معروف عبدالحميد
إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب.. حكمة بالغة القدم بليغة المعنى أو هكذا كانت في أمس الأخلاق والمبادئ والقيم لكنها لم تعد كذلك اليوم في زمن أصبح فيه الكلام سلاحاٍ فتاكاٍ لا يستحي تجار الانحطاط الفكري والسلوكي والأخلاقي من استخدامه ضد كل شيء بل ويتفقون في سرد فصول لا نهاية لها من الافتراء وتأليف الحكايات التي تجاوزوا بها حدود الخيال وما بين المغموس بالكذب والمنقوع بالافتراء انتجوا ما لا يحص من الأباطيل وما لا يحصى من الزيف الموجه المتعدد الأشكال والأحجام والأنواع ولمختلف المراحل العمرية.. ولأن الكذب بضاعتهم ومهنتهم التي لا يجيدون امتهان سواها فقد وجدوا أنفسهم بلا منافس واعتقدوا أن صمت الطرف الآخر سيمنح بضاعتهم مشروعية البقاء والاتساع وسيحول دون ظهور الحقيقة..
منذ أعلن تجار الأباطيل والزيف ثورتهم ضد القيم والأخلاق وانقلبوا على المبادئ والمفاهيم السياسية وحتى اليوم قالوا من الزيف ما لم يقله مسيلمة الكذاب وأخلفوا من العهود والمواثيق ما يؤهلهم للفوز بما توعد الله به المنافقين في جهنم وجاءوا بإفك لا تطهرهم من ذنوبه كل سياط الأرض وافتروا من الكذب ما يؤكد استحقاقهم لأن تحل عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين..
ومنذ أعلنوا قبح أخلاقهم وأهدافهم وغاياتهم قالوا وسردوا من الحكايات ما لا يقال ووجهوا من الاتهامات ما يخجلنا سماعه ويسوؤنا أن من تجرأوا على افترائه ينتمون إلينا ويشاركوننا الحق في الهوية والانتماء..قالوا ما لا يقال لدرجة حولوا فيها شعارهم الثوري – الأكثر ترديداٍ من فاتحة الصلاة – إلى دعوة مفتوحة للانحطاط السياسي والفكري والأخلاقي والسلوكي واستغلوا حكمة وتسامح الرئيس علي عبدالله صالح أسوأ استغلال لدرجة أنهم حولوا الرئيس إلى شماعة علقوا عليها كل أخطائهم وفشلهم وعجزهم بل وجعلوه سبباٍ لكل هزائمهم عبر التاريخ ابتداءٍ بهزيمة الروم في أدنى الأرض وانتهاءٍ بهزيمة أحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات البرلمانية والرئاسية بل والمتهم الأول والمتسبب في كل ما نعاني منه ابتداءٍ بغزو الاحباش لليمن وانتهاءٍ باستهدافه لنفسه وهو يؤدي صلاة الجمعة في مسجد النهدين وهي الجريمة التي ابتهجوا لها وغنوا ورقصوا كثيراٍ ولا ندري حتى الآن أكان ابتهاجهم فرحاٍ بانتصارهم على المبادئ والقيم والأخلاق أم بنجاح الرئيس علي عبدالله صالح في استهداف الرئيس علي عبدالله صالح..!!
ما أعجب وأغرب وأحقر ما يقال في زمن القبح الثوري وما أجرأ واكذب الروايات والأسباب التي يسعى المفلسون للاختباء وراءها وتبرير عجزهم وفشلهم القديم المتجدد..
غادر الرئيس إلى السعودية للعلاج لكن شيئاٍ لم يتغير وأثبت الرئيس علي عبدالله صالح أنه الزعيم الأقوى على مستوى الساحة العربية التي يخشى رؤساؤها وحكامها مغادرة بلدانهم في زمن الفوضى الخلاقة ولو لأيام قليلة..
لكن وفي الوقت الذي أدرك فيه العالم أن اليمن هي اليمن دولة واستقراراٍ ونظاماٍ وأن علي عبدالله صالح ما يزال رئيساٍ وسيظل كذلك في عقول وقلوب وواقع اليمنيين أدرك المفلسون أن عليهم ايجاد متهم جديد حتى لا ينكشف زيف أباطيلهم وسعوا من خلال حكايات وافتراءات جديدة إلى استهداف نائب الرئيس الفريق عبدربه منصور هادي الذي أثبت بوفائه وسمو أخلاقه أنه أكبر من أن ينجر وراء مخططاتهم الانقلابية وأنه أكثر وعياٍ من أن تنطلي عليه أباطيلهم وحكاياتهم المزيفة..
حاولوا بأساليب شتى لكنهم فشلوا ولم يجدوا ما يبررون به فشلهم إلا اتهام العميد أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري بالوقوف حجر عثرة أمام كل خطوة يحاول نائب الرئيس أن يخطوها وعدم السماح له بممارسة صلاحياته لكن كل محاولاتهم اليائسة والبائسة لإثارة الفتنة والانقسام اصطدمت برجال من نوع جديد رجال يؤمنون بأن الصمت لا يمكن له أن يكون ذهباٍ في زمن القبح الثوري وأن الحقيقة هي الواقع الذي يعيشه الأوفياء..
احترقت كل حكاياتهم وأباطيلهم بتصريحات العميد أحمد علي عبدالله صالح التي أكد من خلالها أن قائد الحرس الجمهوري ابن الوطن قبل أن يكون ابن الرئيس وأنه أكثر فهماٍ واحتراماٍ وتمسكاٍ بالمبادئ والقيم والأخلاق وأن الدستور الذي أقره الشعب اليمني هو مرجعيته التي تحتم عليه أن يظل جندياٍ وفياٍ لوطنه وقيادته السياسية والعسكرية المتمثلة برئيس الجمهورية ونائبه..