الأزمات والشعوذة السياسية !!
أنور نعمان راجح
> حالة غريبة من السياسة ومن العمل السياسي تشهدها اليمن في الوقت الراهن يدفعنا للتفكير في أسباب هذه الحالة ولا نستبعد شيئاٍ منها فما يحدث هو أن أحزاباٍ سياسية تركت العمل السياسي النظيف والمتعارف عليه ولجأت إلى تفاهات ومكايدات لاتليق بها كأحزاب أو كأفراد ينتمون إليها .. ضمن هذه الحالة الغريبة هو ترك قيادات تلك الأحزاب كل القضايا المهمة وتحولها إلى ضاربات كفوف ورمل وقارئات فناجين لتقرأ أحوال البلاد والعباد . ترك الكثير من أولئك الناس المنطق العلمي والواقعي للسياسة ولجأوا إلى قضايا الأمنيات والأحلام .. بعد حادثة جامع دار الرئاسة تحدثت قيادات أحزاب المعارضة بحكايات أكثر من الحكايات التي وردت في ألف ليلة وليلة وجرى التأويل والتكهن بنتائج الحادثة كما يتمنى القائمون على تلك الأحزاب وكما يريد أنصارهم فكذبت كفوفهم ورمالهم وفناجينهم ثم خلال ثلاثة أيام بعد ظهور رئيس الجمهورية على شاشة التلفزيون ضربوا الكفوف والرمال وقرأوا الفناجين مرة أخرى ونسوا منطق السياسة الحقيقي وشرحوا الأمور وفق الأمنيات وشهدت الأسواق والطرقات وساحات الاعتصامات الخاصة بهم حكايات كثر قامت على الأمنيات ثم خابت بالظهور الثاني للرئيس الذي كشف أن لاشيء مماقالوه ولاشيء مما تمنوه وأرادوه .. بعد الظهور الثاني سيعودون بلاشك لسابق عهدهم بالكفوف والرمال وستقرأون ما يشاءون وما يتمنون غير اننا نقول أن كل هذا لاعلاقة بالسياسة وبالعمل السياسي وبالمصالح الوطنية التي تقتضي واقعية ومنطقية بعيداٍ عن أحوال الصحة والمرض للخصوم السياسيين وبعيداٍ عن منطق الشماتة الذي تحرمه قيم الدين والاخلاق فليس عيباٍ أن يصاب إنسان بمرض أو أن يعتدى عليه فيصاب أو حتى يصل الامر إلى الموت والحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها الناس جميعاٍ هي الموت لكن العيب والمعيب حقاٍ أن يصل الحال بالبعض إلى الإفلاس السياسي والأخلاقي وتتغير الممارسة السياسية المشروعة إلى شعوذة سياسية وأمنيات يجري إسقاطها في التحليلات والمواقف أمام وسائل الاعلام لعلها تتحول إلى واقع وهو مالم يحدث.
ماحدث فعلاٍ هو أن بعض الاحزاب ربطت مستقبلها بوجود شخص أو غيابه وهذا خطأ وفشل لن يتجاوزوه بسهولة ..الحلول الوطنية لقضايا بحجم وطن لايمكن حلها من خلال شخصنة المشكلات والازمات ولا بإغراق البلد في فوضى عارمة تخدم شخصنة الأزمة كما يريد لها قارئو فناجين السياسة الذين اصــــيبوا بخيبة أمل جراء هذه الشــــعوذة التي صارت نهجاٍ سياسياٍ عند بعض الاحزاب في ظل الأزمة الراهنة في اليمن..<
الأزمات والشعوذة السياسية !!
التصنيفات: منوعــات