غول الأزمة وجمعيات الشر!!
أنور نعمان راجح
> كان بالإمكان أن تكون ظروف الناس في رمضان ومن قبله ومن بعده أفضل لولا جنون المجانين من بعض قيادات الأحزاب والسياسيين والذين يسمون أنفسهمم بالمشايخ والذين دفعوا بالبلاد إلى أتون أزمة طاحنة راح ضحيتها الفقراء والمساكين أولاٍ وانضم إليهم الكثير من أصحاب الدخل المتوسط أو من يسمون بالطبقة الوسطى التي سقط أصحابها إلى مربع البؤس والحاجة عندما عجزت إمكانياتهم عن مواجهة الظرف الراهن.
كان بالإمكان أن تكون الأمور أفضل وأن يبقى غول الغلاء مقيداٍ لولا الحسابات السياسية الخاطئة التي سمحت لهذا الغول بالخروج مكشراٍ عن أنيابه وكله ثقة بأن خروجه مشروع له من قبل صْناع الأزمات والمتاجرين بأوجاع الناس وآلامهم وحاجاتهم.. هذا الغول جرى استدعاؤه في هذه الأزمة من قبل عصابات سياسية ومشيخية وعسكرية للاستعانة به على تحقيق هدفهم المتمثل في إفشال السلطة تمهيداٍ لإسقاطها فسقط الكثير من الناس ضحايا لهذا الغول المفترس وجاء رمضان ومضت أيامه على حال دفع الناس ليتذكروا رمضان الماضي الذي لم يكن مثالياٍ إلا حين نقارن ظروفه بظروف هذا العام التي يكتوي بها الناس وقد عجز الكثير منهم عن مساعدة بعضهم حين صاروا في الهم سواء.
كان بالإمكان أن تبقى اقوات الناس والخدمات العامة خارج نطاق الأزمة السياسية وبعيداٍ عن الحسابات الخاصة لتمر الأيام بأحسن مما هي عليه الآن وتمضي ليالي رمضان مضيئة.. كان بالإمكان لولا ميليشيات الفوضى والعصبيات التي لا تفرق بين عمل مشروع وعمل فيه عداء لله ولرسوله وللناس حين يستهدف مصالح العامة ويدفع بالكثيرين نحو مزيد من المعاناة والألم والحاجة كان بالإمكان أن يصدق إسلام البعض عندما يكفون عن أذية المسلمين فيصدق فيهم تعريف المسلم بأنه »من سلم الناس من لسانه ويده« وهو تعريف صادق وحقيقي لكن الذين يحاربون الناس في هذا البلد لم يعودوا مسلمين وفقاٍ لهذا التعريف.
كان بالإمكان أن يفرق أصحاب الأحزاب بين السلطة وبين الوطن فلا يضرون بمصالح الوطن ومنجزاته ويستهدفون البْنى التحتية وكأنها ملك خاص بالسلطة كان بالإمكان أن يرتقوا بالعمل السياسي ليصبح الفرق واضحاٍ بين السياسة وقطع الطرقات وخطوط الكهرباء.
كان بالإمكان أن تبقى الجمعيات المسماة بالخيرية خارج نطاق اللعبة السياسية وتقدم خدماتها للفقراء والمساكين مثل كل رمضان بدلاٍ من أن توجه مواردها وإمكانياتها لدعم عصابات وميلشيات حزبية تترك الفقراء والمساكين من غير مساعدة خصوصاٍ في ظل غول الغلاء الذي يفتك بالجميع.. بعض تلك الجمعيات حتى لا نقع في خطأ التعميم قد تحولت إلى غرف عمليات حزبية وهي معروفة فجاء رمضان ليكشفها حيث لم تقدم شيئاٍ هذا العام لأن الأموال التي تسولتها باسم فقراء ويتامى هذا البلد جرى انفاقها في إطعام قطعان الفوضى والخراب وصولاٍ إلى شراء أسلحة لعصابات مسلحة أوكلت اليها مهمة قذرة تتمثل في استهداف مصالح البلاد والعباد ومن المؤسف أن تظل لافتات الخير على لوحات تحمل أسماء تلك الجميعات والخير غائب تماماٍ عنها وعنهم.. كان بالإمكان أن يكونوا خيرين وتكون جمعيات خيرية بحق وحقيقة…<
غول الأزمة وجمعيات الشر!!
التصنيفات: منوعــات