عباءة الدين والديناميت!!
نجيب علي العصار
> إذا كانت الثورة هي تغيير الواقع الموضوعي من حال إلى حال مختلف وهذا ما حدث فعلياٍ حينما قامت ثورة الـ 26 سبتمبر 1962م والتي جاءت استجابة لمعاناة الإنسان اليمني آنذاك الذي رزح تحت وطأة ثالوث مخيف الجهل والفقر والمرض فإن الحالة اليمنية تختلف تماماٍ عما كانت بالأمس فواقع اليوم جاء نتيجة لما سمي بالربيع العربي فإذا بشبابنا يخرجون إلى الساحات يطالبون بالتغيير ومنذ خرجوا في نهاية فبراير وحتى الآن أثبتت الأيام الماضية بمرارتها وقسوتها أن الواقع اليمني يختلف تماماٍ عن مصر وتونس وإن كانت هنالك سلبيات لا يستطيع أحد إنكارها كالفساد وغيرها من السلبيات التي لا يخلو منها أي مجتمع فما نادى به الشباب »كثورة« ليس واقعياٍ فالأزمة سياسية اعترف بذلك الأخرون الأمم المتحدة وغيرها أما الشباب فهم ليسوا سوى أداة تحاول المعارضة استخدامها كورقة ضغط لتصل إلى السلطة.
ومع هذا وذاك هل سيعي الشباب الآن مغبة المضي في هكذا مؤامرات تحاك ضد الوطن بمسمى التغيير إن الواقع اليوم أثبت بما لا يدع مجالاٍ للشك أن هناك مؤامراة تستهدف الانقلاب على الديمقراطية وإلاِ لماذا تستمريء المعارضة في تهربها من الحوار الوطني الجاد وتذهب إلى تحريك أصابع الديناميت لتفجير الوضع لتتمكن من الوصول إلى بغيتها فالدلائل الحادثة توحي وتشير بما يريده الأخوان المتهورون تحت عباءة الدين والديناميت تهدف إلى المزيد من شلالات الدم فهل يعي شبابنا هذا الأمر أم أنهم في طغيانهم يهمهون!..
أخيراٍ:
لعل أخطر ما يدور اليوم في الساحة هو خلط الأوراق لتتوه الحقيقة بفعل سحر العيون والآذان بالكلام الكبير أو أحداث معينة يتم إمداد الجمهور عبرها بمعلومات غير دقيقة تبنى عليها مواقف عنترية تثير الناس الذين يعانون من مشكلات حقيقية في حياتهم اليومية مع أجهزة الدولة لها أسبابها وظروفها لكن لا يهتم بها أحد على الإطلاق وإنما ينصرف التركيز على صب الزيت في النار في إتجاه إثارة التناقضات الاجتماعية والضغائن بين المواطنين لخلق مزيداٍ من الفوضى على الساحة الوطنية..<
Najib alassar@yahoo.com
عباءة الدين والديناميت!!
التصنيفات: منوعــات