قال لي بصوت متهدج أنه يريد أن يسافر كي يكتب شيئاٍ ذا فائدة من وجهة نظره وهذه ليست المرة الأولى التي يقف فيها متذمراٍ ممايحدث قريباٍ منه . سألته ذات يوم : هل ترغب بالبكاء ¿! فأجابني وقد علته الدهشة إذ لم يتوقع أنú يصدر مني هذا السؤال .. لكنه تراجع وهز رأسه وكأنه أدرك أن طول بقائي إلى جواره قد أهداني شيئا طور تفكيري قليلاٍ ليدحض عني تلك التهمة التي الصقها بي وبقيت تلاحقني ليراني في عينيه على عكس ماكنت مهموماٍ ولِكِمú زجرني في مناسبات الخلوة مع النفس يؤنبني عن هذا الذي يراه استهتاراٍ لايجوز في هذه المدينة لقد قال لي : أنت هنافي العاصمة كان الأجدر بك البقاء في القرية على الأقل كنت سأجد فرصة لزيارة أمي الرافضة العيش معنا هنا .. وسواها الكثير ممن رفض إغراءات ابنائهن إما لأنهم يتحرجون فالناس لايتركونهم فهم في نظرهم قساة القلب أموالهم لم تجلب لهم السعادة كما هو الحال مع جارنا الذي مكث في الصين لسنوات انغمس في العمل التجاري ونسي ماذهب من أجل واليوم هو كثير السفر يات .. ألاأن والدته اصرت على عدم مغادرة منزلها الذي يراه ابنها مجرد بيت متهالك فقد ألقه منذ رحل ساكنوه لأسباب شتى لم يعد يذكر سوى سنوات الحرمان إبان طفولته على الأقل هذا شعوره حين يفضي إلي ببعض أسراره .. مؤكداٍ لي أن هناك من يعارضه في ما يراه ماضياٍ مؤلماٍ بعض الشيء .
أعود إلى سؤالي له عن الرغبة بالبكاء وما إذا كان لديه مايبكي عليه أقول هذا في سري فأنا لاأجرؤ على مخاطبته بهذه اللهجة التي يعتبرها وقاحة يجب ألا تصدر عني.
فرأت في وجهه الرد على سؤالي كانت عيناه ترمقان المذيعة وهي تنصت لشاهدعيان يتلو روايته عن حادثة اليوم مفضلاٍ عدم الإفصاح عن نفسه وهو الحال الذي يدفعني للاختلاف مع هذا الواقف أمامي متسمراٍ طوال الليل يلاحق القنوات الفضائية وقد افصح لي مرة عن رغبته في البكاء .. وقال إنها الوحيدة التي تجعله يفقد بعض كبريائه إنه الحنين إلى الْلقيا والاستمتاع برؤية الغد أكثر اشراقاٍ فالدواء الذي يبحث عن لاياتيه إلا في المنام .