منير احمد قائد
برهنت الأزمة السياسية الراهنة من حيث خلفياتها وآسبابها وكذلك احداثها وتطوراتها وتداعياتها وإفرازاتها وانعكاساتها أن قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس الأخ رئيس الجمهورية قد تعاملت وتعاطت مع الأزمة وظروقها المحيطة بها وتاثيراتها الداخلية والمؤثرات الخارجية عليها بمسؤولية وطنية عالية نادرة ومتفردة بتجلياتها ومستوى مصداقيتها كون الفعل المسؤولياتي لفخامته قد ارتكز على قواعد قوة وتماسك الدولة والنظام الوطني التي هدفت بعض أطراف الأزمة بل وسعت لإسقاطه بكل ما تملك من سائل وادوات ومكونات قوة مختلفة واستخدمت حتى النفاد كل اوراقها واساليبها لتحقيق هذه الغاية دون أن تضع بعين الاعتبار لما سينتج عن مآلات حركتها أو نجاحها بالوصول لهذه الغاية من اتساع نطاق دائرة التأزيم التدميري وقد ضاعف المعاناة الشديدة على آبناء المجتمع في حياتهم المعيشية وحرمانهم من أهم الخدمات والمواد الاساسية وفي مقدمتها المشتقات النفطية والغاز والكهرباء كنتاج لفعل انتهازي وديماغوجي تواءمت فيه البراغماتية مع مبرر الوسيلة للوصول إلى الغاية بعد أن توقف المدى لحركتها ولم تصل بها إلى المحطة النهائية المرسوم لها أن تحط فيها لإنها اصطدمت بقوة ركائز متجذرة في الواقع وتمثل حقائق ساطعة من المستحيل تجاوزها والقفز عليها كون كل المحاولات الفاشلة في هذا الاطار قوبلت برفض الواقع وإفشاله لها لأنها لا تتسق مع حقائقه وقد ولدت عوامل قوة جديدة تعزز قوة مسارات الحركة التغييرية السلمية والصائبة وقد اكتست طباعها التجديدي من صميم الواقع وتتحرك في كل مكوناته بمستويات متفاوته لحجم قوة الدفع للفعل التاثيري والاستقطابي في كل مكون من هذه المكونات التي احدثت الحركة التغييرية فيها عملية فرز غير مسبوق بين الوعي الجمعي المكتمل البناء واللاوعي المتمترس في المواقع المتناقضة والمتصادمة بسببه وكنتاج لتاثيره السلبي على الطابع الشكلي والطمعي لهذه المواقع كان سياسياٍ ـ إجتماعيا ـ ثقافياٍ ـ دينياٍ أو غير ذلك وليس ماهيتها أو مضمونها أو جوهرها التي هي جزء من الكل أي جزء من مكونات الواقع المتحدة مع ذاتها ومن المستحيل أن تنفصل عنها لأن ذلك مخالف للسنن الإلاهية وحقائق التاريخ والجغرافيا لذلك برز جليا لكل إنسان يمني قبل غيره يعي ذاته وانتماءه لوطنه وهويته ورابطة دولته أن القيادة السياسية اعطت في فعلها ومخرجاتها الاعتبار المصيري لهذه المفردات العظيمة في حياة ووجود الشعب اليمني على ارضه وكان ذلك هو الغاية الوطنية والانسانية النبيلة والسامية والجليلة للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس وقد استهدفت هذه الغاية العظيمة بمحاولات تشويهها وخدشها بمخرجات اللاوعي الذي قدم صورة هلامية عن اللاوطن اخافت مكونات الواقع من مجرد التخيل في الذهن للمجهول وقد روج له اللاوعي الجمعي وهو بالتاكيد ليس ذلك كما تبرهن على دلك علاقة العقلاء الحكماء الواعين لذاتهم وإنتائهم بالواقع الوطني والمجتمعي ومع ذلك تحملت القيادة السياسية والنظام الوطني بصبر وحكمة ومسؤولية وطنية عالية سهام مخرجات اللاوعي في منطق التعامل مع قضايا الوطن وحاضره ومستقبله ووصلت هذه السهام إلى استهداف فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة في الاعتداء الإرهابي الغادر عليهم وهم يؤدون شعائر صلاة الجمعة في مسجد الرئاسة ورغم المترتبات على هذه الجريمة الارهابية الشنعاء وما حملته سلامة ونجاة فخامته وكبار قادة الدولة من دلالات الحكمة والعناية الإلاهية وما ستفرضه الجريمة البشعة والقذرة من انعكاسات وافرازات وما ستولده من معطيات وتفاعلات وابعاد على النطاق الوطني والأقليمي والدولي في لغة السياسة ومنطق الدولة ورابطة الوطن ومكانة ودور وحصانة الزعامات والقادة وكذا القوانين الدولية فإن فخامة الأخ رئيس الجمهورية ظل وهو حتى في فراش المرض مقدراٍ ومنتصراٍ للمسؤولية الوطنية النادرة والفريدة التي يستحضر من خلالها على الدوام في عقله وقلبه الكبيرين حياة ووجود شعب ووطن ودولة وحاضر اليمن ومستقبله ووحدته وثورته وأمنه واستقراره فلا يهادن أو يساوم فخامته في الوطن وقضيته على الرغم من أن بعض بأدوات وتعبيرات اللاوعي في التعاطي مع الوطن قد آساءت فهم واستغلت ما اتصفت به شخصية فخامة الأخ الرئيس من سجايا طيبة وخصال حميدة وصفات نبيلة ومنها ايمانه بالحوار واتصافه بالتسامح والحكمة والصبر والعفو والصفح وحرصه الشديد على حقن دماء اليمنيين ومع هذا وفخامته في فراش المرض وهو يتماثل للشفاد وتحسن صحته بصورة مستمرة ظلت مسؤوليته الوطنية العالية النادرة والفريدة هي الحاضرة والمؤثرة والفاعلة في كل التطورات المتوالية العظيمة في هذه الظروف من خلال المتابعة الحثيثة لفخامته لكل المستجدات على الساحة الوطنية وتوجيهاته السديدة حيالها وكذلك من خلال الدور الوطني العظيم الذي يقوم به الاخ الفريق المناضل عبد ربه منصور هادي ـ نائب رئيس الجمهورية الذي يقوم بصلاحيات المسؤولية الوطنية لفخامة الاخ الرئيس وهو خارج الوطن لتلقي العلاج وقضاء فترة النقاهة اللازمة حتى يقرر الاطباء المشرفون على علاج فخامته موعد عودته للوطن حيث الغالبية العظمى من أبناء الشعب متلهفون لعودة فخامته اليوم قبل غد ليستأنف ممارسة مهامه المعتادة إلا أن فخامته يظل متميزاٍ متفرداٍ ليس بصفته كرئيس وإنم
ا بحقيقة زعامته التاريخية واعـــظم قائد وطني تاريخـــي للشـــعب اليمني في تاريخه المعاصر.
وهاهي تطورات وافرازات وتداعيات الأزمة السياسية الراهنة تبرهن في هذه اللحظة الهامة التي يمر بها الوطن أن المسؤولية الوطنية العالية والنادرة لفخامة الرئيس القائد قد مثلت صمام الامان الوحيد لصون الوطن والعبور الآمن والسليم به إلى المستقبل المنشود وبناء اليمن الجديد من ….. القديم وانطلاقاٍ من قاعدة الانجازات المادية والمعنوية التي تحققت في ظل قيادة فخامة الاخ الرئيس الذي وصفه الاخ نائب رئيس الجمهورية خلال المقابلة التي اجرتها معه شبكة سي إن إن الاخبارية الاميركية مؤخراٍ أن فخامته عامل التوازن الاساسي في الحياة السياسية الوطنية وفي هذا الوصف المنصف والمعبر عن الحقيقة دلالات ومضمون التوازن الاساسي حيث ما يمثل فخامته المكون المحدري والاكبر له على صعيد المصلحة الوطنية والثقافية والفكر والمدرسة الوطنية الغنية بإنجازات تجربة الرئيس القائد على كافة الاصعدة والمستويات وكذلك من حيث دلالات وأبعاد هذا التوازن السياسي الاساسي لفخامته وطنياٍ وإقليمياٍ وقومياٍ ودولياٍ وإنسانياٍ إذ أن امام قوة عامل التوازن السياسي الاساسي لفخامة الاخ الرئيس ومفهومه الوطني الواضح المختزل للخيارات الوطنية المصيرية المتعددة للشعب اليمني سقطت امام هذا المفهوم كل مفاهيم ادوات وتعبيرات اللاوعي الوطني في الانقلاب أو تجاوز قوة وفاعلية الوعي الوطني الجمعي كون اصحاب هذه المفاهيم المغلوطة ارادوا إلغاء قوة الحضور والتاثير لإنجازات المسيرة الوطنية في ظل قيادة فخامة الاخ الرئيس في مختلف الاصعدة والمجالات وفي المقدمة ثوابت الشعب اليمني في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والحرية وذلك عبر اخطر عملية انقلابية على النظام الوطني وهذه الثوابت في التاريخ اليمني المعاصر فكانت عملية فاشلة رغم خصوصيتها وما احيطت بها من ظروف ومؤثرات داخلية وخارجية تساعد على نجاحها الذي سيكون تدميراٍ لكل تلك المنجزات العظيمة للشعب اليمني ولذلك وحدة فخامة الاخ رئيس الجمهورية من امتلك من خلال مخرجات ممارسة مسؤوليته الوطنية تجاه الازمة السياسية الراهنة القراءة المعمقة لمالاتها لأنها قراءة استمدت من الوعي بالمنطلقات التاريخية والحضارية والانسانية للمشروع الوطني الحضاري الانساني الجديد لليمن الذي قاده ولا يزال فخامة الاخ الرئيس وقد غدت مسؤليته الوطنية يتقاسمها واجبا ومعنوياٍ كل الشرفاء والصادقين والمخلصين والمؤمنين والخيرين من أبناء الوطن اليمني بل على مستوى الأمة والمجتمع الانساني يالنظر إلى ما تحمله الثورة اليمنية السبتمبرية ـ الاكتوبرية من اهداف إنسانية عظيمة متجددة وما تحمله الوحدة اليمنية من مضامين إنسانية متطورة ومتجددة على صعيد ارتباطها الوثيق بالثقافة الانسانية الجديدة والواحدة التي تمجد الديمقراطية وتحترم حقوق الانسان.. ثقافة القيم الانسانية المشتركة وفي مقدمتها الحوار والتسامح والتعايش والتعاون وغيرها التي تحقق الامن والسلام العالميين على قاعدة العدالة والمساواة على صعيد الدول والافراد ولهذا اظهرت تطورات وتداعيات الازمة السياسية حتى الأن معطيات وتفاعلات وتجليات الواقع اليمني واضحة للعالم ومعقدة بسبب امتلاك هذا الواقع قوة هذا الوضوح فكان من المستحيل إسقاط ومحاكاة ما حدث في واقع دول عربية مثل مصر وتونس على اليمن إذ يصل ملف الازمة اليمنية مرتين إلى مجلس الامن الدولي فيحث كل الاطراف السياسية اليمنية على الحوار الشامل وهكذا اثبتت الازمة استحالة أن يلغي طرف سياسي الاخر مما هو مكون من مكونات الواقع أيا كان نوعه سياسيا أو اجتماعيا أو غير ذلك ومستقبل اليمن مرهون بالمشروع الوطني الحضاري المستمد من منطلقات واهداف الثورة ومضامين الوحدة اليمنية ومن المستحيل أن ينجح أي طرف في فرض مشروعه الخاص المتصادم والمتناقض مع المشروع الوطني واهداف الثورة ومضامين الوحدة ورابطة الدولة والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات العامة وتحت سقف هذا المشروع والإيمان بهذه الاهداف والمضامين فليفتح الحوار الوطني الشامل مع كل مكونات وأطراف العمل السياسي وكل القوى في المجتمع بما في ذلك الحركة الحوثية والحراك الجنوبي فالمستقبل الوطني يتوقف صناعته على التقاء كل أبناء المجتمع والوطن الواحد على القواسم المشتركة ووحدة الانتماء والهوية والهدف والمصير وإسهام الجميع في تطوير الثقافة الوطنية وتنقيتها من شوائب تعرضت لها خلال الماضي بسبب النتوءات والامراض التي عانى – ولا يزال – منها الوطن ورغم كل ما ولدته الأزمة السياسية من مضاعفة المعاناة على الشعب ستظل المسؤولية الوطنية النادرة والفريدة لفخامة الاخ الرئيس في هذا الظرف الاستثنائي هي جسر العبور المتين والوحيد إلى المستقبل المنشود وتحقيق التطلعات الوطنية للشعب اليمني وذلك تواصلاٍ لمسيرة التغيير الحقيقي التي قادها ولايزال فخامته برؤية وطنية تاريخية وحضارية تهدف إلى إعادة الاعتبار لحقائق التاريخ والجغرافيا واستنهاض الهوية الحاضرة المغيبة..