: فاروق الكمالي
كشفت دراسة حديثة عن عمالة الأطفال في القطاع السمكي باليمن أن الأطفال المتواجدين في مجتمعات الصيادين يعملون منذ مرحلة مبكرة من العمر لساعات طويلة مقارنة بأقرانهم من الأطفال العاملين في القطاعات الأخرى
وبينت نتائج الدراسة التي تم تنفيذها خلال العام الماضي 2010 في محافظات عدن ,حجة ,الحديدة وتعز أن 67 بالمائة من الأطفال في مجتمعات الصيادين يعملون سبع أيام في الأسبوع منهم 60 بالمائة يعملون أكثر من 6 ساعات يوميا وهي الحد الأقصى من ساعات العمل المسموح بها قانونيا للأطفال في اليوم وفق القانون اليمني .
ووجدت الدراسة انتشارا كبيرا لظاهرة عمالة الأطفال بين الذكور بمتوسط 62 بالمائة وهي أكبر من المتوسط الوطني حيث يعمل غالبية الأطفال الذكور كصيادين ويأتي بعدهم من يقومون ببيع ونقل الصيد وتنظيف المراكب ..لافتتا إلى أن 75 بالمائة من هؤلاء الأطفال يعملون لدى أقارب لهم هم في الغالب إباؤهم أو إخوانهم .
وأشارت الدراسة التي أجرتها منظمة( سي إتش إف) الدولية مكتب اليمن بالتعاون مع وزارتي الشئون الاجتماعية والعمل و الثروة السمكية أن الأطفال في المحافظات المشمولة يجدون صعوبة في العمل ويشكون من ظروف عمل صعبة وأن 70 بالمائة منهم يشير إلى تعرضهم لسوء المعاملة أو الاستغلال الجنسي .
وأوضحت أن عدداٍ قليلا من الأطفال الإناث ينخرطن بالعمل بنسبة 2 بالمائة من كافة الأسر التي استهدفها المسح حيث يعملن في وظائف مشابهة للفتيات العاملات في القطاعات الأخرى إذ يعملن ككوافيرات أوفي التنظيف وبيع مواد في الشوارع .
وبينت أن الوضع الاقتصادي للأسر يعد من أبرز عوامل الدفع التي تساهم في ظاهرة عمالة الأطفال حيث يعمل 74 بالمائة من الأطفال بشكل أساس لدعم أسرهم بينما يعمل 8 بالمائة بدافع الفرصة لتعلم حرفة ذات فائدة حيث تشكل نسبة الأباء والأمهات الذين يدفعون أبنائهم لتعلم حرفة نحو 15 بالمائة من الأسر المشمولة بالبحث .
كما أوضحت أن من عوامل الدفع الأخرى الدعم الكبير لظاهرة عمالة الأطفال في المجتمعات الساحلية حيث كانت نسبة دعم الأسر لظاهرة عمالة الأطفال في هذه المجتمعات 39 بالمائة .
واعتبرت أن المردود المالي الضئيل للتعليم عامل أخر نحو عمالة الأطفال وحسب الدراسة فإن الأباء يدعمون فكرة التعليم لجميع أطفالهم إلا أن أكثر من 30 بالمائة من الأباء يجدون أن تعليم البنين أكثر أهمية من تعليم البنات كما تظهر الدراسة أن الأباء أيضا لا يدعمون عمل الأطفال إلا أن ذلك حد ما توضحه الدراسة لا يتوافق مع ممارستهم .
ووجدت الدراسة أيضا أن أولياء الأمور يفتقرون للوعي بأشكال وأوضاع عمالة الأطفال وتأثير ذلك على تعليم أو صحة الأطفال كما يفتقر أرباب العمل للوعي بقوانين عمالة الأطفال وأن لا أحد من أرباب العمل الذين شملتهم الدراسة تم زيارته من قبل مفتشي عمالة الأطفال .
وأشارت الدراسة إلى أن المدرسين والأخصائيين الاجتماعيين في المدارس ضمن العينة المختارة يعتقدون أن عمل الأطفال ليس له تأثير سلبي كبير على نتائج المدرسة وأنهم يعتقدون أن ذلك احد الأسباب الرئيسية للتسرب من المدرسة .
ووجدت الدراسة أن أكثر من 10 بالمائة من أولاد العينة يبدأون العمل من سن 9 سنوات وأن هذا الرقم يبدأ بالصعود بسرعة إلى نسبة 20 بالمائة بعمر 12 سنة قبل القفز مباشرة إلى ما يقارب 40 بالمائة للأولاد بعمر 13 سنة ..مبينة أن 80 بالمائة من الأطفال العاملين أفادوا باستخدامهم لأدوات خطرة وأكثر من 60 بالمائة أفادوا بإصابتهم بإصابات وأمراض نتيجة للعمل وأفاد 20 بالمائة منهم بوقوع انتهاكات جسمانية وعاطفية و 10 بالمائة أفادوا يتعرضهم لانتهاكات جنسية .
وأشارت الدراسة إلى أن الاختلافات بين المحافظات شاسعة حيث احتلت محافظة الحديدة أعلى نسبة للأطفال العاملين وأن قادة المجتمع ليسوا على معرفة كبيرة بقضايا عمالة الأطفال وحقوق الأطفال رغم ما يظهرونه من ثقة كبيرة بمعرفتهم وفهمهم لهذه القضايا ..